غالبا ما يتجنب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قول الحقيقة كاملة أو حتى جزء منها.. وهذا ليس أمرا جديدا إلا أن الجديد هو الرقم القياسي للأكاذيب التي يلقيها ترامب "وسائل الإعلام الكاذبة"، هكذا دائما يصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسائل الإعلام المعارضة له، إلا أن الأمر على أرض الواقع على النقيض تماما، فدائما ما يدلي الرئيس الأمريكي بالأكاذيب، وهو أمر ليس بجديد، إلا أن الأمر المثير للانتباه هو السرعة التي ازداد بها المعدل الذي يروي به ترامب الأكاذيب خلال العام الماضي، فوفقا لمدقق الحقائق الذي أعدته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قال ترامب أكثر من 6 آلاف كذبة في عام 2018، بمعدل ما يقرب من 16 كذبة في اليوم. وكما يشير فريق مدقق الحقائق في الصحيفة الأمريكية، فإن معدل أكاذيب ترامب قد تضاعف ثلاث مرات تقريبا بين العام الأول والعام الثاني من رئاسته، في نهاية عام 2017، قال ترامب أكثر من ألفي تصريح كاذب أو مضلل. وهو ما يعني أن ترامب أصبح أكثر جرأة وأكثر استعدادا للي عنق الحقائق لتتناسب مع وجهات نظره، وفي الوقت وكما يشير فريق مدقق الحقائق في الصحيفة الأمريكية، فإن معدل أكاذيب ترامب قد تضاعف ثلاث مرات تقريبا بين العام الأول والعام الثاني من رئاسته، في نهاية عام 2017، قال ترامب أكثر من ألفي تصريح كاذب أو مضلل. وهو ما يعني أن ترامب أصبح أكثر جرأة وأكثر استعدادا للي عنق الحقائق لتتناسب مع وجهات نظره، وفي الوقت الذي تثبت فيه الوقائع الموضوعية كذبه، كان الرئيس يبنى عالمه الخاص من الأكاذيب، ويحث أتباعه على تجاهل كل شيء آخر سوى ما يقوله. كان ترامب قد صرح أمام مجموعة من المحاربين القدماء في مدينة كانساس الصيف الماضي "ابقوا معي، لا تصدقوا الهراء الذي ترونه من هؤلاء الناس، في وسائل الإعلام الكاذبة"، مضيفا أن "ما ترونه ليس هو ما يحدث". وتقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن طريقة عمله أصبحت الآن واضحة، ففي البداية يبدأ بسرد جزء من حقيقة أو حكاية أو أي شيء يعتقد أنه يوضح وجهة نظره، لكنه لا يقوم بفحص الحقائق، فهو ليس مهتما بما إذا كان ما يقوله صحيحًا أم لا. أكاذيب ترامب في صفقته لإنهاء إغلاق الحكومة الأمريكية وأضافت أنه مهتم بما إذا كان سيساعده ذلك على إقناع الناس، أو قاعدته الشعبية، بأنه على حق وأن الإعلام الكاذب خاطئ، ثم يستمر في تكرار أكاذيبه حتى يقنع الناس أنه على حق. ويحتوي مدقق الحقائق الذي أعدته "واشنطن بوست" على مجموعة من الإحصائيات حول أكاذيب ترامب، أهمها أكثر الأكاذيب تكرارا: حيث أشار ترامب إلى أن تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر هو مجرد خدعة اختلقها الديمقراطيون للتعويض عن خسارتهم في انتخابات الرئاسة عام 2016 نحو 200 مرة، على الرغم من حقيقة أن التحقيق الخاص أنشأته وزارة العدل في إدارة ترامب. وكان ثاني أكثر الأكاذيب التي كررها ترامب 127 مرة، هي أن التخفيض الضريبي الذي تم الاتفاق عليه في 2017 هو الأكبر في تاريخ الولاياتالمتحدة. محامي ترامب السابق: الرئيس أمرني بتزوير الانتخابات وفي 126 مناسبة، قال ترامب بشكل خاطئ إن الولاياتالمتحدة تخسر الأموال بسبب العجز التجاري. وفي غيرها من القضايا الرئيسية بداية من الهجرة والضرائب وصولا إلى التحقيق في التدخل الروسي، استمر ترامب في نسج واقع بديل له ولأنصاره الذين لا يعجبون بالحقائق الثابتة. ويستغل الرئيس الأمريكي هذا التناقض، باعتباره أكبر مثال على مدى عدم عدالة وسائل الإعلام في تناول أخباره، وهو أنها لا تمنحه حقه في التغطية الإيجابية. حيث غرد ترامب يوم الأحد: "لقد سمعنا دائما أن نجاح الرئيس مرتبط بالاقتصاد، حسنا، لدينا واحد من أفضل الاقتصادات في تاريخ بلدنا، مع ناتج محلي إجمالي كبير، وأدنى معدلات البطالة، والشركات تعود إلى الولاياتالمتحدة بأعداد كبيرة، وصفقات تجارية جديدة رائعة، وغيرها، لكن وسائل الإعلام لا تذكر ذلك!". هل استفاد ترامب من إغلاق الحكومة في بلاده؟ وتقول "سي إن إن" إن ترامب قد يكون محقا بأن النجاحات الاقتصادية لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي، إلا أن السبب الرئيسي في ذلك هو ترامب نفسه، فهو يغرد ويتحدث عن الكثير من الأمور كل يوم، وهو ما لا يمنح الفرصة لوسائل الإعلام للتركيز على الجوانب الإيجابية. فعلى سبيل المثال غرد ترامب يوم الأحد الماضي 40 تغريدة، حول كل شيء بداية من إغلاق الحكومة مرورا إلى كوريا الشمالية والعاصفة الشتوية التي تضرب شمال شرق البلاد وصولا إلى زعمه زيادة معدلات شعبيته بين المواطنين ذوي الأصول الإسبانية. وتؤكد الشبكة الأمريكية أن الحقائق ليست رهينة موقف حزبي، إلا أنه قد يكون من الصعب رؤية ذلك الواقع وسط دخان الأكاذيب الذي يستخدمه ترامب لمصلحة قضاياه السياسية الخاصة.