مغيث: تصريحات "عنترية" بعيدة عن واقع المنظومة التعليمية.. ولا يوجد حصر بعدد المدارس التى بها ملاعب.. والطوبال: المدارس لا تصلح وأولياء الأمور يعتبرونها مضيعة للوقت أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الوزارة سوف تعمل جاهدة على تنفيذ توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتبار مادة التربية الرياضية مادة أساسية في المدارس والجامعات، وتخصيص برنامج رياضي للطلاب في الجامعات والمدارس، وإقامة سباقات وماراثون للمشي والجري بشكل دوري. وتباينت ردود الفعل حول تصريحات وزير التربية والتعليم من قبل خبراء التعليم والمهتمين بالعملية التعليمية، البعض أكد رفضه الشديد لتصريحات الوزير، معتبراً أنها تصريحات عنترية، لأن نسبة كبيرة من المدارس الحكومية متهالكة وتفتقد للملاعب. وأماكن ممارسة الرياضة والأنشطة الرياضية بصفة عامة، كما أن عددا كبيرا من المدارس تنفق الميزانية المخصصة للرياضة بها على صيانة المقاعد وتجديد الفصول، ناهيك بتحويل أماكن الأنشطة إلى فصول من أجل القضاء على الكثافة الكبيرة فى المدارس. وطرف آخر مؤيد لتصريحات الرئيس والوزير، مؤكداً أن هذا الأمر أصبح ضرورة وأماكن ممارسة الرياضة والأنشطة الرياضية بصفة عامة، كما أن عددا كبيرا من المدارس تنفق الميزانية المخصصة للرياضة بها على صيانة المقاعد وتجديد الفصول، ناهيك بتحويل أماكن الأنشطة إلى فصول من أجل القضاء على الكثافة الكبيرة فى المدارس. وطرف آخر مؤيد لتصريحات الرئيس والوزير، مؤكداً أن هذا الأمر أصبح ضرورة ملحة فى ظل تفشى السمنة فى المجتمع المصرى، وانصراف الشباب عن ممارسة الرياضة، مطالبين بأن يتم تغيير ثقافة المجتمع المصرى التى تعتبر أن ممارسة الرياضة مضيعة للوقت. تصريحات عنترية الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، أكد أن تصريحات وزير التربية والتعليم تصريحات عنترية ولا علاقة لها بالمشاكل التى تعانى منها المنظومة التعليمية فى مصر، ولا علاقة لها بواقع المدارس ومدى صلاحيتها. وأضاف مغيث فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "كان من الأولى بالوزير وأعضاء مجلس النواب قبل أن يطالبوا بأن تكون مادة التربية الرياضية مادة أساسية فى المدارس، تقديم تقرير للرئيس عن حالة المدارس فى مصر وعدد المدارس التى بها ملاعب وأماكن مخصصة لممارسة الرياضة، وكم هى ميزانية التربية الرياضية فى المدارس". وتابع: "أتصور أن المدخل الصحيح لهذا الأمر هو توفير كل الأنشطة الطلابية فى المدارس، الرياضية منها والثقافية، والفنية، وأن لا تكون هذه المواد مواد نجاح ورسوب وإنما تكون للتفضيل فى الالتحاق بكلية معينة". مضاعفة الميزانية وأشار إلى أن ممارسة الرياضة بالمدارس سوف تحتاج إلى ميزانية مضاعفة من أجل إنشاء ملاعب فى كل الألعاب الرياضية، وشراء ملابس رياضية وتنظيم المسابقات الرياضية، فهل يستطيع وزير التربية والتعليم عمل ذلك، فى ظل معاناة الوزارة من تطبيق النظام الجديد. الدكتور أحمد الطوبال، الخبير التربوى، قال إن المشكلة الكبرى فى مصر عدم الاهتمام بالشكل اللازم بالرياضة، ولا تتوافر لدينا آليات لممارسة الرياضة فى المدارس، كما أن نسبة كبيرة من المدارس لا يوجد بها ملاعب، بالإضافة إلى أن معظم المدارس تفتقد إلى فناء لممارسة الألعاب الرياضية بها، وتم تحويل فصول الأنشطة نظراً للكثافة الكبيرة فى المدارس والفصول. وأضاف الطوبال فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "المطالبة بأن يتم تطبيق هذا الأمر على الأنشطة المدرسية الأخرى مثل الموسيقى، والشعر، والمسرح وعدم قصر هذا الأمر على مادة التربية الرياضية"، معتبراً أن هذه المطالبات منطقية، فمن الممكن أن يكون الطالب موهوبا فى أى رياضة أخرى". وتابع: "هناك حالة كبيرة من الجدل فى السنوات القليلة الماضية حول تطبيق الحافز الرياضى فى المدارس، وتم الاستقرار على تطبيقها على الثانوية العامة فقط، وتم تقسيم الحافز الرياضى إلى حافز عالمى، وعربى، ومحلى على حسب البطولة المشارك فيها الطالب". ربط المدارس بالنوادي والساحات وقال: "كي يتم تدريس التربية الرياضية كمادة أساسية في جميع المدارس لا بد من فتح جميع النوادى والساحات الرياضية، كى تستفيد منها المدارس غير المؤهلة لممارسة الرياضة". ونوه بأن ثقافة المجتمع المصرى تعتبر ممارسة الرياضة فى المدارس مضيعة للوقت، وسوف تؤثر على الطالب بالسلب، "الطالب رايح يتعلم ولا رايح يلعب". ومن جانبها قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان: "أؤيد بشدة دعوة الرئيس جعل مادة التربية الرياضية مادة أساسية، على أن يتم الاهتمام بها، حيث قامت بعض المدارس الحكومية بإلغاء الملاعب وحرمان الطلاب من ممارسة الأنشطة الرياضية واستغلالها بسبب الكثافة الطلابية". وطالبت نصر فى حديثها ل"التحرير"، المدارس بتوفير أماكن ملائمة لممارسة الأنشطة الرياضية والاهتمام بالمواهب الشابة فى مختلف الرياضيات، وفى حالة عدم توافر أماكن مناسبة يتم بالاشتراك في أقرب أندية أو مراكز شباب حتى لا تكون عائقاً في ممارسة الطلاب للرياضة. وأكدت أن ممارسة الرياضة غير مرتبطة بمرحلة عمرية محددة فهى أسلوب حياة، ويجب أن تكون موجودة بشكل مستمر في حياة الطلاب لكى يتمتعوا بصحة جيدة وأجساد سليمة. وتابعت نصر: "هناك الكثير من الأنشطة تم حذفها من المدارس خلال السنوات القليلة، من أجل الاستفادة بالحيز المكانى فى المدارس، مثل الأنشطة الفنية والثقافية، مما أثر بالسلب على الطلاب وتعلقهم بالمدرسة، وأصبحت مجرد مكان لقضاء الوقت بها". البرلمان يتحرك كان النائب سامى المشد، أمين سر لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، قد طالب بضرورة جعل مادة التربية الرياضية مادة أساسية، وأن يكون هناك دقة وصعوبة في اختباراتها، لتكون تحفيزاً للطلاب للاهتمام بالنشاط البدني، فالطالب الذي يمارس الرياضة تكون قدرته على الاستيعاب أفضل، كما أن الرياضة ستساعد على خلق جيل رياضى بعيد عن الأفكار المتطرفة والسلوكيات الخاطئة، وسوف تبني لنا قاعدة عريضة من الرياضيين القادرة على تغذية الأندية الرياضية الكبرى في مصر.