قد يكون عام 2018 شهد بداية النهاية لأزمة كوريا الشمالية.. إلا أن صراعات جديدة ظهرت في أماكن أخرى من العالم كان لها تأثير أكبر على استقرار العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، استمرت العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، ولم تختلف 2018 كثيرا عن سابقتها، حيث شهدت صراعات عدة حول العالم كانت السمة الأبرز فيها، تورط الولاياتالمتحدة في معظمها، وذلك بداية من الصراع مع كوريا الشمالية، مرورا بالحرب التجارية مع الصين وتركيا وصولا إلى تورط روسيا في قتل الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبل على أراضي بريطانيا، والصراع الأخير مع أوكرانيا في بحر "آزوف"، الذي أعاد ذكريات أزمة احتلال شبه جزيرة القرم. كوريا الشماليةوأمريكا عام 2017 شهد تراشقا بالكلمات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، على خلفية البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والاختبارات النووية التي أجرتها بيونج يانج. إلا أن بداية عام 2018 شهدت تغيرا دراميا في موقف كوريا الشمالية، حيث أعلن كيم جونج أون استعداده كوريا الشماليةوأمريكا عام 2017 شهد تراشقا بالكلمات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، على خلفية البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والاختبارات النووية التي أجرتها بيونج يانج. إلا أن بداية عام 2018 شهدت تغيرا دراميا في موقف كوريا الشمالية، حيث أعلن كيم جونج أون استعداده لتعليق برنامج بلاده النووي، مقابل الحصول على ضمانات أمنية من الولاياتالمتحدة. تطوير صواريخ كوريا الشمالية يعلن فشل ترامب خارجيًا وشهدت الأشهر التالية العديد من التطورات في العلاقات بين كوريا الشمالية والعديد من دول العالم، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. واجتمع ترامب مع كيم في سنغافورة في 12 يونيو، وتوصل الرئيسان إلى اتفاق، وصفه البعض بالمبهم، تتعهد فيه كوريا الشمالية بنزع سلاحها النووي، مقابل تعهدات أمنية من الولاياتالمتحدة. إلا أن "الرياح لم تأت كما تشتهي السفن"، حيث شهدت المفاوضات بين البلدين العديد من الأزمات، التي أجلت الوصول إلى نتيجة ملموسة على أرض الواقع. فعلى الرغم من قيام كوريا الشمالية بتدمير أحد منشآتها النووية، رفضت أمريكا تقديم تنازلات فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على البلاد. وبغض النظر عن القمم التي عقدت بين البلدين، لم تشهد 2018 أي تطور على أرض الواقع في الأزمة بين أمريكاوكوريا الشمالية. تركيا وأمريكا أزمة جديدة شهدتها 2018 كانت بطلتها الولاياتالمتحدة أيضًا، لكن هذه المرة كانت مع حليفتها في حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، تركيا. اندلعت الأزمة بين البلدين بشكل واضح في يناير مع انطلاق عملية "غصن الزيتون" التي شنها الجيش التركي في مدينة عفرين السورية، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، ضد الميليشيات الكردية التي تدعمها الولاياتالمتحدة. الإفراج عن برانسون لن ينهي الخلاف بين واشنطنوأنقرة العلاقات بين البلدين سارت من سيئ إلى أسوأ، ففي إبريل، دعا عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تعليق صفقة حصول أنقرة على مقاتلات "إف 35" الأمريكية، إثر تعاقدها مع روسيا على نظام الدفاع الصاروخي "إس 400"، وهو ما حدث بالفعل في يوليو الماضي. وأعقب ذلك تهديد أمريكا بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا في حالة رفض الأخيرة الإفراج عن القس الأمريكي المحتجز لدى أنقرة أندرو برانسون المتهم بالإرهاب والتجسس. ودخل البلدان في مفاوضات من أجل الإفراج عن برانسون، مقابل تسليم واشنطن محمد هاكان أتيلا، نائب المدير التنفيذي لبنك خلق التركي الحكومي، المتهم بانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران. وفشلت هذه المفاوضات، وفرضت أمريكا عقوبات على مسؤولين أتراك في بداية أغسطس، أعقبها مضاعفة الرسوم الجمركية على الحديد التركي، تسببت في انهيار اقتصاد البلاد، وفي النهاية اضطرت أنقرة إلى إطلاق سراح القس الأمريكي. أمريكاوالصين بدأت الأزمة بين أمريكاوالصين في فبراير من العام الجاري، عندما قرر ترامب فرض رسوم جمركية على جميع واردات الولاياتالمتحدة من الصلب والألومنيوم. من المستفيد من الحرب التجارية بين الصينوأمريكا؟ وأعقبها بتوقيع مذكرة في مارس، وجه فيها بفرض رسوم جمركية، في إبريل، تتراوح بين 15% و25% على 128 منتجا صينيا بقيمة 3 مليارات دولار. ومن جانبها ردت الصين على هذه القائمة، بالتهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على 106 منتجات أمريكية، بقيمة 50 مليار دولار، تشمل فول الصويا والسيارات وغيرها. واستمر تبادل فرض الرسوم الجمركية على بضائع البلدين إلى نهاية نوفمبر، حيث بلغ مجموع الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على البضائع الصينية 250 مليار دولار، فيما وصل مجموع الرسوم الجمركية الصينية المفروضة على البضائع الأمريكية إلى 110 مليارات دولار. وأعلن البلدان وقف تطبيق الرسوم التجارية مؤقتا، بعد لقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني شي جين بينج، على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس. بريطانياوروسيا في الرابع من شهر مارس تعرض الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبل وابنته يوليا، لمحاولة اغتيال باستخدام غاز الأعصاب "نوفيتشوك" في مدينة "سالزبوري" الإنجليزية. أدلة جديدة تربط بين المتهمين باغتيال «سكريبال» والجيش الروسي واتهمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، روسيا بالوقوف وراء محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق، وبعد تأكد الحكومة البريطانية من تورط موسكو في الحادث، شنت بريطانيا حملة دولية لإدانة روسيا. وقامت العديد من دول العالم بطرد دبلوماسيين روس من أراضيها، ردا على الحادث، وتضامنا مع الادعاءات البريطانية، وكان على رأسهم الولاياتالمتحدة التي طردت 60 دبلوماسيا وأغلقت القنصلية الروسية في "سياتل"، كما قامت 20 دولة أخرى بطرد نحو 100 دبلوماسي روسي. روسياوأوكرانيا
سطرت موسكو سطرت صفحة جديدة في علاقتها المتوترة مع كييف في نوفمبر الماضي، عندما احتجزت 3 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية، خلال عبورها مضيق "كيرتش" بين البحر الأسود، وبحر "آزوف". هل تندلع حرب جديدة بين روسياوأوكرانيا؟ وبدأت الأزمة عندما اتهمت روسيا السفن الأوكرانية بالدخول إلى مياهها بشكل غير قانوني، بعد أن حاولت السفن الأوكرانية الإبحار من البحر الأسود إلى بحر "آزوف". وتقول أوكرانيا إن الروس حاولوا اعتراض السفن والاصطدام بها، إلا أن السفن استمرت نحو مضيق "كيرتش"، وهو المنفذ الوحيد إلى بحر "آزوف"، ولكن تم سده بواسطة ناقلة وضعت تحت جسر "كيرتش". وشاركت مقاتلتان وطائرتا هليكوبتر روسيتان في عملية احتجاز السفن، واتهمتها بالدخول بشكل غير قانوني إلى مياهها، من جانبها قالت البحرية الأوكرانية إن القوارب تعرضت للهجوم ولم تتمكن من مغادرة المنطقة، وأضافت أن 6 من أفراد الطاقم البالغ عددهم 23 أوكرانيا كانوا على متن السفن الثلاث، أصيبوا. وتتهم موسكو كييف بانتهاك القواعد القانونية بإرسال السفن إلى المنطقة في "استفزاز سابق التخطيط"، إلا أن أوكرانيا قالت إنها أبلغت الروس مسبقا بخطتها لعبور سفنها، وأكدت أن احتجاز سفنها كان "عملا آخر من أعمال العدوان المسلح" من قبل روسيا.