في صفقة هي الأولى من هذا النوع منذ 27 عاما، وافقت الولاياتالمتحدة على بيع مقاتلات من طراز "إف 16"، إلى تايوان، الأمر الذي قد يثير غضب الصين أقدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خطوة قد تثير غضب الصين، حيث وافقت بشكل ضمني على طلب تايوان شراء 60 مقاتلة من طراز "إف 16"، وفقا لما كشفه عدد من المقربين من الإدارة، لتكون هذه الصفقة هي الأولى من نوعها، منذ عام 1992 عندما وافقت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب على بيع 160 مقاتلة من الطراز نفسه، وعلى الرغم من أن الصفقة الأخيرة لن تساعد في دعم الجيش التايواني في مواجهة نظيره الصيني، فإنها تمثل إشارة إلى نيات أمريكا في زيادة دعمها للجزيرة الديمقراطية. ونقلت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، عن ووه شانج سو، الباحث في كلية "راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة، قوله إن هذا الأمر "سيكون صدمة كبيرة للصين". وأضاف أن "الصدمة ستكون سياسية أكثر منها عسكرية، حيث تمثل هذه الصفقة بادرة رمزية، تمنح الصين الشعور بأن الولاياتالمتحدة لا تكترث لشعورها". وتأتي هذه الصفقة ونقلت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، عن ووه شانج سو، الباحث في كلية "راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة، قوله إن هذا الأمر "سيكون صدمة كبيرة للصين". وأضاف أن "الصدمة ستكون سياسية أكثر منها عسكرية، حيث تمثل هذه الصفقة بادرة رمزية، تمنح الصين الشعور بأن الولاياتالمتحدة لا تكترث لشعورها". وتأتي هذه الصفقة ضمن سلسلة من المبادرات التي تكشف الدعم الأمريكي لتايوان خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من اقتراب توصل ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، إلى اتفاق لإنهاء الحرب التجارية بينهما. حيث أبحرت سفن تابعة للبحرية الأمريكية في مضيق تايوان، للتأكيد على حرية الملاحة هناك، كما وافقت على زيارة تساي إنج ون الرئيسة التايوانية إلى هواي الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثار غضب الصين، التي وصفت هذه الخطوة ب"الخطيرة للغاية". ويأتي تجدد الاهتمام الأمريكي بتايوان بعد تزايد الدعوات في واشنطن لتركيز الجهود على منع الصين من التفوق على الهيمنة الأمريكية الصناعية والعسكرية. هل تستطيع تايوان الدفاع عن نفسها دون مساعدة أمريكا؟
إلا أن سكوت هارولد من مركز أبحاث آسيا والمحيط الهادئ في معهد "راند كورب"، قال للشبكة الأمريكية، إن مقاتلات ال"إف 16" الأمريكية، "لن تمثل تغييرا رئيسيا في قدرات تايوان، أو ستسهم في مواجهة الخطر الصيني". وأضاف أن "تايوان ستظل في حاجة إلى التركيز على شراء المزيد من الصواريخ والتركيز على الحرب الإلكترونية، وغيرها من القدرات العسكرية التقليدية المتطورة، والمصممة لمواجهة أي خطر صيني لضمها بالقوة". وكان معهد "راند" قد أشار في تقرير له، إلى أن صواريخ الصين الباليستية قصيرة المدى "قادرة على الوصول إلى معظم القواعد الجوية التايوانية، وتدمير المقاتلات بشكل كامل"، حتى قبل تحليقها. وأضاف المعهد أنه في حالة تحليق أي مقاتلة، فإنها ستكون في مواجهة المقاتلة الصينية "جي 20"، وهي مقاتلة من الجيل الخامس من طراز الشبح، تقارن بالمقاتلات الأمريكية الحديثة مثل "إف 22"، و"إف 35". نكسة أمريكية وانتصار صيني في انتخابات تايوان إلا أن بيع مقاتلات "إف 16" لتايوان، يمثل تغييرا في الموقف الأمريكي، المتمثل في التعهد ببيع "أسلحة ذات طبيعة دفاعية" إلى تايبيه، وفقا لقانون العلاقات مع تايوان الصادر في 1979. ورفض الرؤساء الأمريكيون منذ عهد بيل كلينتون مطالب تايوان المتكررة بشراء مقاتلات جديدة، وغيرها من الأسلحة الحديثة، التي قد تثير غضب بكين، إلا أن الرئيس السابق باراك أوباما وافق في 2011، على تجديد أسطول أسراب "إف 16" التايوانية المتهالكة. وقالت "بلومبرج" إن الصين التي أوقفت التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة بسبب صفقات عسكرية سابقة مع تايوان، أعربت عن اعتراضها على هذه الصفقة. حيث قدمت وزارة الخارجية الصينية "احتجاجات صارمة" للولايات المتحدة، بينما حذرت وزارة الدفاع من أن هذه الخطوة تقوض الرأي القائل إن البر الرئيسي للصين وتايوان جزء من "صين واحدة". لماذا العلاقات الأمريكية مع تايوان مهمة في صراعها مع الصين؟ ومن الممكن أن تكون هذه الصفقة خطوة لاختبار رد الفعل الصيني، حيث سيكون أمام الرئيس الصيني الاختيار بين المخاطرة بالتوصل لاتفاق تجاري ينهي الحرب التجارية بين البلدين، أو الدخول في صراع مع أكبر قوة عسكرية في العالم، لمنع بيع بضع مقاتلات. في الوقت نفسه، رفضت الولاياتالمتحدة طلب تايوان شراء مقاتلات "إف 35" الحديثة، ليس فقط لأن قيمتها تتجاوز الميزانية العسكرية لتايوان، لكن مثل هذه الخطوة قد تثير غضب الصين.