يؤرخ أغلب الباحثين لعام 1907 باعتباره عام "الأحزاب".. وشهدت تلك الفترة ميلاد 5 أحزاب.. وخلال الفترة من عام 1907 حتى عام 1918 كان الحزب الوطنى اللاعب الرئيسي على الساحة رغم الأحداث والصراعات والأزمات، التي نشبت خلال الفترة التي سبقت اندلاع ثورة 1919, إلا أن كل الكتاب والمؤرخين لتلك الفترة، سلطوا الضوء على المرحلة التكوينية لنشأة الأحزاب السياسية التي سبقت تلك الثورة، ومرحلة التعددية الحزبية التي تلتها واستمرت حتى عام 1952. ويرى معظم المؤرخين أن عام 1907، يعد من المحطات المهمة في دراسة تطور الحياة الحزبية في مصر، حيث يطلق عليه البعض "عام الأحزاب"، حيث شهد ميلاد 5 أحزاب هى: الحزب الوطنى الحر: والذى سُمى فيما بعد بحزب الأحرار، وهو حزب موال سلطة الاحتلال، وكذلك الحزب الجمهورى المصرى. وكذلك الحزب الجمهورى المصري، وأيضا حزب الأمة وكان حزب الصفوة من كبار الملاك المتعاونين مع سلطة الاحتلال، وقد تزعمه أحمد لطفى السيد، بالإضافة إلى حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية بزعامة الشيخ على يوسف، صاحب جريدة "المؤيد"، وقد عكس هذا الحزب آراء القصر ومصالحه، فضلا عن الحزب الوطنى:، وهو الحزب الذى قاد وكذلك الحزب الجمهورى المصري، وأيضا حزب الأمة وكان حزب الصفوة من كبار الملاك المتعاونين مع سلطة الاحتلال، وقد تزعمه أحمد لطفى السيد، بالإضافة إلى حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية بزعامة الشيخ على يوسف، صاحب جريدة "المؤيد"، وقد عكس هذا الحزب آراء القصر ومصالحه، فضلا عن الحزب الوطنى:، وهو الحزب الذى قاد الحركة الوطنية حتى ثورة 1919، وقد تزعمه مصطفى كامل، ثم توالى بعد ذلك ظهور عدد من الأحزاب خلال بقية هذه المرحلة مثل حزب النبلاء أو الأعيان عام 1908، والحزب الاشتراكى المبارك عام 1909. وكان لتأسيس مجلس شورى النواب عام 1866 -رغم كونه كيانا استشاريا- دور فى تطور الحياة السياسية، وتهيئة الأجواء للتفكير فى العمل الحزبى، ويعتبر بعض المؤرخين أن الحزب الوطنى الذى أنشأه العرابيون عام 1879 يُعد أول الأحزاب السياسية فى تاريخ مصر، فى حين يرى البعض الآخر أن هذا التنظيم لم يكن سوى تكتل جبهوى، افتقد لصفة التنظيم، ولوسائل الاتصال الكافية مع الجماهير، ولم يكن هدفه الوصول للسلطة باعتبار ذلك أحد أهم عناصر تعريف الحزب السياسى، بل كان مقاومة النفوذ الأجنبى، وإنقاذ مصر من الإفلاس والدعوة للإصلاح وتنظيم التعليم، وانتهى الوجود العملي لهذا الحزب بنفى العرابيين، وخيانة بعض أعضائه من خلال تحالفهم مع الخديو توفيق، ثم جاء الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882 ليطوى صفحة هذا الحزب من خريطة الحياة السياسية المصرية. وارتبطت ثورة 1919 بميلاد التنظيمات والأحزاب المعبرة عن طموحات ومصالح هذه الجماهير، بسبب ما قدمته تلك الثورة لجموع الشعب في تلك الفترة. وخلال الفترة من عام 1907 حتى عام 1918 كان الحزب الوطنى اللاعب الرئيسى فى الساحة السياسية المصرية، لم يفقد قوته برحيل زعيمه مصطفى كامل، بل استمر وتطور فى ظل زعامة محمد فريد، ولم يتوقف بمغادرة فريد البلاد، بل استمر نشاطه فى الداخل والخارج، ولم تستطع الحرب العالمية الأولى أو الأحكام العرفية والمصادرات المتوالية لصحفه من قبل السلطة من إخماد صوته، واتجاه بعض شبابه إلى العمل السرى المسلح ضد الاحتلال، بل لجأ بعضهم إلى تنفيذ محاولات لاغتيال السلطان حسين كامل وبعض رجاله. ورغم تزايد عدد الأحزاب التى تم تأسيسها، وتباينها، من حيث التوجهات والأهداف وتشعب انتماءاتها، فإن الممارسة العملية أظهرت أن النظام الحزبى أنذاك غلب عليه سيطرة حزب واحد قوى تمتع بشعبية كبيرة، هو حزب الوفد فى ظل تدخل مستمر من جانب "القصر" باتجاه تزوير الانتخابات لصالح أحزاب الأقلية. وفي هذا الشأن، يشير البعض إلى وجود "سيناريو" عام للأزمة طيلة تلك المرحلة تمثل فى وصول الوفد إلى السلطة عقب انتخابات حرة، تم دخول الوفد فى صدام مع القصر، أو الإنجليز أو كليهما، فيقيل الملك الوزارة، ويكلف أحزاب الأقلية بتشكيلها، فتؤجل تلك الأخيرة انعقاد البرلمان ذى الأغلبية الوفدية، فيحل الملك البرلمان، وتجرى انتخابات جديدة تُزيف لصالح الأقلية، فيقوم الوفد بسلسلة من الإضرابات الجماهيرية، مما يدفع الملك إلى إجراء انتخابات حرة يعود بعدها الوفد إلى الحكم. ويمكن تصنيف الأحزاب السياسية التى ظهرت خلال هذه الفترة إلى 5 مجموعات رئيسية هى الأحزاب الليبرالية، وهي تشمل حزب الوفد الذى استمد تسميته من الوفد المصرى الذى تشكل عام 1918 عن طريق الوكالة الشعبية للمطالبة باستقلال مصر، إلى جانب الأحزاب المنشقة عليه، وهى الأحرار الدستوريين (1922)، والحزب السعدى (1937)، وحزب الكتلة الوفدية (1942)، وكذلك الأحزاب الاشتراكية، ومنها حزب مصر الفتاة (1933)، والذى أصبح يسمى فيما بعد بالحزب الاشتراكى، وعدد من التنظيمات اليسارية مثل حزب العمال الاشتراكى الشيوعى، والحزب الشيوعى المصرى (1922)، وحزب الفلاح المصرى، والحركة الديمقراطية (1947)، فضلا عن أحزاب السراى "الأحزاب الموالية للملك"، وهى حزب الشعب، وحزب الاتحاد الأول، والثانى، وأيضًا الأحزاب النسائية: وهى حزب بنت النيل السياسى، والحزب النسائى الوطنى، والحزب النسائى السياسى، فضلا عن الأحزاب والجماعات الدينية: وهى الإخوان المسلمون، وحزب الله، وحزب الإخاء، وحزب الإصلاح الإسلامى. وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى كان الحزب الوطنى الحزب الوحيد الذى استمر بمسماه وهياكله وبرنامجه إلى أن تم حل الأحزاب السياسية فى يناير 1953. وجاءت فكرة إنشاء حزب الوفد، الذي يؤرخ لتلك الفترة، حينما خطرت لسعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة (بعد الحرب العالمية الأولى)، وتشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد ومكرم عبيد وفخر الدين المفتش وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم (الوفد المصري). وبقي حزب الوفد على رأس قائمة الأحزاب الوطنية الأكثر شعبية، وحزب الأغلبية، أو كما أطلق عليه الحزب الجماهيري الكبير، الذي شكل الحكومة لسنوات طويلة، في الفترة من 1924 وحتى 1952.