مثلت هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التركية، ضربة قوية لسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة بعد الأزمات الاقتصادية الأخيرة بالبلاد لم تكن خسارة حزب العدالة والتنمية عددا من أهم المدن التركية، مفاجأة للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي توقع أن تكون الأزمات الاقتصادية الضخمة التي مرت بها بلاده على مدى العام الماضي، صاحبة تأثير قوي على المشهد السياسي في تركيا. واجه حزب الرئيس التركي هزيمة في الانتخابات المحلية بالعاصمة التركية أنقرةوإسطنبول بالإضافة إلى إزمير، وهي النتيجة التي هزت البلاد بقوة، خاصة أن أردوغان يشهد في الوقت الحالي أول نكسة انتخابية كبيرة منذ أكثر من عقد ونصف على وجوده على رأس السلطة في تركيا. وأرجعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خسارة أردوغان لأهم المدن التركية، إلى العديد من الأسباب السياسية والاقتصادية، والتي -وفقًا لرؤيتها- لعبت دورًا بارزًا في الوصول إلى تلك النتيجة، مشيرة إلى أن العملية الانتخابية التي أقيمت، أمس الأحد، جاءت بعد تسعة أشهر من الانتخابات الوطنية التي مددت سيطرة أردوغان وأرجعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خسارة أردوغان لأهم المدن التركية، إلى العديد من الأسباب السياسية والاقتصادية، والتي -وفقًا لرؤيتها- لعبت دورًا بارزًا في الوصول إلى تلك النتيجة، مشيرة إلى أن العملية الانتخابية التي أقيمت، أمس الأحد، جاءت بعد تسعة أشهر من الانتخابات الوطنية التي مددت سيطرة أردوغان على السلطة، وهو الاستحقاق الذي رآه أردوغان مقياسًا لموقف الناخبين بعد سقوط الاقتصاد التركي في حالة الركود. هل تنجح تركيا في توجيه ضربة للدولار وإنقاذ عملتها من الانهيار؟ للمرة الأولى في حياته السياسية، يتذوق أردوغان الهزيمة في السباقات المحلية بمركز القوة السياسية التركية، أنقرة، أو في مسقط رأسه إسطنبول، التي تعد أيضًا مركز الأعمال الرئيسي للبلاد. وقال روسن كاكير، وهو خبير ومعلق سياسي مخضرم على موقع تويتر، إن هذا التحول كان تاريخيًا مثل وصول أردوغان إلى المسرح السياسي، عندما فاز في انتخابات بلدية إسطنبول عام 1994. وأضاف كاكير: "إن الانتخابات اليوم تاريخية مثل الانتخابات المحلية في عام 1994.. إنه إعلان لإغلاق صفحة قد تم فتحها قبل 25 عامًا". خسارة مرشح أردوغان لسباق إسطنبول الانتخابي، كان بمثابة ضربة قوية لحزبه، الذي بات الآن يعاني تراجعًا في شعبيته بعد 17 عامًا في السلطة. وقال سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "في حين أن خسارة إسطنبول هزيمة كبيرة لأردوغان، فإن خسارة أنقرة، التي تعتبر انعكاسًا للسلطة السياسية والحكومة، هي أكبر بكثير". انتخابات تركيا.. 3 هزائم مذلة لأردوغان ولم يكن الرئيس التركي غائبًا عن الاستعدادات القوية للانتخابات التركية، وفي إشارة إلى مدى جدية نظره لهذا الاستحقاق، عقد أردوغان ما يصل إلى ثماني مسيرات انتخابية يوميًا في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي يشير إلى أن سقوط حزب العدالة والتنمية في المدن الرئيسية كان رفضا قاطعا لسياسات الرئيس التركي في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية. وقال أسلي أيدينتاسباس، زميل بارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "أظهرت الحملة يأس أردوغان للفوز". كان الاقتصاد المتراجع في مقدمة اهتمامات الناخبين، فبعد سنوات من معدلات النمو المذهلة، دخلت تركيا في ركود واضح في مارس من العام الماضي، ما أدى إلى تجاوز معدل البطالة 10 %، وفقدت الليرة التركية 28% من قيمتها عام 2018 وهي تستمر في الانخفاض حتى الآن، بالإضافة إلى بلوغ التضخم مستوى يصل إلى 20 % في الأشهر الأخيرة. بعد خسارة أنقرة.. صفعة جديدة تنتظر أردوغان بإسطنبول وقال محللو الاستثمار إن تركيا كانت تستنزف احتياطياتها الأجنبية لتعزيز الليرة في الفترة التي تسبق الانتخابات، كما وعد وزير المالية بيرات البيرق بالإعلان عن حزمة من التدابير المالية الجديدة بعد الانتخابات، لكن ثقة الاستثمار لا تزال ضعيفة. إجمالًا، كان رهان أردوغان في الانتخابات التركية على شعبيته الشخصية، وليس مدى التأييد الذي يحظى به حزبه في البلاد، لا سيما بعد التأثر الواضح بالركود الاقتصادي.