طفل لم يتعد الأعوام الأربعة، ذنبه الوحيد الذي اقترفه في حياته القصيرة مولده لأب وأم تسيطر الخلافات والمشكلات على حياتهما الزوجية، حتى أنهت الزوجة حياة فلذة كبدها يحمل يوم الجمعة قدسية دينية خاصة، يستيقظ الرجال والشباب بل والأطفال مبكرا للاستعداد لأداء الصلاة في المسجد في محيط سكنهم، بينما تهتم السيدات بأعمال النظافة وإنهاء بعض الواجبات المنزلية وإعداد وجبة الغداء انتظارا لعودة الجميع من الصلاة، لكن شقة سكنية بسيطة في محافظة كفر الشيخ كانت على موعد مع سيناريو مختلف، حمل فاجعة ضحيتها طفل لم يتعد السنوات الأربع من عمره، راح ضحية لحظة غضب المرأة التي مكث في بطنها 9 أشهر، وأرضعته حولين كاملين في واقعة أضحت حديث الساعة يتناقلها الأهالي في حالة من الذهول. منذ 5 سنوات زفت "ح.ش" خبرا سارا لزوجها طالما حلم به، أخبرته أن عليه انتظار 9 أشهر كاملة لاستقبال الحدث الأهم في حياتهما الزوجية حيث وصول ولي العهد، فانفطر قلب العامل البسيط من الفرحة وبدأ يعد العدة لذلك الأمر وشراء بعض المستلزمات. مع وصول "محمد"، بات الشغل الشاغل لرب الأسرة هو توفير احتياجات وريثه منذ 5 سنوات زفت "ح.ش" خبرا سارا لزوجها طالما حلم به، أخبرته أن عليه انتظار 9 أشهر كاملة لاستقبال الحدث الأهم في حياتهما الزوجية حيث وصول ولي العهد، فانفطر قلب العامل البسيط من الفرحة وبدأ يعد العدة لذلك الأمر وشراء بعض المستلزمات. مع وصول "محمد"، بات الشغل الشاغل لرب الأسرة هو توفير احتياجات وريثه الشرعي، تلبية لمتطلباته يوميا، جُل همه رغم حالته المادية غير الميسورة، فهو يعمل كهربائيا لكنه أقسم على نفسه ببذل قصارى الجهد لتنشئة طفله التنشئة الصحيحة حتى بلغ الرابعة من العمر. بمرور الوقت ازدادت مشكلات الزوجين المالية التي كانت محور حديثهما الدائم إلا أن الزوج كان يحاول طمأنة رفيقة دربه بشكل مستمر بأن الأمور ستكون على ما يرام وأنه يواصل العمل ليل نهار بحثا عن الرزق وتوفير احتياجات المنزل خاصة لإقامتهما في شقة مستأجرة وترددها على الطبيب على فترات وصرف أدوية مخ وأعصاب باهظة الثمن. يوم الجمعة الماضي حضرت "ر.ش" لزيارة شقيقتها ورؤية طفلها "محمد"، تبادلت الشقيقتان الحديث بشأن أحوال المعيشة وغلاء الأسعار لا سيما السلع والمواد الغذائية الأساسية وزيادة احتياجات الطفل الذي كانت تلهو معه أثناء حديثهما حيث تطير من الفرحة لدى رؤية ابتسامة فلذة كبدها. "خلي بالك من الواد هكلم جوزي في حاجة" أمسكت والدة الطفل هاتفها واتصلت بزوجها مرات عدة دون جدوى فاستشاطت غضبا وأصيبت بحالة عصبية تبدل معها لون وجهها واقتربت من طفلها بخطوات حثيثة وراحت تنهي حياته. شرعت الأم في كتم أنفاس طفلها وسط ذهول شقيقتها التي أسرعت لمنعها لتتلقى ركلة قوية بالقدم طرحتها أرضا بينما استمرت الأم في إنهاء ما بدأته حتى أخرج الملاك البريء "رغاوي بيضاء من فمه وأنفه". "كتمت نفسه ونامت عليه لحد الطفل ما طلع رغاوي بيضاء من فمه وأنفه وجيت أحوش عنه ضربتني بالرجل في بطني بهدف إبعادي". حملت الشقيقتان الطفل وهرولتا إلى مستشفى كفر الشيخ العام إلا أن الطبيبة أخبرتهما بوفاته لتعودا إلى المنزل تحملان جثته، وانزوت الأم في أحد أركان الشقة. "أبوه السبب أنا مش هتسجن" أمسكت الأم ذات ال26 سنة بخرطوم وتعدت بالضرب على طفلها -رغم مفارقته الحياة- وطلبت من شقيقتها الاتصال بزوجها وإبلاغه برغبتها في الطلاق. تلقى قسم ثاني شرطة كفر الشيخ، إشارة من شرطة النجدة، عن بلاغ "ح.ش"، 26 سنة، ربة منزل، باكتشافها وفاة نجلها "محمد.ع"، 4 سنوات، داخل المسكن الذي تقيم فيه، دون معرفة الأسباب. عُثر على الطفل المتوفى ملقى على مرتبة على الأرض، يرتدي كامل ملابسه ليتم استدعاء مفتش الصحة، لتوقيع الكشف الطبي على جثة الطفل لمعرفة أسباب الوفاة، والذي أفاد عدم الجزم بأسباب الوفاة مرجحا وجود شبهة جنائية. تقرير مفتش الصحة أثار شكوك رجال المباحث، وبدأ المقدم محمد صادق، رئيس مباحث القسم، رحلة البحث عن الحقيقة من خلال جمع المعلومات حول علاقة والدة الطفل بزوجها وأسرته، بينما أكد الجيران أن آخر مرة شاهدوا فيها الطفل كان بصحة جيدة مع والدته. رويدا رويدا اتجهت أصابع الاتهام إلى الأم، وبتضييق الخناق عليها أقرت بارتكاب الواقعة وأشارت إلى أنها ضغطت على صدر طفلها ثم كتمت أنفاسه، ولم تتركه حتى تأكدت من وفاته، مبررة فعلتها بمرورها بأزمة نفسية حادة بسبب رفض زوجها "والد الطفل" تحمل مصاريف المعيشة. تحرر عن ذلك المحضر رقم 1376 لسنة 2019 جنح قسم ثاني شرطة كفر الشيخ، وبالعرض على النيابة العامة، قررت حبس الأم المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، والتصريح بدفن جثة الطفل عقب التشريح بمعرفة الطبيب الشرعي.