توفي زوجها عقب زواجهما بثلاثة أعوام تاركًا لها طفلة صغيرة لم تتجاوز الثانية من عمرها وجنينًا لم يمر على حملها به سوى شهرين وأصابها سرطان الثدي تسعى الكثيرات للحصول على لقب الأم المثالية، تكريمًا لهن على قصص كفاحهن وتربيتهن أبناءهن، ومواجهتهن صعوبات الحياة، بمفردهن، حاملات مسؤوليات أبنائهن على رقابهن، وقائمات بدور الأم والأب في وقتٍ واحد. وتكرم الدولة الأمهات المثاليات اللاتي يستحققن التكريم بعد عنائهن الشديد، وكل أم يتم تكريمها لها قصة صعبة، وظروف قاسية مرت بها حرمتها من شبابها، وشيبت رأسها وهي في مقتبل عمرها، وهذا العام تم اختيار أم مثالية من محافظة الفيوم واجهت صعوبات الحياة بتربية أبنائها بعد وفاة زوجها وأيضًا السرطان نال منها ولم يرحمها. وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، أمس الإثنين، عن فوز سامية عبد العظيم أحمد، 51 عامًا، مقيمة بقرية سنهور القبلية بمركز سنورس بالفيوم، بلقب الأم المثالية، على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفال كبير يقام كل عام لتكريم الأمهات المثاليات. "التحرير" التقت الأم وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، أمس الإثنين، عن فوز سامية عبد العظيم أحمد، 51 عامًا، مقيمة بقرية سنهور القبلية بمركز سنورس بالفيوم، بلقب الأم المثالية، على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفال كبير يقام كل عام لتكريم الأمهات المثاليات. "التحرير" التقت الأم المثالية في منزلها وسط أسرتها، حيث جاء الكبير والصغير من أقاربها وجيرانها لتهنئتها بفوزها بلقب الأم المثالية، وجلست هي فرحة باختيارها تدعو لأبنائها الذين تقدموا بأوراقها إلى الشؤون الاجتماعية بالفيوم لتتمكن من المشاركة في المسابقة عسى أن تكون الفائزة، وتحقق حلمهم بالفعل. وبينما تلتقط "سامية" بعض الأكياس وتضع بداخلها الفول السوداني والفشار والحلويات، بدأت حديثها قائلة: "النهارده الفرحة فرحتين، فزت بالأم المثالية، وكمان باحضر لسبوع أول حفيدة ليا، وسميناها آيسل، وأهي كانت وش السعد علينا، وفرحتنا كلنا". وروت قصة حياتها قائلةً "إتجوزت وعشت مع جوزي أحلى 3 سنين في عمري، بعد كده مات فجأة، وسابلي سعاد، كان عندها 3 سنين، وكنت حامل في الشهر التاني، وماكناش لسه عرفنا نوع الجنين إيه، وجوزي كان نفسه يجيب ولد يبقى سند ليه، بس مالحقش يتهنى بيه ومات قبل ما يشوفه". وتابعت: "الحياة أصبحت أضيق من خرم الإبرة في عيني واسودت في وجهي"، خصوصًا أن زوجها كان عاملًا بمديرية التموين ولم يتجاوز معاشه 60 جنيهًا، وكانت حريصة على ألا تأخذ جنيهًا من أحد، ووضعت جنينها بمفردها ولم تتمكن من الفرح بولادته بسبب غياب زوجها، حيث إنها كانت لا تزال ترتدي اللون الأسود حزنًا على فراق زوجها. وأشارت إلى أنه بعد ولادتها بدأت تبحث في كل مكان عن فرصة عمل تُنفق منها على طفليها كي لا تحتاج لأحد، ولكنها فشلت لأنها حاصلة على تعليم متوسط "دبلوم تجارة" فبدأت العمل في فصول محو الأمية، حتى صرحت لها الهيئة بفتح فصل واحد، وكانت تُعلم الكبار في المساجد بالقرية. وكشفت أنها بدأت تتفاءل وتحلو الحياة في عينيها عندما حصلت على عقد مؤقت في مديرية الزراعة، مقابل 40 جنيهًا شهريًا "وأهي نواية تسند الزير"، وبدأت تعمل حتى تخرجت ابنتها في كلية الدراسات الإسلامية، وتخرج ابنها في معهد السياحة والفنادق، وزوجت ابنتها ويحتفلون بأول حفيدة لهم، وخطبت لابنها وتستعد لتزويجه قريبًا. لم تُمهلها الحياة كثيرًا لتفرح بكبر ابنيها وبأنهما سيكونان لها سندًا ويواجهان معها مصاعب الحياة، إلا وصفعتها الحياة صفعة قوية عقب إصابتها بسرطان الثدي، وأصيبت بأزمة نفسية شديدة بسبب وحدتها، وعدم وجود زوجها بجوارها في هذه الظروف، إلا أنها تماسكت من أجل ابنيها لأنهما ليس لديهما أحد غيرها "وفقًا لسامية". وكشفت أنها أجرت عملية جراحية لاستئصال الورم، وتلقت جرعات العلاج الكيماوي حتى شُفيت منه، ولكنها انقطعت عن عملها خلال فترة مرضها، فتم تعيين زملائها ولم يتم تعيينها. وأكدت سامية أن أول طلب لها من الرئيس عبد الفتاح السيسي سيكون توفير وظيفة حكومية لها، كي تكون سندًا لها في كبرها، خصوصًا أنها بلغت 51 عامًا، وأنها لا تريد أن تكون عبئًا على أولادها.