حامد الغرباوي إحدى أهم الشخصيات التي قدمها الفنان القدير محمود ياسين خلال مشواره الفني، فهو كبير العائلة في مسلسل «العصيان» الذي تمنى الجميع أن يكون لديه جد مثله. «لسه الإنسان جوا العالم طماع.. و أناني وعدواني.. مخلوق من حوا ومن آدم.. مخلوق إنسان بقى شيء تاني.. مغرور وفي قلبه قرار مجهول.. والحق يقول ظالم وجهول.. بالشر بيطلع منه الغول.. ويبان بالوش الجواني» تلك الكلمات التي بمجرد سماعها تستحضر على الفور مسلسل «العصيان».. صوت الفنان على الحجار المليء بالشجن حينما مزج بألحان الموسيقار محمود طلعت، قدم صورة متكاملة عن قصة العمل الدراما وحكا صوتُه مرارة الجحود التي يتعرض لها الآباء بسبب طمع الأبناء فى الميراث، قصة واقعية تتكرر بشكل يومي في كثير من العائلات. عرض مسلسل «العصيان» لأول مرة فى رمضان 2002، وحقق وقتها نجاحًا منقطع النظير ووقع المشاهدون في حالة من الحب والإعجاب بهذا الجد العبقري «حامد الغرباوي» -الفنان محمود ياسين- وكان هذا النجاح الكبير سببًا فى تقديم جزء ثانِ من «العصيان».. وننتهز فرصة إعادة عرض المسلسل على عرض مسلسل «العصيان» لأول مرة فى رمضان 2002، وحقق وقتها نجاحًا منقطع النظير ووقع المشاهدون في حالة من الحب والإعجاب بهذا الجد العبقري «حامد الغرباوي» -الفنان محمود ياسين- وكان هذا النجاح الكبير سببًا فى تقديم جزء ثانِ من «العصيان».. وننتهز فرصة إعادة عرض المسلسل على قناة أون دراما (يوميًا فى السابع مساءً)؛ لنلقي الضوء على عصيان محمود ياسين وكواليس هذا العمل الدرامي الرائع الذى كتبه سلامة محمود وأخرجه أحمد السبعاوي. كانت شخصية محمود ياسين بمسلسل «العصيان» -الذي قدم صورة مختصرة عن الصراعات التي تقام بين العائلة الواحدة على الميراث، وكيف يستطيع المال أن يغير نفوس البشر ويتحكم فى بنى آدم إلى هذا الحد؟ - بمثابة مفاجأة لجمهور، فقد لعب دور الأب الحنون وكبير العائلة الحكيم الذي يحكم قلبه وعقله معًا، وقال «ياسين» عن هذا الدور في تصريحات صحفية وقتها، أنه عندما قرأ السيناريو الخاص بشخصية (حامد الغرباوي) استوقفته كثيرًا خاصة أنها شخصية غنية بالتفاصيل، مشيرًا إلى أن اطلاعه على باقي شخصيات الحدوتة جذبته إلى المسلسل ووافق على الفور لتقديم البطولة. حكى محمود ياسين، عن كواليس تصوير العصيان والتي لاتزال عالقة فى ذهنه حتى اليوم، حيث كان يتم التصوير داخل القرية الريفية بمدينة الإنتاج الإعلامي وجاء لوكيشن التصوير طبيعي وكأنها قرية حقيقية بسبب المناظر الحية التي غلبت على تصوير المسلسل، الفنان القدير يعتبر شخصية حامد الغرباوي من أقرب الشخصيات التي جسدتها بجانب شخصية حلمي عسكر فى مسلسل «سوق العصر». وما لا يعرفه البعض أن شخصية «أمال» التى لعبتها الفنانة فادية عبد الغني وعشقها الجمهور، وكانت نقله فى مشوارها الفني، لم تكن هي المرشحة الأولي لها، فقد رشح أحمد السبعاوي وقتها الفنانة نهال عنبر لهذا الدور، وكان دور البطولة بعد محمود ياسين مباشرة ولكنها رفضتها، كون شخصية (أمال) مستسلمة لواقعها المرير، وهي لا تحب أن تكون كذلك. وقالت نهال عنبر فى تصريح لها مع «الشرق الأوسط» في 2001، إنها حينما قرأت سيناريو العصيان، اعتذرت لمخرج العمل على الفور، ولكنها أعجبت بدور آخر أصغر حجمًا رأت فيه الشر والرومانسية والنعومة معًا، فطلبت أن تأديه بدلا من دور البطولة ووافق المخرج على ذلك وقال لها: من الواضح أن الشر أصبح يستفز موهبتك. وجاءت الفنانة فادية عبد الغني، لتجسد دور (أمال) الفلاحة البسيطة التي تتمتع بخفة الظل والطيبة وخبث في كثير من الأحيان، وتجبرها العادات والتقاليد على الزواج من ابن عمها «عاصم» -الفنان إسماعيل محمود- الذي يرى أنها غير مناسبة له، فيقرر أن يهجرها ويتزوج من امرأة أخرى متعلمة وأكثر تحضرا منها، وكانت أجمل مشاهدها مع الفنان محمود ياسين الذي جسد دور عمها ومع ضرتها التي جسدتها نهال عنبر، وأثناء تصوير المسلسل قالت فادية فى تصريحات صحفية حينها، إنها كانت رافضة تقديم عمل درامي آخر بعد «عائلة الحاج متولي»، حيث رفضت نحو 6 مسلسلات، ولكنها حين قرأت سيناريو «العصيان» وجدت نفسها في الشخصية ووافقت على الفور للوقوف أمام محمود ياسين. وكان لشخصية «أمال» بعض الأشياء المميز فى طريقة الكلام والمشي والملابس، التي أعطت الشخصية بعداً أعمق، وكشفت فادية عبدالغني خلال لقاء تليفزيوني لها مع برنامج «بالألوان الطبيعية» أنها وضعت لمستها الخاصة على هذه الشخصية من الشعر الاحمر -طريقة المشي والكلام- لغة الجسد، وحينما عرضت على مخرج المسلسل أبدى إعجابه الشديد بهذا. يعد «العصيان» نقطة فارقة فى مشوار الفنان إسماعيل محمود -الذى جسد شخصية «عاصم»- الابن الجاحد الذي في نهاية مسلسل تغلبت عاطفة حبه لوالده على جحوده وطمعه، وقال إسماعيل عن هذا الدور إنه محطة مهمة فى حياته الفنية وإنه قبل المشاركه فيه رفض نحو 4 مسلسلات رغم حاجته إلى المال، لكونه لم يجد نفسه في تلك الأعمال، وفي أحد اللقاءات التي جمعت أسرة مسلسل «العصيان» في 2002، حينما سأل محمود ياسين عن إسماعيل محمود أجاب: «رغم تجربتي الطويلة فإنني أتهيب الوقوف أمام إسماعيل محمود، فهو يشعرني أنني أمام مسؤولية، وذلك لقوة أدائه وقدرته العالية للسيطرة على الحاضرين بجانب أنه صاحب حضور جيد». كان المسلسل أيضا فرصة لجيل الشباب أحمد زاهر، داليا مصطفى، نورهان، رانيا محمود ياسين، هشام المليجي، إيناس النجار ورامز جلال، حيث أعطى لهم فرصة كبيرة للظهور ونال بعضهم شهرة واسعة بعد عرض الجزء الأول، حيث قال أحمد زاهر، فى حوار سابق له، بأن دور (رأفت) من أنجح الأعمال في حياته الفنية، وأن هذا النجاح لايزال يطارده، حتى أن بعض الجمهور ينادي فى الشارع باسم الشخصية. بينما كان الوضع مختلف بعض الشئ للفنانة داليا مصطفي فقد أكدت فى وقت سابق خلال تصريحات صحفية لها، بأنها نادمة على المشاركة في الجزء الثاني من المسلسل، وأنها لو كانت تعلم من البداية أن مساحة دورها ستقل إلى هذا الحد، ما كانت قبلت المشاركة في العمل ككل. وكشفت عن أن والدتها كانت السبب وراء مشاركتها فى مسلسل العصيان، وأنها كانت سترفضه خاصة أنه كان معروضا عليها تقديم دور البطولة أمام الراحل علاء ولى الدين في عمل سينمائي، ولفتت إلى أنها لم تكن الوحيدة التي لم تكن تريد استكمال دورها في الجزء الثاني بل أيضا الفنانة فادية عبد الغني وأحمد زاهر (وذلك وفقا لحوار لها عام 2003 مع جريدة الحياة). فيما حلت ابنة بطل المسلسل رانيا محمود ياسين، محل الفنانة نورهان في الجزء الثاني من «العصيان» بعد أن رفضت الأخيرة استكمال دورها بسبب مساحة الشر الكبير الذي يحتوي عليه دورها في الجزء الثاني، ووقتها قيل إن والدها هو من دفع بها في هذا الدور، ولكن الحقيقة هي أن مخرج العمل هو من رشحها. في النهاية.. يبقى مسلسل «العصيان» واحد من أهم الأعمال الدرامية التي قدمت وبرعت فى خلق صورة ذهنية عن قوة الفلوس فى تغيير النفوس.