الحكومة تغير مخطط حديقة الشيخ زايد من أجل أبراج رجل الأعمال.. ومخاوف من تحولها إلى حديقة للأغنياء فقط.. وارتفاع الأبراج يخالف قواعد التنظيم في المدينة يبدو أن مدينة الشيخ زايد الهادئة المترامية على أطراف القاهرة، لن تظل على حالها كثيرا، ولن تبقى مقصدا للهاربين من القاهرة، بضيقها واختناقها، ومبانيها وارتفاعاتها، بل ستكون أسوأ حالا وأكثر جمودا، فإذا كان للقاهرة نهر يشقها فإن الشيخ زايد قطعة من قلب الصحراء. يقلقل هدوء المدينة ويثير أتربتها الراقدة، تلك الأنباء المتطايرة، في سماء حكومة مصطفى مدبولى، عن إنشاء عدد من الأبراج السكنية، تغتال في قواعدها، درة المدينة، تلك الحديقة القديمة في مخطط مدينة الشيخ زايد، الحديثة في إعلان إنشائها عام 2016، في حضور رئيس الوزراء الحالي، إبان كان وزيرا للإسكان. المعلومات الرسمية الصادرة من وزارة الإسكان تشير إلى أن أبراج زايد، لصاحبها رجل الأعمال نجيب ساويرس، تأتي ضمن مشروع يحمل اسم "زايد بيزنس بارك" بمساحة إجمالية 165 فدانًا، مُقسمة إلى قطعتين، الأولى، بمساحة 106.1 فدان، وتشتمل على حديقة الشيخ زايد المركزية بمساحة نحو 65 فدانا، وأنشطة استثمارية تتضمن جوانب المعلومات الرسمية الصادرة من وزارة الإسكان تشير إلى أن أبراج زايد، لصاحبها رجل الأعمال نجيب ساويرس، تأتي ضمن مشروع يحمل اسم "زايد بيزنس بارك" بمساحة إجمالية 165 فدانًا، مُقسمة إلى قطعتين، الأولى، بمساحة 106.1 فدان، وتشتمل على حديقة الشيخ زايد المركزية بمساحة نحو 65 فدانا، وأنشطة استثمارية تتضمن جوانب سكنية وترفيهية وخدمية بمساحة 41.1 فدان. أما القطعة الثانية، فهي أرض فضاء بمساحة 58.9 فدان وتستغل في أنشطة استثمارية، تتضمن جوانب تجارية وفندقية وطبية وترفيهية. (الماكيت الكامل لمشروع "زايد بيزنس بارك" بما فيه حديقة الشيخ زايد) والحقيقة أن تلك الأبراج، تنتهك في ارتفاعاتها قواعد مستقرة في مخطط المدينة منذ وضع حجر أساسها في تسعينيات القرن الماضي، إذا لا يوجد مبنى واحد بها يتجاوز في ارتفاعه 5 أدوار، حتى تحافظ المدينة على طرازها المعماري ونسقها الحضاري، غير أن ما جاءت به حكومة مصطفى مدبولى من موافقات لرجل الأعمال نجيب ساويرس، سمح لأبراجه بارتفاعات تصل إلى 20 دورا. الأمر لم يتوقف عن حد الارتفاعات الشاهقة، في المدينة الهادئة، بل وصل إلى حد استقطاع جزء من أرض الحديقة، التي أعلنت الحكومة عند تدشينها عام 2016، لصالح أبراج ساويرس، لتعيد الحكومة من جديد تحجيم وتقليم وإعادة تخطيط الحديقة، وتفرغ منها مساحة جديدة لصالح الأبراج التي تم الاتفاق عليها مع رجل الأعمال نجيب ساويرس مؤخرا. قبل أن يتم الاتفاق بين الحكومة ورجل الأعمال نجيب ساويرس كان شكل حديقة الشيخ زايد ومخططها ومساحتها، غير الشكل والمساحة اللذين تبدو عليهما الآن، فقد كانت أكثر اتساعا ودون أي أبراج سكنية في التصميم الأساسي لها، والذي يوضح حدود الحديقة بحي الياسمين وحي الكرمة والحي الخامس أو الاتصالات وأوبرا سيتي. (صورة لحديقة الشيخ زايد الحالية) إن الصور التي التقطتها عدسة "التحرير" توضح ركام المباني، التى بنيت خلال الفترة الماضية عند الحدود القديمة للحديقة، والتي تم هدمها لتتناسب مع المخطط الجديد لتخرج مساحات من أرض الحديقة لصالح أبراج زايد المزمع إنشاؤها. (صورة لبعض المناطق التي تم تفريغها لبناء الأبراج عليها) إن الحدود القديمة للحديقة توضحها وتؤكدها، الخريطة القديمة لمدينة الشيخ زايد، التي حصلت عليها "التحرير"، والتي تعتبر مساحة الأرض "منطقة خدمات"، دون ذكر لأى نشاط عمراني في تلك الأرض. (صورة للماكيت القديم لمدينة الشيخ زايد وفيه تظهر الحديقة "منطقة خدمات") ويؤكد ذلك أيضا خريطة هيئة المجتمعات العمرانية التي كانت تنشرها حتى وقت قريب عن المخطط العام للحديقة، والتي تجعل من إجمالي مساحة الأرض، بما فيها الأرض التي من المفترض بناء الأبراج عليها الآن، تدخل في حيز حديقة الشيخ زايد، غير أن الاتفاق الذى تم خلال الفترة الماضية، أعاد رسم شكل الحديقة من جديد، على أن يتم تقليص مساحتها، بحيث تقع الحديقة بين الأبراج السكنية الشاهقة، التى يصل ارتفاع بعضها إلى 20 دورا، وأفرغوا مساحات على أطرافها لصالح الأبراج السكنية، وفق المخطط والاتفاق الجديدين. (م. جمال طلعت، رئيس جهاز المدينة الأسبق أمام الماكيت القديم للحديقة) مما يؤكد حداثة الاتفاق بين الحكومة ورجل الأعمال نجيب ساويرس على أبراج زايد، بأن قطعتي الأرض، اللتين تتحدث عنهما وزارة الإسكان، وتبلغ مساحة إحداهما 40 فدانا تقريبا تطل على الشارع الرئيسي بالمدينة وأرض الثورة الخضراء، والقطعة الأخرى (أرض الحديقة)، تفصلهما طرق وميدان تم إنشاؤه منذ عامين تقريبا، بالإضافة إلى مبنى الإدارات التنفيذية والحركة والمخازن والمشتريات التابع لجهاز مدينة الشيخ زايد، إلا أن مخطط "زايد بيزنس بارك" لا يتضمن تلك الطرق وهذا الميدان وذاك المبنى، ويصل القطعتين معا، مما يعنى أن هذه الطرق والميدان والمبنى سوف يتم هدمها قريبا، لتنفيذ المخطط الجديد. (الماكيت القديم لحديقة الشيخ زايد يخلو من وجود أي أبراج سكنية) تحدد للحديقة أكثر من موعد لافتتاحها، وكانت البداية مع تدشينها عام 2016، حين تحدد موعد افتتاحها خلال عام أو عام ونصف العام من ذلك التاريخ، وتحدد موعد تقريبي هو صيف 2017، ثم أرجئ الافتتاح حتى 2018، ثم أرجئ مرة أخرى إلى 2019، وحتى وقتنا هذا لم يتم الافتتاح، ويبدو أن التلكؤ في فتح الحديقة أمام الجمهور كان لحسابات الاتفاق الذي تم مع رجل الأعمل نجيب ساويرس، والتي بمقتضاها سوف تنتقل الحديقة لتكون تحت إشرافه وإدارته. (المخطط القديم للمدينة ويظهر منطقة الحديقة كاملة دون أي نشاط عمراني) يزيد من خطورة الأبراج، أن الحديقة نفسها تقع على أرض مرتفعة، كاشفة لمدينة الشيخ زايد بكاملها، مما يزيد الأبراج ارتفاعا، ويحجب الرؤية سواء لرواد الحديقة أو حتى ساكنى المناطق المجاورة للحديقة والأبراج، ليكون أكثر المتضررين من الأبراج، بشكل مباشر، هم ساكنو حي الياسمين والكرمة والحي الخامس أو الاتصالات وأوبرا سيتي. رجل الأعمال نجيب ساويرس أعلن أن الشركة المنفذة لمشروع الأبراج وهى شركة "أورا" للتطوير العقارى، قد تعاقدت بالفعل مع شركة عالمية متخصصة فى تنظيم المساحات الخضراء "اللاند سكيب"، والشركة سوف تطور الحديقة المركزية بالشيخ زايد، ليكون له حق إدارة الحديقة، بما تتضمنه من كافيهات ومطاعم، وبالتالي تتحول الحديقة من حديقة شعبوية عامة مثل حديقة الجيزة إلى حديقة للصفوة، قاصرة على الأغنياء وسكان الأبراج فقط. (مخطط أبرج زايد التي ستبنى على أطراف الحديقة) بنظرة بسيطة لأبراج زايد، سوف نجد الحديقة تتحول إلى "لاند سكيب" لساكني الأبراج، التي ستحيط بالحديقة من كل الاتجاهات كما هو مبين في المخطط الذى حصلت "التحرير" عليه، فالشركة المعلنة عن أبراج زايد، تسوق المشروع على أنه كمبوند مغلق على مساحة 65 فدانا -هي مساحة الحديقة الأصلية-، به عدد من الأبراج السكنية الكبرى، عند الزوايا الأربع للحديقة، يصل ارتفاع كل واحد منها إلى 20 دورا، وسعر المتر الواحد فيها 29 ألف جنيه. (المخطط الجديد وتبدو فيه الأبراج متداخلة مع كتلة الحديقة) ويوجد عدد آخر من الأبراج السكنية في قرب منتصف الحديقة، يصل ارتفاعها إلى 10 أدوار فقط، وسعر المتر الواحد 19 ألف جنيه، ومساحات الوحدات السكنية تبدأ من 97 مترا حتى 250 مترا تقريبا، وعلى حد قول الشركة المسوقة للمشروع فإن جميع الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة قد نفدت، وعلى من يريد الحجز حاليا أن يختار بين الوحدات التي تبدأ من مساحة 136 مترا فأكثر، وتشترط الشركة أن يسلم الحاجز 100 ألف جنيه جدية حجز، مع العلم أنه من المفترض زيادة تلك الأسعار يوم 24 مارس الجاري، رغم أن سعر المتر عموما في الشيخ زايد يدور في حدود 7 آلاف جنيه، ويزداد قليلا في الوحدات السكنية الفاخرة ليصل إلى 9 آلاف جنيه.
(أسعار ومواصفات الوحدات السكنية التي تعلنها الشركة المسوقة لأبراج زايد)