عبد الفتاح السيسي، الذي كان قبل 5 سنوات سببا في تجميد عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي، يتولى الآن رئاسة الاتحاد، ويتحدث عن «إصلاحه» ليصبح أكثر قوة وكفاءة. قبل نحو 5 سنوات وتحديدا في 5 يوليو 2013، قرر الاتحاد الإفريقي -من مقره في أديس أبابا- تجميد عضوية مصر، عازيا ذلك إلى "انتزاع السلطة بشكل غير دستوري"، قبل أن يلغي تجميد العضوية في 17 يونيو 2014، بعد انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد. السيسي -منذ انتخابه للمرة الأولى- أخذ على عاتقه إعادة مصر إلى وضعها الطبيعي في قلب القارة السمراء، بعد سنوات بعدت فيها "القاهرة" عن محيطها الإفريقي، لدرجة أن اعتقد الأفارقة أن مصر تبرأت من "إفريقيتها" لتحتفظ بكينونتها "العربية" فقط. زيارة السيسي الأخيرة إلى أديس أبابا، وتسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019 -للمرة الأولى منذ إعلانه باسمه الجديد عام 2002، بعد أن كان يسمى "منظمة الوحدة الإفريقية"- توجت جهود ما يزيد على 5 سنوات -منذ قرار تعليق العضوية- قامت بها الدولة على مختلف الأصعدة. اقرأ أيضا: رسائل السيسي في الجلسة الختامية زيارة السيسي الأخيرة إلى أديس أبابا، وتسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019 -للمرة الأولى منذ إعلانه باسمه الجديد عام 2002، بعد أن كان يسمى "منظمة الوحدة الإفريقية"- توجت جهود ما يزيد على 5 سنوات -منذ قرار تعليق العضوية- قامت بها الدولة على مختلف الأصعدة. جهود الدولة تمثلت في استراتيجية دبلوماسية ضخمة تبناها الرئيس السيسي، بهدف تكثيف التواصل مع دول القارة في كل الأقاليم الإفريقية، عن طريق الزيارات الخارجية لتلك الدول، واستقبال عشرات القادة والزعماء الأفارقة بالقاهرة، علاوة على استضافة القاهرة عددا ضخما من الفاعليات الإفريقية المهمة؛ مثل مؤتمر "التكتلات الاقتصادية الإفريقية" في شرم الشيخ، وأيضًا مؤتمر "الاستثمار في إفريقيا"، إلى جانب عديد من المعارض الكبرى؛ إضافة إلى تكثيف عدد المنح الدراسية والدورات التدريبية لبناء القارة السمراء في مختلف المجالات، وهو ما كان له أكبر الأثر في تدعيم الحضور المصري في القارة. على مدار الأيام الثلاثة الماضية، عقد السيسي -في أثناء رئاسته قمة الاتحاد الإفريقي 32- عشرات اللقاءات والاجتماعات مع قادة وزعماء القارة، للتشاور حول سبل تنميتها والتوصل إلى حلول لمشكلاتها القائمة، ليكمل جهود مصر على مدار 5 سنوات، وهو ما شهد به رئيس البرلمان الإفريقي، روجيه ندودانج، إذ قال: "الرئيس السيسي صاحب أفعال داعمة لإفريقيا.. قابلته 3 مرات وسنحقق عديدًا من الأهداف معًا، إنه يستطيع أن يصنع الفارق". استراتيجية الدولة حيال القارة السمراء، أسهمت -بلا شك- في عودة مصر إلى مكانتها الطبيعية، قائدة للدول الإفريقية، وهو ما لخصه الرئيس التونسي باجي قايد السبسي، اليوم بعبارته "مصر في مكانها الطبيعي الآن"، مضيفا: "السيسي الذي قام بعمل جيد على مستوى بلاده، قادر على القيام بنفس العمل على المستوى القاري". رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، موسى فقيه محمد، وجّه حديثه إلى الرئيس السيسي، خللال كلمته في القمة ال32 للاتحاد الإفريقي أول من أمس، قائلا: "رئيس جمهورية مصر العربية، يطيب لى ويشرفنى كثيرًا أن أنتهز هذه المناسبة للترحيب بكم رئيسًا دوريًا للاتحاد الإفريقى.. أعرب عن قناعتى أن رئاستكم ستكون دفعة للاتحاد الإفريقى لما تتميزون به من خصال نبيلة ومنظور واعد لإفريقيا". وأضاف: "مصر لها مكانة تاريخية وحضارية عريقة، وتشكل إفريقيا مقامًا عظيمًا فى التاريخ المصرى، حيث قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إن إفريقيا هى الثورة النابضة بعينها". عبد الفتاح السيسي رئيس مصر، يتولى الآن رئاسة الاتحاد، ويتحدث عن «إصلاحه» ليصبح أكثر قوة وكفاءة، ويضع استراتيجية لتنمية إفريقيا من خلال "تدعيم الروابط الاقتصادية بين الدول وتحقيق الاندماج القارى وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة"؛ ها هو يقف أمام قادة وزعماء إفريقيا، زعيمًا لها، يرشدهم ب"أهمية رفع الظلم الواقع على القارة فيما يتعلق بعضوية مجلس الأمن الدولي، واستمرار قارتنا في التعبير عن موقفها الموحد تجاه إصلاح مجلس الأمن"، داعيا إلى ترسيخ مبدأ «الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية»، و«إنجاز ما وجهت به اجتماعات القمة من خطط وبرامج، لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب نحو إفريقيا التي نحلم بها، نامية مُزدهرة مُستقرة».