شهد معدل هبوط الأمطار بجنوب السودان تراجعا ملحوظا خلال الفترة من يوليو وحتى ديسمبر 2018، مما أدى لفشل الموسم الزراعي في العديد من الولايات التي يعتمد سكانها على إنتاجها لم يخل جنوب السودان على مدار تاريخه من كارثة المجاعة التي عصفت بالصغار قبل الكبار، وكانت نتيجة لأسباب سياسية وبيئية واقتصادية، لا سيما بعد أن عجزت الحكومة الوطنية عن حل مشكلة الجفاف، نتيجة الصراعات الأهلية وإطالة أمد الحرب وعدم الاستقرار، رغم أن البلد الإفريقي الذي انفصل عن الشمال كان مُتعارفا عليه ب"سلة غذاء العالم العربي"، إلا أن الانقسامات التي أفضت إلى صراعات، وتغير المناخ المداري، وفقدان مياه الأمطار، كانت ركيزة أساسية في فشل الحكومة باحتواء أخطار المجاعات المتوالية مؤخرًا. وفي هذا الإطار، ناشدت ولاية البحيرات الغربية الواقعة وسط دولة جنوب السودان، المنظمات الدولية، تقديم مساعدات غذائية عاجلة لمواطنيها، على خلفية أزمة غذاء حادة تضرب الولاية وتسببت في وفاة 6 أشخاص. وصرح أيزاك مارول وزير التنمية الاجتماعية بالولاية، بأن نقص الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق، من جانبه، قال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان آلان نودهو: إن "هناك حاجة إلى دعم إنساني مستمر لتلبية الاحتياجات الفورية من المساعدات الغذائية"، مضيفًا أنه من الأهمية بمكان دعم القدرة على الصمود في وجه الظروف الصعبة والتكيف. ومنذ توقيع آخر اتفاق سلام في سبتمبر 2018، يقول دبلوماسيون أجانب: إن "المعارك خفت لكن بعض المناطق لا تزال تشهد مواجهات خصوصا في جنوب البلاد، حيث يقاتل متمردون لم يوقعوا اتفاق السلام مع القوات الحكومية، وهو ما يزيد من خطر المجاعة في ظل نقص الموارد".