الهجوم الإرهابي على مسجدي "النور" و"لينوود"، اليوم الجمعة، في مدينة "كرايست تشيرش" النيوزيلندية، آخر علامة على زيادة العمليات الإرهابية من المتطرفين اليمينيين. "أراضينا لن تصبح لهم أبدا" كانت العبارة الأبرز في البيان الذي نشره برينتون تارانت، البالغ من العمر 28 عامًا، قبل أن يشن هجومه على مسجدي "النور" و"لينوود" في مدينة "كرايست تشيرش" النيوزيلندية، اليوم الجمعة، خلال صلاة الجمعة، والذي أسفر عن مقتل 49 مصليا، وإصابة عشرات آخرين، الهجوم ليس الأول من هذا النوع، الذي يقوم به متطرفون يمينيون أصحاب توجهات قومية حول العالم، وسط نمو النزعة الشعبوية، ووصول حكام لديهم توجهات معادية للمسلمين والمهاجرين في العديد من دول العالم، الأمر الذي يغذي هذه الأفكار. صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقول إن تارانت المولود في أستراليا، حذر في البيان الذي يتألف من 74 صفحة، ويحمل عنوان "الاستبدال العظيم"، من "الإبادة الجماعية للبيض"، وأشار إلى الهدف من وراء هجومه، بما في ذلك خلق "جو من الخوف" ضد المسلمين. ويدعي تارانت أنه لا يسعى إلى الشهرة، وأنه كان "شخصًا انطوائيا"، صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقول إن تارانت المولود في أستراليا، حذر في البيان الذي يتألف من 74 صفحة، ويحمل عنوان "الاستبدال العظيم"، من "الإبادة الجماعية للبيض"، وأشار إلى الهدف من وراء هجومه، بما في ذلك خلق "جو من الخوف" ضد المسلمين. ويدعي تارانت أنه لا يسعى إلى الشهرة، وأنه كان "شخصًا انطوائيا"، ووصف نفسه بأنه عنصري يحمل أفكارا فاشية، وأنه كان يخطط للهجوم منذ عامين. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن المشتبه به أراد إرسال رسالة مفادها "أنه لا يوجد مكان آمن في العالم"، ووفقًا للوثيقة، اختار تارانت استخدام الأسلحة النارية للحصول على أقصى قدر من الدعاية. إذ يقول في بيانه "لقد اخترت الأسلحة النارية لتأثيرها على الخطاب الاجتماعي، والتغطية الإعلامية الإضافية التي ستوفرها، والأثر الذي يمكن أن تحدثه على سياسة الولاياتالمتحدة، وبالتالي على الوضع السياسي في العالم". البيان يدعي أن المشتبه به كان "على اتصال" بالإرهابي النرويجي أندرس بهرنج بريفيك، المسجون حاليا بسبب هجوم إرهابي في 2011، وأضاف أنه أعرب عن تأييده هذا الهجوم. ماذا حدث في هجوم نيوزيلندا الإرهابي؟ (القصة الكاملة) وقال ماجنوس رانستورب، الخبير السويدي في شؤون الإرهاب، إن البيان الذي نشره مطلق النار النيوزيلندي أقصر و"أكثر قذارة" من البيان الذي كتبه بريفيك، لكنه يحمل مشاعر مماثلة. وأضاف رانستورب، الأستاذ في كلية الدفاع الوطني السويدية، أن تارانت يعارض الهجرة الجماعية "وتكلم عن نفس الموضوعات التي قد أشار إليها بريفيك في بيانه المؤلف من 1500 صفحة، ونشره على الإنترنت قبل تنفيذ هجماته القاتلة". يذكر أن بريفيك قتل، في 22 يوليو 2011، ثمانية أشخاص بسيارة مفخخة في أوسلو، ثم فتح النار على المشاركين في معسكر صيفي في جزيرة أوتايا، مما أسفر عن مقتل 69 آخرين، ويقضي الآن عقوبة السجن لمدة 21 عاما. حادث نيوزيلندا لم يكن مستبعدا بالنظر إلى انتشار النزعة الشعبوية، والأصوات المعادية للإسلام والمهاجرين في الغرب، بالإضافة إلى وصول أحزاب يمينية إلى سدة الحكم في العديد من دول العالم. من هو الإرهابي منفذ «هجوم نيوزيلندا»؟ وكشف تقرير أعده مركز التطرف التابع لرابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة يهودية معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية، أن كل حالات القتل بسبب الإرهاب في الولاياتالمتحدة خلال عام 2018 كانت لها صلة بالتطرف اليميني. التقرير أشار إلى عدد من الحوادث، مثل إطلاق النار في المدرسة الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، في فبراير 2018، وإطلاق النار الجماعي على الكنيس اليهودي، في بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، في أكتوبر 2018. وكان هناك ما لا يقل عن 50 عملية قتل مرتبطة بالمتطرفين في الولاياتالمتحدة في عام 2018، وفقًا للتقرير، مما يجعله رابع أكثر الأعوام دموية في أعمال القتل ذات الصلة بالتطرف منذ عام 1970. ويؤكد التقرير أن "جرائم القتل ذات الصلة بالتطرف في عام 2018 كانت مرتبطة بالمتطرفين اليمينيين بأغلبية ساحقة"، وأضاف أن "كلا من مرتكبي هذه الجرائم كانوا على علاقات بحركة يمينية متطرفة". 49 قتيلا حصيلة «هجوم نيوزيلندا» وتتوافق نتائج رابطة مكافحة التشهير مع التقارير الأخرى حول التطرف اليميني في الولاياتالمتحدة، مما يدل على أن الإرهاب اليميني مستمر في الانتشار. حيث قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في تقرير أصدره في نوفمبر 2018، إن "عدد الهجمات الإرهابية التي ارتكبها اليمين المتطرف ارتفع على مدار العقد الماضي، وفي الفترة بين عامي 2016 و2017 ارتفع بأكثر من أربعة أضعاف".