رئيس صندوق تطوير العشوائيات ل«التحرير»: «دار المعارف» ليست من المباني التى سيتم الحفاظ عليها ضمن مخطط تطوير ماسبيرو.. وعضو مجلس إدارة دار المعارف: لم يخطرنا أحد في مفاجأة غير متوقعة، وتحمل تهديدًا صريحًا لتاريخ عريق فى عالم الصحافة والطباعة، جاء مشروع تطوير منطقة مثلث ماسبيرو مخيبًا للآمال، بعدما كشفت الرسومات الخاصة بالتخطيطات الهندسية الأولية للمشروع، عن عدم الإبقاء على أعرق مباني ديار النشر والصحافة ليس فى مصر فحسب، بل فى الوطن العربي، وذلك بتاريخها العريق، الذي تجاوز قرنًا من الزمان، وهو المبنى الخاص بمؤسسة دار المعارف للطباعة والنشر بمنطقة كورنيش النيل بوسط البلد، تلك الدار التى يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1890، ولا يوجد لمبناها أثرٌ في الماكيت الجديد لتطوير مثلث ماسبيرو. رسومات تطوير المنطقة تظهر غياب مبنى دار المعارف وبغياب المبنى فى التوقيت الذى يكثر فيه الحديث عن دمج بعض الإصدارات الصحفية القومية، يصبح التساؤل مشروعًا: هل بدأ مشروع دمج المؤسسات الصحفية يخرج إلى النور؟ سؤال طرح نفسه، وبقوة على الساحة، وذلك عقب قيام المتحدث الإعلامى لمجلس الوزراء، هانى يونس، رسومات تطوير المنطقة تظهر غياب مبنى دار المعارف
وبغياب المبنى فى التوقيت الذى يكثر فيه الحديث عن دمج بعض الإصدارات الصحفية القومية، يصبح التساؤل مشروعًا: هل بدأ مشروع دمج المؤسسات الصحفية يخرج إلى النور؟ سؤال طرح نفسه، وبقوة على الساحة، وذلك عقب قيام المتحدث الإعلامى لمجلس الوزراء، هانى يونس، بنشر صور رسومات مخطط تطوير منطقة مثلث ماسبيرو بوسط البلد، عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، التى أظهرت صباح اليوم الأحد، الإبقاء على مبنى ماسبيرو ووزارة الخارجية وفندق هليتون رمسيس، وعدم وجود المقر المجاور لفندق رمسيس (مقر مؤسسة دار المعارف للطباعة والنشر). تاريخ مؤسسة دار المعارف وتعد مؤسسة دار المعارف، التى أنشأها نجيب متري عام 1890 مطبعة تجارية في منطقة وسط البلد من أعرق مؤسسات الطباعة والنشر، ففي عام 1910، تحوَّلت المؤسسة من دار للطباعة إلى دار للنشر، ولمواصلة مسيرتها العريقة فى مجال تنوير العقول، خرجت من رحمها واحدة من كبرى المؤسسات الصحفيّة، عن طريق منبرها الصحفى (مجلة أكتوبر)، التى يعود تأسيسها إلى الكاتب الكبير أنيس منصور، وصدور العدد الأول من مجلة أكتوبر في 31 أكتوبر 1976، تخليدًا لذكرى النصر العظيم.. اقر|أ أيضًا..بعد هدم أول مبنى.. هل يصمد التراث بمثلث ماسبيرو؟ تطوير العشوائيات ودار المعارف وبالبحث عن مصير مقر دار المعارف فى مخطط تطوير مثلث ماسبيرو، أكد المهندس خالد صديق، مدير مشروع صندوق تطوير العشوائيات، أن التعليمات الواردة إلى خطة تطوير منطقة مثلث ماسبيرو بوسط البلد لم تتضمن الإبقاء على مبنى دار المعارف، مؤكدًا أن المباني التى سيتم الإبقاء عليها رسميًا خلت من مؤسسة دار المعارف، وتضمنت مبنى وزارة الخارجية والمبنى الخاص بماسبيرو ووفندق هيلتون رمسيس ومتحف المكتبات ومسجد السلطان أبو العلا. مبنى دار المعارف مهددٌ بالهدم وأضاف خالد صديق، إلى «التحرير»، أن تطوير منطقة مثلث ماسبيرو يتم عبر مراحل عدة، وأن المرحلة الأولى من المخطط لم تتضمن منطقة مؤسسة دار المعارف، وأنه عقب الانتهاء سندخل فى تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، التى تشمل تلك المنطقة الكائنة بمؤسسة دار المعارف، لافتًا إلى أن القائمين على تنفيذ مشروع التطوير ملتزمون بنصوص القرارات، ما لم تصدر قرارات مفاجئة بالإبقاء على دار المعارف قبل التنفيذ الفعلي لأعمال الهدم. المؤسسة لم تتلقَ إخطارات رسمية "لم يخطرنا أحد"، بهذ الكلمات علَّق الكاتب الصحفى محمد أمين، رئيس تحرير مجلة أكتوبر وعضو مجلس إدارة دار المعارف، على ما يثار حول عدم الإبقاء على مبنى مؤسسة دار المعارف ضمن مخطط تطوير مثلث ماسبيرو، مؤكدًا أنه حتى هذه اللحظة لم يتلقَ مجلس إدارة المؤسسة أى مخاطبات رسمية حول هذا الأمر. وأضاف عضو مجلس إدارة دار المعارف إلى «التحرير»، أن المعلومات التى تتوافر لمجلس الإدارة هي ذاتها، التى تتوافر على وسائل الإعلام المختلفة، مطالبًا بضرورة وجود حوار مشترك بين إدارة المؤسسة والقائمين على تنفيذ مخطط تطوير ماسبيرو، وذلك لأن المؤسسة منبرٌ ثقافيٌّ يعمل منذ ما يزيد على قرن على تنوير العقول، وبالتالي الإبقاء عليه يخدم التراث الفكرى والثقافي ويخدم المشروع ذاته. ونفى الكاتب الصحفى الكبير وجود أى علاقة بين غياب مقر المؤسسة، وما يثار حول دمج المؤسسات الصحفية القومية، قائلا: ليس هناك علاقة أو وجه للربط بين الأمرين، فالمسألة تتعلق بسعي الدولة الجاد إلى تطوير منطقة مثلث ماسبيرو فى المقام الأول، فضلًا عن أن المشروع ذاته قديم، ولم تفلح الدولة فى الماضى في تنفيذه، وأنه وفقًا للقيادة السياسية تم العمل وبخطوات جادة فى طريق تطوير المنطقة، حفاظًا على جمال القاهرة ووسط البلد. خسائر المؤسسة وتابع: أن مسألة الحديث عن وجود خسائر كبرى بمؤسسة دار المعارف، أمر غير صحيح على الإطلاق، ففى الماضي، وتحديدًا منذ 4 سنوات، بلغت مديونية المؤسسة لدى بنك مصر مليارًا و800 مليون، وبفضل العمل الجاد من القائمين على المؤسسة جميعًا، تراجعت المديونية إلى 30 مليونًا، وتم سداد 6 ملايين للبنك مؤخرا ليصبح الدَين النهائى للمؤسسة 24 مليونًا، الأمر الذى يبرهن على أن المؤسسة قادرة وبقوة على سداد مديونياتها، وليست غارقة فى الديون كما يروج البعض. ولفت أمين إلى أن الحفاظ على مبنى المؤسسة يعد تطويرًا فى حد ذاته، فالتطوير الأساسي الجمع بين المعاصرة والتراث، خصوصًا أن المبنى بمثابة إشعاع نور على كل المستويات الفكرية والاجتماعية.