هدف الوجود الأمريكي غير الشرعي يتمثل في محاولة اللعب بالورقة الكردية، والسعي نحو تقسيم سوريا، بغض النظر عن التصريحات الرسمية التي تزعم الالتزام بوحدة أراضي سوريا أخذت حالة الهوس بشأن التقسيم بعدًا مختلفًا، بعد ثورات الربيع العربي، حتى وصلت أطروحات التقسيم في الأرض السورية لشكل مغاير بعد التدخل الأمريكي، وبعد تأسيس قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي توسعت في أماكن كبيرة بتغطية من طيران التحالف الدولي، رغم أن فكرة التقسيم ألغيت من القاموس السياسي منذ استقلال سوريا عن فرنسا، وبدأت الأرض العربية بمواجهة المشكلات، لكن الحديث عن فكرة التقسيم البلد العربي الإفريقي إلى فيدرالية عادت مجددًا للمشهد من خلال تصريحات الخارجية الروسية. أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الوجود غير القانوني للقوات الأمريكية في سوريا يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة. وقالت زاخاروفا "الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في سوريا تدعو لقلق متزايد"، مضيفة "يتواصل احتلال أمريكي غير شرعي لمنطقة وتابع: "لدى الرئيس، كقائد أعلى للقوات المسلحة ومدير سياساتنا الخارجية، خيارات مختلفة بشأن انخراط قواتنا.. تذكروا كيف كنا موجودين ليس في شمال العراق، بل فوقه خلال 13 عاما ضمن إطار عملية المراقبة الشمالية". كما رفض جيفري الاتهامات الموجهة إلى الولاياتالمتحدة من قبل روسيا بالسعي إلى تقسيم سوريا عن طريق دعم الحركات الكردية الانفصالية والرافضة للحوار مع الحكومة، قائلًا: إن "واشنطن متمسكة بوحدة الأراضي السورية ضمن حدودها الحالية". ونوه بالخيارات غير العسكرية لتقديم مصالح واشنطن في سوريا، بما في ذلك مبادرات دبلوماسية أطلقتها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع شركائها، وتشديد العقوبات ضد إيران. معهد واشنطن أكد في تقرير له ضرورة التوصل إلى تفاهم مع تركيا في الشمال، خاصة أن ذلك من شأنه السماح للولايات وحلفائها ببسط سيطرتهم على 40% من الأراضي السورية، بما فيهم القسم الأغنى بالموارد في البلاد. التقرير نوه بأن واشنطن تحاول اليوم تدارك الأمر مع الجانب التركي، الخيار الثاني بعد الكردي، خاصة بعدما عرضت فكرة العمل على إقامة مناطق أمنية لا ترى فيها تركيا ضمانة لأمنها القومي، بحسب باحثين أمريكيين متخصصين. وأوضح الباحثون أن واشنطن قد تبدو حاليا غير مهتمة بتقسيم سوريا، كما قال السفير الأمريكي السابق في تركياوالعراق دينيس روس، إلا أنها مقدمة للتقسيم على المدى الاستراتيجي. بينما يرى محللون أن هناك اتفاقا بين روسياوتركياوإيران وأمريكا، على تنفيذ مخطط تقسيم سوريا، وأن تحركات القوى الدولية على أرض سوريا، هي بداية لتنفيذ الاتفاق الرباعي لتقسيم سوريا، بحسب "تاس". وتقود الولاياتالمتحدة منذ أغسطس عام 2014، تحالفًا تشكل بزعم مقاتلة تنظيم "داعش" الإرهابي نفذ خلالها آلاف الطلعات الجوية وفشل في وقف تمدد التنظيم التكفيري وتحقيق أي نتائج على الأرض.