هبوط حاد فى نسب توزيع الصحف.. وإصدارات مهددة بالتوقف.. العاملون: خطة تم إعدادها مسبقا وشركات التوزيع متهمة.. عميد إعلام الأزهر السابق: السياسة التحريرية السبب رغم خروج الكاتب كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وإعلانه عدم تطرق الاجتماع الذي عقد برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي لعملية دمج المؤسسات الصحفية القومية، أو إلغاء بعض الإصدارات الورقية، فإن العاملين فى تلك المؤسسات أصابهم قلق التسريح والتشريد، خاصة مع التراجع الحاد فى أعداد توزيع إصدارات الصحف القومية، والتى وصلت لمرحلة بالغة التعقيد، مؤكدين أن هناك خطة معدة مسبقا من أجل إلغاء هذه الإصدارات، متهمين شركات توزيع الصحف بالضلوع فيما وصفوه بجريمة دمج الإصدارات، بينما رجع المتخصصون الأزمة للسياسة التحريرية التى تُفرض على هذه الإصدارات. بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن أعداد الدوريات أو إصدارات الصحف القومية تخطت ال56. نستعرض فى هذا التقرير عدد الإصدارات التابعة لكل مؤسسة قومية، علاوة على عدد العاملين فى هذه الإصدارات. مؤسسة الأهرام مؤسسة الأهرام هى المؤسسة الصحفية الأكبر فى مصر، أسسها سليم وبشارة تقلا، عام 1876، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن أعداد الدوريات أو إصدارات الصحف القومية تخطت ال56. نستعرض فى هذا التقرير عدد الإصدارات التابعة لكل مؤسسة قومية، علاوة على عدد العاملين فى هذه الإصدارات. مؤسسة الأهرام مؤسسة الأهرام هى المؤسسة الصحفية الأكبر فى مصر، أسسها سليم وبشارة تقلا، عام 1876، وتديرها الدولة بشكل مباشر وكامل، من خلال الهيئة الوطنية للصحافة، وتمتلك المؤسسة عددا هائلا من الإصدارات، لكن تبقى عملية التراجع فى توزيع هذه الإصدارات عائقا كبيرا، خاصة بعدما وصل توزيع الجريدة اليومية لأدنى مستوى، بحسب أحد مديري توزيع الصحف.
الأهرام تمتلك 23 إصدارًا ما بين "يومي، وأسبوعي، وشهري، وربع سنوي"، هى "جريدة الأهرام، طبعة مصر- الأهرام الدولي الطبعة الدولية- الأهرام الطبعة العربية- الأهرام ويكلي باللغة الإنجليزية- مجلة السياسة الدولية- مجلة لغة العصر- الأهرام إبدو باللغة الفرنسية- الأهرام العربي- الأهرام المسائي- الأهرام الرياضي- الأهرام الاقتصادي- مجلة الديوان- مجلة الأهرام الزراعية- مجلة الشباب- مجلة علاء الدين- مجلة نصف الدنيا- الأهرام البيت- مجلة التعاون الأسبوعية- مجلة الديمقراطية- مختارات إسرائيلية- مختارات إيرانية- قضايا برلمانية- أحوال مصرية"، يعمل على إنتاجها ما يقرب من ال 6500 شخص، إلا أن بعضها وصل توزيعه ل 200 نسخة فقط. مؤسسة دار التحرير للطباعة والنشر هى المؤسسة التى أنشأتها ثورة 23 في 24 أغسطس عام 1953، بعد أن تقدم البكباشي جمال عبد الناصر سكرتير هيئة التحرير آنذاك، بطلب لإدارة المطبوعات لإصدار جريدة يومية صباحية باللغة العربية، وتخضع فى الوقت الحالي للهيئة الوطنية للصحافة، لكن وضع المطبوعة اليومية الأم "الجمهورية" وباقي الإصدارات بات صعبا فى ظل تراجع التوزيع. وتمتلك دار التحرير 10 إصدارات هي "الجمهورية- المساء- الإجيبشيان جازيت باللغة الإنجليزية- الإجيبشيان ميل باللغة الإنجليزية- لا بورص إجبسيان باللغة الفرنسية- لو بروجريه إجبسيان باللغة الفرنسية- عقيدتي- حريتي- الرأي- الكورة والملاعب، علاوة على ملحقين هما، دموع الندم- بطولات ونجوم"، يعمل على إنتاجها ما يقارب ال 4800 شخص. مصدر بشركة دار التحرير للطباعة والنشر أكد ل"التحرير"، أن عملية التراجع فى توزيع الإصدارات باتت مقلقة للغاية، مشيرا إلى أن أغلب الإصدارات يُطبع منها كميات قليلة، لكن حجم المرتجع يتجاوز ال 80%، وهو ما يهدد استمرار هذه الإصدارات. وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن شركة توزيع دار التحرير هى الكيان الوحيد داخل المؤسسة الذي يحقق مكاسب، نظرا لأن الشركة تقوم بتوزيع عدد كبير من الصحف الخاصة، مشيرا إلى أن الأزمة الأكبر فى الوقت الراهن هي فشل المؤسسات فى بيع المرتجع من الصحف، لتجار الورق، بعد أن حددوا 9 آلاف جنيه لطن الورق بعدما كان يباع ب 15 ألفًا. مؤسسة روز اليوسف عرفت مؤسسة روز اليوسف من خلال المجلة الأسبوعية التى بدأت في الصدور في 26 أكتوبر عام 1925، وما زالت تصدر حتى الآن، واشتهرت المجلة بأنها حاملة لواء التنوير في مصر، ومع تأميم الصحف أصبحت ضمن المؤسسات المملوكة للدولة. وتمتلك المؤسسة الرائدة 4 إصدارات هي "مجلة روز اليوسف- وجريدة روز اليوسف- ومجلة صباح الخير- كما أعيد إنتاج الكتاب الشهير والمعروف باسم الكتاب الذهبي"، ويعمل على إنتاج هذه الإصدارات ما يقرب من ال 1200 شخص، لكن المؤسسة تعاني فى الفترة الأخيرة من مديونيات أوراق ومواد الطباعة وتراجع حاد فى نسب التوزيع. أحد العاملين فى المؤسسة اعتبر أن أزمة توقف المطابع المملوكة لروز اليوسف، منذ عامين تقريبا، كانت أحد الأسباب الكبيرة فى ارتفاع مديونية المؤسسة، ووجود خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن المؤسسة كانت تقوم بطباعة عدد من الكتب التابعة لوزارة التربية والتعليم، وهو ما كان يدر دخلا كبيرا للمؤسسة، ومع توقف هذه العملية بدأت تظهر الخسائر والمديونيات. مؤسسة دار المعارف أنشأها نجيب متري عام 1890 كمطبعة تجارية في منطقة الفجالة، وفي عام 1910، تحولت المؤسسة من دار للطباعة لدار للنشر، لتبقى فى هذه الأثناء إحدى أهم المؤسسات الصحفية فى مصر، لكن حالها كان كحال باقي المؤسسات التى تم تأميمها عام 1963، لتبقى بفروعها ال 21 مملوكة وبشكل مباشر للدولة. اعتمدت الدار وبشكل كامل على عملية طباعة الكتب لكبار الكتاب فى هذه الفترة، خاصة أنها تمتلك فروعًا عديدة تمكنها من توزيع إصداراتها، لكن خرج من رحمها وليد كان كبيرا وهو مجلة أكتوبر، والتى تراجع توزيعها وبشكل هائل خلال السنوات الأخيرة، ويعمل فى المؤسسة 1150 شخصًا من بينهم 100 صحفي. مؤسسة دار أخبار اليوم هى إحدى أكبر المؤسسات الصحفية في مصر والوطن العربي، أسسها مصطفى وعلي أمين عام 1944، وتديرها الحكومة فى الوقت الحالي عبر الهيئة الوطنية للصحافة، إلا أنها هى الأخرى شهدت تراجعًا ملحوظًا فى عملية التوزيع. وتمتلك المؤسسة 12 إصدارًا هي "الأخبار- أخبار اليوم- مجلة آخر ساعة- أخبار الرياضة- أخبار النجوم- أخبار الأدب- أخبار الحوادث- أخبار السيارات- مجلة الأطفال بلبل- اللواء الإسلامي- مجلة فارس- المسائية"، يعمل على إنتاجها 3700 شخص. مؤسسة دار الهلال دار الهلال تُعد ضمن أقدم المؤسسات الصحفية المصرية والعربية، تأسست عام 1892 على يد جورجي زيدان، وكانت تمتلك 11 إصدارًا هي "مجلة الهلال- مجلة الإثنين والدنيا (توقفت)- مجلة حواء- مجلة المصور- مجلة الكواكب- مجلة سمير- مجلة ميكي (توقفت)- مجلة توم وجيري (توقفت)- طبيبك الخاص- كتاب الهلال- روايات الهلال"، وتعاني كل الإصدارات من هبوط حاد فى التوزيع، ويعمل على إنتاج هذه الإصدارات نحو 500 شخص. الدكتور عبد الصبور فاضل، أستاذ الصحافة والنشر، وعميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر السابق، قال: إن سياسة الدمج موجودة فى كل دول العالم، لكن كانت بمبادرة من الصحف نفسها، وأخشى أن تتم عملية الدمج هنا بدون دراسة، مشيرا إلى ضرورة الاعتماد على صحافة البيانات والبحث عما وراء الخبر؛ لمواكبة عملية التطور التكنولوجي. وطالب فاضل، خلال تصريحات ل"التحرير"، الصحف سواء القومية أو الخاصة بضرورة العمل على تأهيل الصحفيين أنفسهم، لإعداد صحفي متخصص، لأن الأمور فى الفترة الأخيرة أصبحت بدون رابط، فالغرب استخدم التكنولوجيا لتطوير الإعلام، أما هنا فللأسف "الصحفي بينام فى بيته ويدخل يجيب خبر من على النت ويعيد نشره حتى من غير ما يتأكد منه". وأضاف فاضل، القارئ ذكي ويجب أن نحترم عقله، وحكمه على الصحافة يكون أصعب من أحكام القضاء، مشيرا إلى غياب دور الهيئة الوطنية للصحافة فى عملية إعادة ضبط المهنة، بعدما تحول دورها لإداري فقط دون النظر للمشكلات الهائلة التى تتعرض لها الصحافة فى مصر.