تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الكبير حافظ إبراهيم وسنتعرف على نشأته وحياته وامتهانه المحاماة والتحاقه بالجيش ثم سفره إلى السودان وأهم المحطات في حياته وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي ومجدي تطربنا بها أم كلثوم حين نسمعها تقشعر أبداننا، كلمات مليئة بالفخر والمجد والاعتزاز بالوطن، قالها شاعر النيل في دقائق لكنها بقيت وستبقى طوال حياة هذا الوطن. وعلى متن سفينة بالنيل راسية في قرية ديروط بمحافظة أسيوط يوم 24 فبراير لعام 1872 أتى لدنيانا شاعر النيل حافظ إبراهيم، والده المهندس إبراهيم فهمي أحد المهندسين في مشروع قناطر ديروط. ووالدته تركية الأصل، تيتم في عمر 4 أعوام، سافر بعدها إلى القاهرة مع والدته قبل أن تلحق بأبيه وتتركه لأعوام من المعاناة، وتكفل بهِ خاله المهندس في مصلحة التنظيم بمدينة طنطا، وهناك توجه شاعر النيل إلى كتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم، من صغره بدأت شاعريته ورهف إحساسه، فعندما أحس بضيق نفس خاله من وجوده ووالدته تركية الأصل، تيتم في عمر 4 أعوام، سافر بعدها إلى القاهرة مع والدته قبل أن تلحق بأبيه وتتركه لأعوام من المعاناة، وتكفل بهِ خاله المهندس في مصلحة التنظيم بمدينة طنطا، وهناك توجه شاعر النيل إلى كتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم، من صغره بدأت شاعريته ورهف إحساسه، فعندما أحس بضيق نفس خاله من وجوده رحل عنه، وكتب رسالة فيها «ثقلت عليك مؤونتي .... إني أراها واهية، فافرح فإني ذاهب... متوجه في داهية». خرج حافظ من بيت خاله مُشتت الخطى ليس له مكان أو قريب يأويه حتى وجد في مكتب المحامي محمد أبو شادي مُستقرًا له، فامتهن المحاماة واطٌلع على كتب الأدب والمترجمات والأعمال الشعرية. ترك حافظ إبراهيم المحاماة والتحق بالمدرسة الحربية في عام 1888 وتخرج فيها ظابطًا برتبة ملازم ثان في عام 1891، وعين في وزارة الداخلية ومن ثم أرسل إلى السودان لكنه لم يألف العيشة هناك، ورفض البقاء هو وعدد من زملائه فأحيل إلى التحقيق وعاد إلى مصر بمرتب ضئيل. توجه للأدب وعين رئيسًا للقسم الأدبي في دار الكتب عام 1911 وتدرج في مناصبه حتى أصبح «وكيل دار الكتب»، وفي عام 1912 حصل على «البكوية» وهي لقب تركي معناه «السيد أو الأمير». عرف حافظ إبراهيم بحبه الشديد للوطن ومعاداته ومواقفه الواضحة ضد الاستعمار الإنجليزي وغيرته وثورته لأجل شخصية الأمة وهويتها العربية، كان محبوبًا من أهل بلده لعلاقة الود القوية بينه وبينهم، وبرع في الشعر فتفوق على شعراء عصره خاصة في الأشعار الوطنية فلقب بشاعر النيل وشاعر الشعب كما برع في الرثاء وباقي الأنواع الشعرية. وينتمي شاعرنا إلى ما يسمون شعراء عصر الأحياء ك«محمود سامي البارودي وأحمد شوقي» وأسس مع الأخير مدرسة الأحياء والبعث الشعرية. قالوا عنه قال عنه خليل مطران: «حافظ أشبه بالوعاء، يتلقى الوحي من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها في نفسه، فيمتزج ذلك كله بشعوره وإحساسه، فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذي يحس كل مواطن أنه صدى لما في نفسه». وقال فيه العقاد: «مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة والإعجاب بالصياغة والفحولة في العبارة». وقال حافظ محفوظ: «ينسج أشعاره على نفس منوال أفصح أساليب العرب». (من أعماله الأدبية) «البؤساء» ترجمة عن فيكتور هوجو.. «ليالي سطيح في النقد الاجتماعي»، «الموجز في علم الاقتصاد» بمشاركة خليل مطران.
(من قصائده الشعرية) «القصيدة العمرية، نبئاني إن كنتما تعلمان، ارحمونا بني اليهود كفاكم بنادي الجزيرة قف ساعة، يا ساهد النجم هل للصبح من خبر» وغيرهم العديد والعديد من القصائد والأشعار العظيمة التي جمعها كلها في كتاب من جزءين بعنوان «ديوان حافظ». وفاته في صباح يوم خميس مُظلم لعام 1932 وبعد مغادرة صديقين له أحس بالمرض وأخبر مساعده أن يجلب الطبيب، وحين أتى كان شاعر النيل في لحظاته الأخيرة من الحياة، تمكن منه الموت وغادر دنيانا جسدًا لكن بقى شاعر النيل وشاعر الشعب حاضرًا معنا وللأبد. رثاه شوقي في قصيدة مطلعها: قَد كُنتُ أوثِرُ أَن تَقولَ رِثائي * يا مُنصِفَ المَوتى مِنَ الأَحياءِ لَكِن سَبَقتَ وَكُلُّ طولِ سَلامَةٍ * قَدَرٌ وَكُلُّ مَنِيَّةٍ بِقَضاءِ.