الأوقاف تطلق البث التجريبي لتجربة الأذان الموحد بالمساجد.. والمقطم نقطة رفع الأذان.. ورئيس القطاع الدينى ل"التحرير": البداية ب100 مسجد.. والمؤذنون كلمة السر خاضت وزارة الأوقاف، خلال الساعات الماضية، تجربة تفعيل الأذان الموحد على أرض الواقع، وذلك بإعلان إطلاق التجربة "الأذان الموحد" عبر البث التجريبي على قرابة 100 مسجد فى شتى أرجاء القاهرة. الحديث عن تفعيل الأذان الموحد كمحاولة للحد من الأصوات النشاز بالمساجد، ممتد منذ نحو 10 سنوات، الأمر الذى جعل إعلان الأوقاف بدء التجربة محل دهشة وريبة، من أن ينال هذا الإعلان وتلك المحاولة مصير المرات السابقة، والتى ماتت في مهدها، وفي بعض الأحيان شهدت هجوما عنيفا حتى ظن البعض أن الأذان الموحد لن يرى النور مرة أخرى. تفاصيل التجربة الوقوف على تفاصيل تجربة إطلاق البث التجريبي للأذان الموحد، كشف الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن الوزارة أطلقت بالفعل التجربة عبر البث التجريبي، خلال الساعات الماضية، وذلك بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية والتقنية والإدارية لإعادة الأذان الموحد من أجل تعميمه على تفاصيل التجربة الوقوف على تفاصيل تجربة إطلاق البث التجريبي للأذان الموحد، كشف الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن الوزارة أطلقت بالفعل التجربة عبر البث التجريبي، خلال الساعات الماضية، وذلك بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية والتقنية والإدارية لإعادة الأذان الموحد من أجل تعميمه على مساجد الجمهورية، مؤكدا أنه عقب الوقوف على تجربة البث التجريبي سيتم بعدها بث الأذان الموحد بشكل رسمي على أن يتم تقييم التجربة وتعميمها على مراحل لتشمل كل المساجد بمحافظات مصر. وأضاف طايع ل"التحرير"، أن الوزارة تقوم بإعداد جيل متميز من الأصوات الحسنة من المؤذنين عبر اختبارات عدة لهم تجرى الآن، لاختيار أفضل الأصوات من أجل تعميم التجربة، مشددا على أن الأذان الموحد متوافق مع مقاصد الشرع الحنيف. كيفية البث وتدور فكرة الأذان الموحد على تصنيع جهاز بث مركزى، يتم تركيبه باستوديو الإذاعة المصرية بالمقطم يرفع فيه الأذان، ويتم ربطه لاسلكيا بأجهزة صغيرة مثبتة بهوائى لاسيلكى أعلى المساجد، وقطع صغيرة داخل المسجد تعطى إشارة ضوئية لموظف المسجد بداخل المسجد حسب التوقيت المحلى للأذان فى كل محافظة أو إقليم له توقيت محلى، يقوم على أثرها موظف المسجد بتوصيل التيار الكهربائى لجهاز الاستقبال والميكروفون والسماعات الداخلية لسماع الجميع لصوت المؤذن الذى يرفع الأذان من استوديو الإذاعة بالمقطم، مع وجود شفرة كودية خاصة تربط الاستوديو بأجهزة الاستقبال حتى لا يتم التلاعب بالبث أو سرقة إشارة البث. المساجد محل التطبيق وتابع: إن إطلاق التجربة تم بالتعاون بين وزارة الأوقاف والاتصالات وكلية الهندسة بجامعة القاهرة والهيئة العربية للتصنيع، ويتم البث تجربيا من المقطم بشكل جيد وطوال الصلوات الخمس، وبناء عليه تتلقاه المساجد فى الأوقات الشرعية محل التجربة، وأن التجربة طالت مسجد الحسين والسيدة نفيسة والفتح برمسيس والسيدة زينب ومساجد آل البيت، ومسجد مصطفى محمود ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد عمر مكرم، ومسجد أسد بن الفرات، ومسجد الحامدية الشاذلية، وأخرى بما يعادل 100 مسجد، موزعة على مناطق مختلفة من القاهرة، بصوت حي وليس مسجلا. قرطام يطالب جمعة بتفعيل التجربة البرلمان لم يغفل تجربة الأذان الموحد، ففى محاولة لمحاربة الأصوات النشاز ببعض المساجد، طالب المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، خلال إحدى الجلسات العامة، وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، بضرورة العمل على تنفيذ فكرة الأذان الموحد قائلا: "هذه الفكرة حضارية وإيجابية، فالفكرة جيدة ورائعة، ونرجو تطبيقها، ولا نعلم سبب التعطيل". الموقف من المساجد الصغيرة وحول موقف الوزارة من المساجد الصغيرة والأرياف، علق طايع قائلا: إن الأذان الموحد سيطبق على المساجد الكبرى بالقاهرة ثم المحافظات تباعا ثم المساجد الصغرى بالقاهرة وربوع المحافظات، مشددا على أن الوزارة عازمة وبكل قوة على خروج تجربة الأذان الموحد هذه المرة إلى النور بعد سنوات من محاولات تطبيقها، وأن الأوقاف اتخذت خطوات عملية من أجل تفعيلها، وذلك بالتنسيق مع كل الجهات والمؤسسات المعنية، وأن الوزارة تلاشت جميع العيوب الفنية، التى كانت السبب فى عدم خروج التجربة للنور، وهناك تنسيق على مستوى عال مع كل الجهات المعنية. بينما يعود السبب الرئيسي في فشل جميع المبادرات والمطالبات لفكرة تفعيل وتعميم الأذان الموحد، عبر السنوات الماضية، إلى الرفض القاطع لجموع المؤذنين على مستوى الجمهورية، والبالغ عددهم 130 ألف مؤذن، وذلك لتخوفهم الشديد من استغناء الوزارة عنهم. زقزوق وتجربة الأذان الموحد مشروعية التجربة وحول مشروعية الفكرة، تتعدد الآراء الشرعية فى هذا الصدد، فأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بالأزهر، أن فكرة الأذان الموحد مخالفة لمقاصد الشرع، وذلك لعدة اعتبارات شرعية. وأضاف كريمة ل"التحرير"، أن القاهرة الكبرى على سبيل المثال، استقر الوضع على تحديد مواقيت الصلاة لدى الجهات المختصة بها باختيار ميدان العتبة كوسط للقاهرة، واختيار أقصى الشرق منطقة المقطم، وأقصى الغرب الجيزة والشمال شبرا البلد، وحلوان فى الجنوب، أما مع اتساع القاهرة وظهور مدن جديدة كالقاهرة الجديدة وأكتوبر والشيخ زايد، فإن تطبيق الأذان الموحد سيفسد بعض الأمور مثل الصوم، فهناك مناطق ستُفطر قبل غروب الشمس، فى حين أن الأساس هو الإفطار عند الغروب والصيام عند الشروق، لكن مع تعميم وتوحيد الأذان سيفطر الصائم لمجرد سماع الأذان وقد يكون الغروب لم يحل. اجتهاد طيب ورحب الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، فى تصريحات سابقة له، واصفا طرح هذا المشروع ب«اجتهاد طيب» للقضاء على التلوث السمعي الذي يسببه بعض المؤذنين من أصحاب الأصوات السيئة، مؤكدًا أن مسألة توحيد الأذان «عملية تنظيمية في الأصل، وتتفق مع المقاصد والأحكام الشرعية ومقبولة لإعلاء كلمة الله والحفاظ على وقت قضاء الصلاة المفروضة». وأجازت دار الإفتاء فكرة الأذان الموحد، لأنه سيكون بصوت حي وليس مسجلا، مما يعزز الإحساس بالأذان.