تسعى الصين بشكل واضح لتوصيل صوتها على مستوى العالم، وذلك عن طريق حملات إعلامية وإعلانية ضخمة بدأت منذ أكثر من 10 سنوات كاستراتيجية واضحة في البلاد على مدى العقد الماضي وضعت الصين استراتيجية ضخمة للوجود بقوة على المستوى السياسي والاجتماعي في العالم، وكان من أهم أركان تلك السياسة الاعتماد على الحملات الترويجية والإعلامية الواسعة في العديد من البلدان على مستوى العالم. وعكفت الصين بشكل دقيق على اختيار التوقيت المناسب لإعلاناتها وحملاتها الترويجية، بما يضمن لها أكبر نسب من المتابعة الإعلامية، بالإضافة إلى تسليط الضوء بشكل رئيسي على العديد من توجهاتها السياسية والاقتصادية على كل المستويات في العالم. وفي سبتمبر من العام الماضي، كان للصين وجود إعلامي قوي، تمثل في لوحات إعلانية ضخمة في عدد من البلدان، من بينها أسترالياوالولاياتالمتحدة، مستغلة بعض الرموز الصاخبة للترويج للصين، مثل حيوانات الباندا، والتي تعد من أهم العوامل المميزة للبلاد. الصين تستعين بالشركات الأمريكية لعلاج أزمات حرب ترامب التجارية وحسب وفي سبتمبر من العام الماضي، كان للصين وجود إعلامي قوي، تمثل في لوحات إعلانية ضخمة في عدد من البلدان، من بينها أسترالياوالولاياتالمتحدة، مستغلة بعض الرموز الصاخبة للترويج للصين، مثل حيوانات الباندا، والتي تعد من أهم العوامل المميزة للبلاد. الصين تستعين بالشركات الأمريكية لعلاج أزمات حرب ترامب التجارية وحسب ما جاء في شبكة "إيه بي سي" الأسترالية، فإن العام الماضي أبرز بشكل رئيسي العديد من الحملات الإعلانية للصين، حيث تبنت الأخيرة استراتيجية ضخمة للترويج بقيمة 500 مليون دولار، وكان الهدف من تلك الحملة تسليط الضوء على العديد من الشبكات الإخبارية والمنصات الإعلامية الصينية. السياسة التي تتبعها الصين ليست جديدة، ولكنها بدأت في عهد الرئيس الصيني السابق هو جين تاو، والذي أعلن عن مشروعات توسيع الانتشار الإعلامي بقيمة 9.3 مليار دولار في عام 2009، وهو الجهد الرئيسي الذي اعتمدت عليه الصين للبروز بقوة عالميًا. وحسب الشبكة الأسترالية، فإن الصين اشترت مساحات بث على موجات الأثير الأجنبية وداخل الصحف العملاقة المعروفة في الغرب، وهو الأمر الذي كان بمثابة تثبيت قدم قوية داخل المنصات الإعلامية بشكل واضح، وذلك على الرغم من أن مستويات حرية الإعلام في الصين من بين الأسوأ في العالم، حيث تحتل المرتبة 176 من بين 180 دولة. ويحذر الخبراء من أن وسائل الإعلام الصينية تستخدم كأداة لتشكيل الرأي العام وخدمة الأهداف الأيديولوجية للحزب الشيوعي الصيني في جميع أنحاء العالم. وكجزء من جهودها، تقوم بكين بتدريب الصحفيين الأجانب، وشراء مساحات في وسائل الإعلام في الخارج، وتوسيع شبكاتها المملوكة للدولة على نطاق غير مسبوق، وعندما أعاد الرئيس الصيني شي جين بينج قوة ذراع التلفزيون الصيني المركزي (CCTV)، وغيَر علامته التجارية لتصبح (CGTN) في عام 2016، حثّ المنصة الإعلامية في خطاب التهنئة على أن تنشر صوت الصين في العالم. خلاف ترامب ووادي السيليكون يمنح الصين أغلى هدية عسكرية واعتبرت الرسالة جزءا من طموح بكين لبناء رواية عالمية جديدة حول الصين في الوقت الذي تحدى فيه العملاق الآسيوي الديمقراطية الليبرالية كإطار تنموي وسياسي مثالي، حسب وصف الشبكة الأسترالية. ومع استمرار الصين في توسيع نطاق انتشارها في جميع أنحاء العالم، فإن بعض الدول الغربية تضغط من أجل إيقاف السماح لهذا المد الصيني في وسائل الإعلام الغربية، وهو الأمر الذي دفع الولاياتالمتحدة لمطالبة الشبكة الصينية ووكالة الأنباء الرسمية للبلاد بالتسجيل كعميل أجنبي بسبب مخاوف من إمكانية استخدامها كأدوات للتدخل السياسي. وقال جرايم سميث، الباحث في كلية آسيا والمحيط الهادي في جامعة أستراليا الوطنية: "في حين أن الصين كانت سعيدة نوعًا ما بالتراجع في الماضي، فإنها تسعى الآن بنشاط إلى ممارسة نفوذها". الصين تُنعش القارة السمراء باستثماراتها.. وإسقاط الديون فرصة ذهبية لإفريقيا ويقول المراقبون إن الصين تعي تمامًا أهمية حرب المعلومات وقوة الإعلام لتشكيل الرأي العام ليس فقط في الداخل، بل في جميع أنحاء العالم.