حسن الشافعي: الملاذ الآمن للنهوض باللغة العربية فى الوقت الراهن يتمثل فى ضرورة سرعة استجابة المؤسسات إلى مطلب المجمع بتفعيل قانون حماية اللغة نظم مجمع اللغة العربية، احتفالا باليوم العالمي للغة العربية في إحدى قاعات المجمع، اليوم السبت، شهده رئيس المجمع الدكتور حسن الشافعي، ولفيف من أعضاء المجمع وأساتذة اللغة العربية وعمداء كليات اللغة وأساتذة الأدب العربي. حرص مجمع اللغة في احتفاله على تدشين معرض للكتاب وضعه فى مدخل المجمع أمام المارة والحضور، احتوى على العديد من المؤلفات اللغة العربية فى مختلف علومها، من تأليف أعضاء المجمع، للتعريف بها، الأمر الذي نال إعجاب الحضور من شخصيات عامة وسفراء لعدد من الدول العربية والإفريقية، شاركت فى احتفالية المجمع بيوم اللغة العربية العالمي. ودشن المجمع باحتفاليته معرضا لبيع بعض المؤلفات الخاصة بالمجمع للجمهور ولجميع المشاركين بأسعار رمزية لكتب دارت أبحاثها ومجلداتها عن مختلف علوم اللغة العربية، غير أن المعرض شهد حضورا كثيفا من قبل الزوار الذين حرصوا على شراء واقتناء مؤلفات المجمع، فى أجواء تغمرها الفرحة والسعادة. وافتتح الدكتور حسن الشافعي، ودشن المجمع باحتفاليته معرضا لبيع بعض المؤلفات الخاصة بالمجمع للجمهور ولجميع المشاركين بأسعار رمزية لكتب دارت أبحاثها ومجلداتها عن مختلف علوم اللغة العربية، غير أن المعرض شهد حضورا كثيفا من قبل الزوار الذين حرصوا على شراء واقتناء مؤلفات المجمع، فى أجواء تغمرها الفرحة والسعادة. وافتتح الدكتور حسن الشافعي، رئيس المجمع الاحتفالية بكلمة ركز فيها على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ومواجهة كافة التحديات التى تحيط باللغة. وأكد الشافعي، فى تصريحات ل"التحرير"، أن تحديات اللغة العربية باتت كبيرة وشملت تحديات فى الداخل والخارج، مؤكدا أن الملاذ الآمن للنهوض باللغة العربية فى الوقت الراهن يتمثل فى ضرورة سرعة استجابة المؤسسات إلى مطلب المجمع فى تفعيل قانون حماية اللغة العربية، الذى سبق للمجمع بكامل أعضائه أن بلور توصياته فى شكل مشروع قانون يحمي اللغة، وتقدم به إلى مجلس الوزراء، تمهيدا لتقديمه إلى مجلس النواب من أجل إقراره. وأضاف الشافعي، أن فى تطبيق مشروع قانون حماية اللغة العربية سيكون بادرة أمل وانفراجة كبرى فى النهوض باللغة لما به من مواد تضمن حماية اللغة وتعزيزها واحترامها على مستوى الأفراد والمؤسسات، مشددا على أن الأردن يعد أول دولة عربية فعلت قانون حماية اللغة، الأمر الذي يستوجب على القاهرة ضرورة المضى قدما فى تفعيل مشروع القانون. وتابع: أن اللغة العربية والمجمع فى أشد الحاجة إلى تفعيل مشروع القانون، خصوصا وأن القانون الحالي ينص على أن توصيات المجمع ملزمة فى حالة نشرها بجريدة الوقائع المصرية، منوها بأن النشر بات به صعوبات كثيرة ومنذ فترة كثيرة لم تنشر الجريدة أى توصيات للمجمع، وبالتالي فإن أغلب توصيات المجمع فى إطار حماية اللغة سواء فى المناهج أو غيرها من أوجه تعامل اللغة لم تنل حيز التنفيذ، الأمر الذى يشكل خطورة بالغة على مستقبل اللغة العربية. وقال الدكتور خالد فهمي، الأستاذ بكلية الآداب، جامعة المنوفية، إن وضع اللغة العربية الراهن يمكن أن يكون في درجة التهديد؛ لأسباب كثيرة، ترجع في المجمل إلى ثلاثة حزم من الأسباب هي: مستوى الثقة فيها من جانب أبنائها، ومستوى إنتاج المعرفة بها، ومستوى استعمالها وتشغيلها. وأضاف خالد فهمى، خلال كلمته بالاحتفالية، ولكن ذلك الوضع المهدد عند تحليل الدارسين وشهادات اعترافهم بمزايا هذه اللغة من جانب، وفحص محددات تميز هذه اللغة من جانب آخر يحمل على استنتاج حكم آخر يتعلق بوضعها العالمي على قوائم اللغات الرئيسية في العالم من منظور الدراسات المستقبلية، مؤكدا أن هذه الدراسة تسعى إلى فحص هذه المحددات للخروج بنتيجة منطقية ومسوغة وعلمية ترصد مستقبل وضعها على خريطة لغات العالم الرئيسية. وتابع: وقد رأت الدراسة تحقيقا لهذه الغاية أن تعالج القضية من خلال ثلاثة مطالب هي: عالمية اللغة العربية وانتشار اللغة العربية ومستقبل اللغة العربية. وأكمل فهمى، لقد حاولت هذه الدراسة فحص قضية مستقبل اللغة العربية وفق مؤشر العالمية، أو الانتشار في ضوء أصولها التاريخية التي تحققت تاريخيا فيما يعرف بعصور الازدهار، مسترشدة بمنجز الدراسات المستقبلية، غير متغافلة عن الوضع المهدد المعاصر الذي تشغله بعض مقاعده. وأكد الدكتور السيد إسماعيل السراوي، أن الاستعمار سعى إلى التشكيك في اللغة العربية والعمل على إضعافها وإلغاء دورها: ففي أعقاب تيار القوميات الذي ظهر في أوربا في القرن التاسع عشر، أدرك الاستعمار قيمة اللغة الواحدة المشتركة في دعم وحدة الوجود القومي لأي شعب من الشعوب، وأهميتها في تقوية إحساس المتكلمين بها بهويتهم وتميزهم عن الشعوب الأخرى، ودعم عقيدة الولاء والانتماء فيهم، فعمل على قتل اللغات القومية لدى الشعوب المستعمرة وإحلال لغاته محل لغاتها لكي يفقدها هويتها. وأضاف السراوى خلال كلمته بالاحتفالية، ولما كان العالم العربي يمثل مطمعا أمام الاستعمار، واللغة العربية تلعب الدور الأكبر في تماسكه ووحدته، فقد أدرك أن الحرب الثقافية وحملات التحريض على الفكر العربي لن تؤتي ثمارها إلا بتدمير الوعاء الذي يحوي هذا الفكر ويحفظ سلامته وتماسكه وقوته، أو إضعافه علي أقل تقدير. ومن هنا فقد اتجه الاستعمار إلى التشكيك في اللغة العربية، التي تعرضت منذ بداية ثمانينيات القرن التاسع عشر لحملة شرسة قادها نفر من المستشرقين وانساق وراءهم فيها نفر من الكتاب العرب، الذين ادعوا أنها لغة دين فقط وليست لغة حياة، ولا قبل لها بمجاراة علوم العصر والتعبير عن مستحدثات الحضارة، ومن ثم ينبغي أن تحل العامية محل الفصحى وأن تستبدل الحروف اللاتينية أو العبرية المقطعة بالحروف العربية. وتابع: وقد نتج عن هذا الادعاء الباطل انقسام الساحة الفكرية في البلاد العربية إلي قطاعين: قطاع العلوم الإنسانية، وتستخدم فيه اللغة العربية، وقطاع العلوم الطبيعية، وتستخدم فيه الإنجليزية والفرنسية. وأكمل "الغريب أننا استمرأنا هذا الأمر ولم نعد نجد فيه حرجاً، وشيئاً فشيئاً أصبحت العربية تعاني الغربة في وطنها وعدم الاحترام من أهلها وذويها، الذين ينتاب بعضهم شعور بدونيتها وإحساس بعجزها وقصورها، أمام انتشار سرطان اللغات الأجنبية التي تتحكم في مؤسسات محددة بدءا من الحضانة وحتى الجامعة، وفي قطاعات معينة من العلوم، وتتغلغل في مسام الحياة الفكرية في مجتمعاتنا، وتربط حامليها بتراث الأمم التي تتكلمها وحضارتها وتاريخها وعقيدتها ورموزها، وتعطل دور اللغة العربية باعتبارها اللغة القومية الوحيدة، التي يجب أن تسود كافة نواحي الحياة في مجتمعها، فتضعفها، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلي خلخلة البناء الثقافي العربي وتدميره.