رغم عدم تقديمه أي بطولة مطلقة في الدراما، وتقديمه بطولة واحدة سينمائية، إلا أن أبو بكر عزت نجح في تجسيد أدوار عديدة غير نمطية، ومن أشهرها "عبد النور" في "ضد الحكومة". أبو بكر عزت هو أحد أبرز فناني الأدوار الثانية في العصر الذهبي للسينما والمسرح والتليفزيون، وأحد الفنانين القلائل الذين استطاعوا بذكاء وخبرة أن يطوروا من أنفسهم وأدوارهم بما يتلاءم مع مراحل عمره المختلفة، لم يهتم كغيره من الفنانين بطول الدور أو قصره، إنما بقيمته الفنية وقدرته على تجسيد الشخصية بحرفية، ورفض تقديم أدوار نمطية ثابتة، فنجح في مد عمره الفني رغم عدم تقديمه بطولة مطلقة في أي مسلسل، وتقديمه بطولة سينمائية واحدة طوال تاريخه الفني الذي لم ينته سوى برحيله. النشأة ولد في حي السيدة زينب بمدينة القاهرة في 8 أغسطس 1933، تلقى تعليمه في المدرسة الخديوية، وفيها بدأ تعلقه بالفن من خلال المسرح المدرسي، وتخرج في قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ومثّل وأخرج العديد من الأعمال المسرحية خلال فترة الدراسة على مسرح الجامعة، كما حصل على بكالوريوس المعهد العالي النشأة ولد في حي السيدة زينب بمدينة القاهرة في 8 أغسطس 1933، تلقى تعليمه في المدرسة الخديوية، وفيها بدأ تعلقه بالفن من خلال المسرح المدرسي، وتخرج في قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ومثّل وأخرج العديد من الأعمال المسرحية خلال فترة الدراسة على مسرح الجامعة، كما حصل على بكالوريوس المعهد العالي للتمثيل عام 1955، وعمله لفترة كمدرس لعلم النفس في المعهد العالي الصحي. المشوار الفني وبعد التخرج عمل في عدة فرق مسرحية، بدايةً من فرقة المسرح الحر التي انضم إليها عام 1959، وكانت أولى مشاركاته معها في مسرحية "قصر الشوق" المأخوذة عن رواية نجيب محفوظ، ثم فرقة الريحاني، وظل بها 5 سنوات، ومسرح التليفزيون، ثم بدأ العمل في السينما منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين، بدايةً من فيلم "أنا بريئة" (1959) للمخرج حسام الدين مصطفى، ثم حقق نجاحًا ملحوظًا في المسرح من خلال مسرحية "بين القصرين" (1960)، ثم مسرحية "المفتش العام" (1961). انطلاقته الحقيقية في السينما لم تبدأ إلا في عام 1964، حينما قدّم مع المخرج محمد عبد الجواد فيلم "زوج في إجازة"، وقدّم مع المخرج حسن الصيفي فيلم "هارب من الزواج"، وقتها كان المخرجون يعطونه دور صديق البطل أو "السنيد"، واستمر في هذه الأدوار حتي قدّم عام 1966، فيلم "30 يوم في السجن" مع فريد شوقي والمخرج نيازي مصطفى. جاءته البطولة في المسرح أولًا، فقدّم عام 1964 مسرحية "الدبور" من إخراج عبد المنعم مدبولي، وعام 1967 مسرحية "البيجامة الحمرا" مع المخرج كمال ياسين، مع الممثل الشاب وقتها عادل إمام، وأعمالًا أخرى منها: "سكة السلامة، الدخول بالملابس الرسمية، سنة مع الشغل اللذيذ، العالمة باشا، والأرض"، وعلى الرغم من اتساع مساحة أدوار أبو بكر في السينما وقتها، إلا أنه لم يصل إلى البطولة المطلقة إلا مرات قليلة للغاية، وعلى الرغم من ذلك كان كل دور أداه في تاريخه علامة مميزة. شارك في العديد من الأدوار المساعدة، ومن أبرز أفلامه: "النظارة السوداء، الحياة حلوة، ميرامار، ضد الحكومة، الهروب، سوق الحريم، أفواه وأرانب، انقذوا هذه العائلة، استقالة عالمة ذرة، إنهم يسرقون عمري، الاحتياط واجب، كلاب الحراسة، فوزية البرجوازية، إلى من يهمة الأمر، المطارد، المخبر، القانون لا يعرف عائشة، ودموع صاحبة الجلالة"، وغيرها من الأدوار، وحصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1997 عن دوره في فيلم "المرأة والساطور" حين منحه مخرجه سعيد مرزوق أول وآخر بطولة سينمائية مطلقة مع نبيلة عبيد. وفي الدراما نال دور البطولة بشكل أكبر من السينما، وقدّم أبو بكر عزت عددا من الأعمال الهامة من بينها: "الشاهد الوحيد، الحرملك، علي الزيبق، المكتوب على الجبين، الزوجة أول من يعلم، مملوك في الحارة، ألف ليلة وليلة، رأفت الهجان، أرابيسك، السقوط في بئر سبع، حلم الجنوبي، زيزينيا، التوأم، زمن عماد الدين، على نار هادئة"، وأيضًا "حكايات هو وهي" المسلسل الوحيد الذي قدّمته الفنانة الراحلة سعاد حسني، وكان آخر أدواره للتليفزيون مسلسل "على نار هادئة" (2005) من تأليف زوجته كاتبة السيناريو كوثر هيكل. وكان أبو بكر عزت قادرًا بطريقة غير عادية على فهم متطلبات الدور الذي يؤديه، ويُضفي عليه من حياته حياة أخرى ليشعر المتفرج أنه بالفعل أمام شخصية من لحم ودم، ويختفي أبو بكر بشخصيته الحقيقية من أمام عين المشاهد تمامًا، تاركًا له شخصية جديدة يتعاطف معها أو يكرهها، وعلى سبيل المثال شخصية "حلمي المخبر" في "المطارد"، أو شخصية "موسى" في "السقوط في بئر سبع"، أو شخصية "الدكتور عبد النور" في "ضد الحكومة". الحياة الشخصية تزوج أبو بكر عزت من الكاتبة كوثر هيكل، والمحبة بينهما جاءت بعد عداوة، حيث كانت زميلته بقسم الاجتماع، وكانت تتجنبه لأنه مُحاط بالمعجبات نظرًا لكونه عضوا بارزا في فريق التمثيل، واستمر الحال على هذا المنوال حتى جمعت بينهما الصدفة عندما جلس إلى جانبها في يوم عرض مسرحية "الناس والبحر"، حيث حكى لها عن حياته، ووفاة والده وهو في سن صغيرة، ومرض والدته التي لا تشعر بوجوده، وعمله ليلًا ونهارًا كي يوفر نفقات علاجها رغم يأس الأطباء من شفائها، واستمرت محاولاته في التقرب من نصفه الآخر حتى سمع بأنها على وشك الارتباط فجن جنونه واعترف لها بحبه، وبالفعل تم زواجهما وغنى في الحفل شريفة فاضل وماهر العطار. وأنجب أبو بكر عزت من كوثر هيكل ابنتين هما "سماح" زوجة الدكتور خالد منتصر، و"أمل" زوجة المخرج خالد الإتربي، وكتب منتصر في مقالة له عن الجانب الإنساني في حياته، وذكر أنه كان متصالحًا مع نفسه بشكل كبير، وحينما يتم سؤاله عن عدم تقديمه أدوار البطولة في حين وجد من هم أقل منه بتلك الأدوار كان يرد بابتسامة من قلبه، مؤكدًا أن ذلك "قسمة ونصيب وربنا صارفها عنه لحكمة"، كما أشار إلى أن النجم صلاح السعدني كان يعد توأمه وأهم أصدقائه. الرحيل رحلة عطاء استمرت لأكثر من 250 عملًا تنوعت بين السينما والمسرح والتليفزيون، قدّم خلالها أبو بكر عزت أدوار: "الشرير، صديق البطل، زير النساء، المتصابي، الجاسوس، البخيل، المخبر، والمحامي" وغيرها من الأدوار المميزة، حتى رحل في يوم 27 فبراير 2006 إثر أزمة قلبية مفاجئة، وهو في طريقه لموقع تصوير دوره في مسلسل "ومضى عمري الأول"، وذلك عن عمر يناهز 72 عامًا. وللمفارقة، أن يوم رحيله وافق ذكرى زواجه الواحدة والأربعين، وكان يقول لزوجته حسب روايتها: "أنا النهارده عريس"، وفي الوقت الذي كانت فيه سيارة الإسعاف تستعد لنقله إلى المستشفى لإسعافه وصل بائع الورد لتوصيله إليه ليهديه إلى رفيقة عمره، وكُرم بعد وفاته بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في نفس العام.