دراسة حذرت من التعرض للعدوى في الرحم لأنها تزيد من خطر الإصابة بمرض التوحد والاكتئاب عند الأطفال، لذا احرصي على تناول التطعيمات اللازمة خلال الحمل إن الأطفال الذين يولدون من نساء لديهن عدوى حادة في أثناء الحمل، مثل تعفن الدم والإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي، يكونون أكثر عرضة للإصابة بخطر اضطراب طيف التوحد والاكتئاب، وأوضحت الأبحاث الجديدة أنه رغم ذلك الأمر فإن أولئك الذين تعرضوا حتى لعدوى المسالك البولية البسيطة نسبيا في الرحم قد تعرضوا أيضا لخطر متزايد من هذه الاضطرابات. وقالت الدكتورة كريستينا أدامز والدورف، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة واشنطن في سياتل: "على النساء أن يتأكدن من الحصول على التطعيم ضد الإنفلونزا خلال الحمل". قامت أدامز والدورف وزملاؤها بتحليل بيانات المرضى من السجل الصحي الوطني السويدي، خاصة بعد القيام بجمع المعلومات الخاصة بجميع السكان الحوامل اللاتي تم نقلهن إلى المستشفى بين عامي 1973 و2014، قائلة: «لقد أمضينا 41 سنة من المتابعة على هؤلاء الأطفال الذين بقوا في السويد، وبصفة عامة، بعد أن نظروا إلى قامت أدامز والدورف وزملاؤها بتحليل بيانات المرضى من السجل الصحي الوطني السويدي، خاصة بعد القيام بجمع المعلومات الخاصة بجميع السكان الحوامل اللاتي تم نقلهن إلى المستشفى بين عامي 1973 و2014، قائلة: «لقد أمضينا 41 سنة من المتابعة على هؤلاء الأطفال الذين بقوا في السويد، وبصفة عامة، بعد أن نظروا إلى سجلات 1791520 طفلًا، تعرضوا للعدوى فى رحم أمهاتهم، جاءت النتائج مفاجئة -على حد قولهم- وتقول الدراسة إن تناول الفيتامينات قبل الولادة في وقت مبكر من الحمل يساعد فى انخفاض خطر الإصابة بالتوحد. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالعدوى في أثناء الحمل لديهن خطر متزايد بنسبة 79% من تشخيصهم كمصابين بمرض التوحد وخطر متزايد بنسبة 24% لتشخيصهم كمصابين بالاكتئاب عند بلوغهم. ورأوا أيضا في الدراسة التي نشرتها «سي إن إن»، أن زيادة خطر التعرض للانتحار عند هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا للعدوى في الرحم أكثر من غيرهم، كما تم الكشف عن زيادة مستوى خطر التوحد والاكتئاب -بغض النظر عما إذا كان تعرض الجنين للإصابة شديدا- مشيرة إلى الأمراض التي تؤثر على الجنين مثل الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا أو الالتهاب الدماغي أو التهاب المشيمية (التهاب في أنسجة المشيمة) أو التهاب الحويضة والكلية (عدوى شديدة بالكلية)، أو التهاب المسالك البولية. وأظهرت الدراسة أنه لم تظهر زيادة في خطر الإصابة بالاضطراب الثنائي القطب أو الذهان، بما في ذلك الفصام، بين أولئك الذين تعرضوا للعدوى في أثناء النمو فى رحم أمهاتهم. وقالت أدمز والدورف: "نحن بحاجة لمزيد من الأبحاث لفهم ومعرفة أسباب الالتهاب الذي يحدث في عدوى المسالك البولية، وكيف يمكن أن يؤثر على الجنين، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول منطقة الدماغ الجنيني المعرضة بشدة للأضرار الناجمة عن العدوى والالتهاب". وقالت مارجريت ماكارثي، وهي عالمة في علم الأعصاب: "على حد علمي، هذه الدراسة هي الأكبر والأكثر شمولاً في حالات عدوى الرحم والنتائج الصحية للأطفال، فى الحقيقة أن العدوى الشديدة وعدوى المسالك البولية هى على نفس المستوى من المخاطرة، كما يبدو أن هناك شيئًا خفيًا يمكن أن يكون عميقًا جدًا في نمو الدماغ». وأوضحت الدراسات أن كلا من تعزيز الجزيئات الالتهابية (بسبب المرض أو العدوى) أو تثبيطها (من خلال علاج مرض أو عدوى بأدوية معينة) قد يكون له آثاره الضارة على نمو المخ، وقالت إن تطور الدماغ هو أمر معقد بالفعل، والأشياء التي نعتقد أنها حميدة نسبيا في بعض الأحيان ربما تكون ليست كذلك، لأننا ما زلنا لا نفهم الكثير من الجزيئات الأساسية للإشارات التي تنطوي على ذلك. وأظهرت دراسة سابقة من تايوان أن علاج العدوى في الشهرين الثالث والرابع من الحمل كان مرتبطا بمخاطر التوحد، ففى بداية التسعينيات، أظهرنا أن التعرض للولادة المبكرة يكون بسبب العدوى بكثير من الأمراض بما في ذلك الحصبة الألمانية والإنفلونزا والتوكسوبلازما المرتبطة بمخاطر انفصام الشخصية، وأظهرنا أن الإنفلونزا السابقة للولادة كانت مرتبطة بالإصابة بالاضطراب الثنائي القطب. وقالت مكارثي: "لا أعتقد أن النساء الحوامل يجب أن ينتابهن الذعر، فقط عليهن محاولة تجنب أي نوع من العدوى بقدر المستطاع، وإذا ظهر شيء ما عليهن القيام فورا بمعالجته، والتعامل مع هذا الأمر بحكمة".