أزمة كبيرة يعيشها أصحاب المدابغ التي نقلتهم الحكومة من منطقة سور مجرى العيون إلى مدينة الجلود بالروبيكي، تتلخص في مطالبتهم بتحمل تكاليف تشغيلية باهظة الثمن خاطبت غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، وهيئة التنمية الصناعية، لحل أزمة استخراج التراخيص الصناعية الخاصة بالمدابغ التي تم نقلها من منطقة مجرى العيون بمصر القديمة إلى مدينة الجلود بالروبيكى، بعد قطع المياه والتيار الكهربائي عنهم، لتجنب توقف المصانع والورش وعمليات التصدير. وتحدث الصناع عن ارتفاع التكاليف التشغيلية بشكل كبير للغاية، ومطالبتهم بتحمل تكاليف إصدار التراخيص التي تصل لمليون جنيه، رغم أن الحكومة وعدتهم بمنحم المصانع والورش شاملة التراخيص. وطالبت الغرفة أيضًا بضرورة حل أزمة أصحاب التعويضات المقررة لهم منذ عام 2009 وعلى ذلك تم احتساب قيمة التعويض ب2310 جنيها للمتر مقابل استلام التعويضات بدون خصم لأية جهة، ورغم أنهم سلموا وحداتهم إلى حي مصر القديمة منذ فترة، إلا أن الحي يطالبهم بسداد متأخرات. دباغة الجلود: انقذونا أكد محمد حربى، رئيس وطالبت الغرفة أيضًا بضرورة حل أزمة أصحاب التعويضات المقررة لهم منذ عام 2009 وعلى ذلك تم احتساب قيمة التعويض ب2310 جنيها للمتر مقابل استلام التعويضات بدون خصم لأية جهة، ورغم أنهم سلموا وحداتهم إلى حي مصر القديمة منذ فترة، إلا أن الحي يطالبهم بسداد متأخرات. دباغة الجلود: انقذونا أكد محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أنه حينما اتفقت معنا الحكومة على نقلنا لمدينة الجلود بالروبيكي كان من المفترض أن تقوم الحكومة باستخراج التراخيص على نفقتها، كوْن المدابغ الخاصة بنا في سور مجرى العيون، كانت لديها تراخيص تشغيل دائمة، موضحًا أن أصحاب المدابغ فوجئوا بإخطار من الحكومة بتحملهم كل مصروفات عملية استخراج التراخيص على نفقتهم الخاصة، رغم أن الاتفاق كان عكس ذلك، بأن يتم استلام المدابغ شاملة التراخيص. وأضاف حربي ل«التحرير»، أن أصحاب المابغ فوجئوا بمطالبتهم بتحمل تكاليف الترخيص التي تصل إلى مليون جنيه، بخلاف شراء عدادات كهرباء ديجيتال بسعر 80 ألف جنيه للعداد الواحد، بخلاف عداد المياه، وهو ما لا يطيقه أصحاب المدابغ، التي تم وعدهم بالنقل إلى الجنة، ووجدوا خلاف ذلك. موضحًا أنه تم منح رخص مؤقته لنا تنتهي غالبيتها الشهر الجاري، وتم قطع المياه والكهرباء عن المصانع والورش، لإرغامنا على تحمل تكلفة إصدار التراخيص التي لا نقدر عليها. «إذا استمرت الأزمة كما هي، ستتوقف مصانع كثيرة عن العمل، وتتشرد مئات العمال»، هذا ما أشار إليه رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، مطالبًا بضرورة حل الأزمة. نادمون على الانتقال للروبيكي قال حمدى حرب، رئيس شعبة دباغة الجلود بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنه كان الاتفاق عند نقلنا لمدينة الجلود بأن تلتزم الدولة توفير أماكن مرخصة وكاملة المرافق، لكن بعد انصياعنا للنقل تغير الكلام تمامًا، مضيفًا: «لما يقولوا لمدبغة صغيرة ادفع مليون جنيه تراخيص، وادفع 80 ألف جنيه ثمن عداد المياه، كما أنهم رفعوا أسعار الكهرباء لأكثر من 4 أضعاف يبقى ده ميرضيش ربنا». وتابع حرب ل«التحرير»: «التكاليف أصبحت باهظة للغاية، وأصبحنا جميعًا غير قادرين على تحملها، لا المدابغ الكبيرة ولا المتوسطة ولا الصغيرة، وباتت مدينة الروبيكي مهددة بالتوقف عن العمل، ومصير الالآف من العمال هو التشرد والبطالة، وتسبب هذا كله في خلق شعور عام بالندم على الانتقال من منطقة سور مجرى العيون، نعم كلنا ندمانين على الانتقال من المدابغ». وأردف أن المسئولين عن المدينة يقولون لنا إنهم «عبد المأمور»، فقطعوا عنا المياه لمدة يومين، والكهرباء، للضغط علينا، مطالبًا المسئولين بسرعة حل الأزمة كي نستمر في التصدير وجذب مزيد من العملة الصعبة للبلد، لأن ما يحدث «خراب بيوت والله». مدينة الجلود يذكر أن الهدف من إنشاء مدينة الجلود بالروبيكي، هو خلق مدينة صناعية متكاملة متطورة متخصصة فى دباغة الجلود وصناعتها بالروبيكى كمدينة جاذبة للصناعة الوطنية من خلال تشجيع انتقال المدابغ القائمة بمنطقة مجرى العيون إلى المدينة الجديدة لتطوير القطاع، وزيادة القيمة المضافة للمنتج المصرى على مساحة إجمالية نحو 1629 فدانا. تم تخصيص 530 فدانا للمراحل الثلاث الأولى للمشروع، تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها وتسليمها للمصنعين - المنقولين من منطقة المدابغ بمجرى العيون- يتم إنشاء مصانع للصناعات الجلدية، لاستيعاب الجلود المدبوغة. تضم محطة معالجة لمياه الصرف الصحى والصناعى، لإعادة استخدام جزء منها فى الإنتاج مرة أخرى، بخلاف رى 830 فدانا (غابة شجرية) بالمياه المتبقية، وتضم نقطة شرطة، وإسعاف. وتشرف عليها الهيئة العامة لتنفيذ المشروعات الصناعية والتعدينية، إحدى هيئات وزارة الصناعة والتجارة المعنية بالخدمات الاستشارية والهندسية والتنفيذ والإدارة لمشروعات التشييد الصناعى والتنموى والبنية الأساسية الداعمة لهما، بمصر ودول الجوار. حجم تجارة الجلود يبلغ إنتاج الجلود المدبوغة فى مصر نحو 126 مليون قدم مربع، ويمثل مجمع دباغة الجلود فى مصر القديمة نحو 75% من إجمالى إنتاج مصر من الجلود، وتبلغ مساحة منطقة المدابغ بمصر القديمة نحو 70 فدانا، وتضم نحو 320 مدبغة خاصة «صغيرة، متوسطة، وكبيرة»، ومخازن للجلود الخام والكيماويات وورش صيانة ووحدات إنتاج الغراء والجيلاتين، وتستوعب نحو 8 آلاف عامل. ويبلغ حجم الإنتاج الحالى من الأحذية قرابة 70 مليون زوج حذاء فى السنة. شركات صينية تقيم 15 مصنعًا أعلن المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، أن عددا من الشركات الصينية تدرس حاليا ضخ استثمارات جديدة في قطاع الصناعات الجلدية بمدينة الجلود بالروبيكي حيث ستكون هذه الاستثمارات الانطلاقة الأولى لضخ استثمارات في مجال إنتاج المصنوعات الجلدية بهدف زيادة القيمة المضافة للجلود المنتجة بمدينة الروبيكى.