نائب: فرض غرامات على من يخالف إجراءات دفن الحيوانات.. خليل: شغل الإدارات البيطرية سم الكلاب وتركها في الشارع لجامع القمامة.. والمقدس: لا توجد مقابر للحيوانات نهائيًا عند نفوق كلب ما وإلقائه في أي من الطرقات، يدير كثيرون وجوههم مشمئزين من المشهد والرائحة، ولا مانع من صب الغضب وتوجيه السباب لمن اضطر لإلقاء كلبه في الطريق، بينما على النقيض هناك آخرون ترتجف قلوبهم من المشهد، ممنين النفس بإيجاد مكان مناسب لدفن الكلب بشكل يليق بروح مخلوق. من بين هؤلاء كان الشاب أشرف علاء، الذي فقد كلبه "جاك" من فصيلة "جيرمان" ألماني، واضطر في النهاية، بعد وفاته، إلى حمله ووضعه فى صندوق القمامة الموجود على ناصية الشارع، ليضع معه ذكريات سنتين من الصداقة والمحبة. ويصف أشرف كلبه "جاك" بأنه كان بمثابة الصديق الوفي له، ووصفه لم يكن مجرد كلام، حسب رأيه، وتوجد مبررات ساقها أشرف في حديثه ل"التحرير": لما تجيب "جرو" أو كلب حديث الولادة وتكبره يوم بعد يوم كأنه ابنك.. وبعد سنتين يموت.. أكيد هتزعل"، موجهًا حديثه لمحرر "التحرير": أنا مش عارف إنت مصدقني ولا لأ.. بس الكلب ويصف أشرف كلبه "جاك" بأنه كان بمثابة الصديق الوفي له، ووصفه لم يكن مجرد كلام، حسب رأيه، وتوجد مبررات ساقها أشرف في حديثه ل"التحرير": لما تجيب "جرو" أو كلب حديث الولادة وتكبره يوم بعد يوم كأنه ابنك.. وبعد سنتين يموت.. أكيد هتزعل"، موجهًا حديثه لمحرر "التحرير": أنا مش عارف إنت مصدقني ولا لأ.. بس الكلب ميت من 6 أشهر، وأنا زعلان عليه كأنه حد من عيلتي"، ورغم كل ما ذكره أشرف، فإنه عند موت الكلب، حمله إلى مقلب القمامة المجاور لمنزله، كون هذا هو ما في وسعه فعله. "يا ريت.. لو كنت أعرف كنت هادفنه هناك وأبقى أروح أزوره"، هكذا كان رد الشاب، في حالة ما إذا كان هناك مدفن خاص بالكلاب في مصر أو في محيط سكنه، متابعًا: "لو هادفع فلوس مش مشكلة بس تكون بسيطة.. وعلى الأقل الكلب بتاعي يدفن بدل ما أرميه في الزبالة". حديث أشرف ومعاناته لدفن كلبه، والتي توافقت مع رغبة الآلاف من مربي الكلاب، لإيجاد مكان يليق بأرواح خلقها الخالق عند الرحيل، لم يكن بعيدًا عن البرلمان التطرق له، ولكن بهدف حضاري وصحي أكثر منه إنسانيًا، حيث تقدم اللواء تادرس قلدس، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبد العال رئيس البرلمان، موجها إلى وزير البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، حول توفير مدافن مخصصة للحيوانات النافقة بالمحافظات المختلفة. تخصيص مدافن آمنة للحيوانات النافقة وأفاد قلدس بضرورة عمل مديريات الطب البيطري على تخصيص مدافن آمنة بكل مركز من المراكز بالأقاليم المختلفة، لتتعامل مع الحيوانات النافقة بدفنها؛ لتجنب أضرار السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها البعض، من إلقاء الحيوانات النافقة بأماكن تلحق ضررًا كبيرا بالإنسان والبيئة فيما بعد. وأوضح قلدس أنه في بعض الأحيان يقوم أصحاب الحيوانات بإلقائها في الشارع أو في الحدائق العامة بعد موتها، مما يؤدي إلى انتشار الفيروسات والميكروبات المؤدية للأمراض، أو بالترع ومجارى المياه العذبة المستخدمة في الري والشرب، رغم علمهم بأن هذه المياه تروى منها أراضيهم الزراعية التي يأكلون منها، وتأخذ منها محطات المياه المسئولة عن تنقية وتحليل المياه لضخها في أنابيب مياه الشرب للملايين، وتضر بالثروة السمكية، مُشيرًا إلى أن دفن الحيوانات النافقة في التربة الزراعية أو غير الزراعية له فوائد كبيرة، تزيد من خصوبة التربة. حقوق الحيوانات وهي حية أولًا وتابع: "عدد مدافن الحيوانات بالقاهرة والإسكندرية على سبيل المثال لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة"، مُطالبًا بتفويض إحدى الجمعيات المتخصصة برعاية الحيوان المشهرة بإنشاء وترخيص المدافن، ثم لجوء الدولة إلى فرض غرامات على من يخالف إجراءات دفن الحيوانات بما يشكل خطورة على الإنسان والبيئة. بدورها، عقبت الدكتورة منى خليل، نائب رئيس اتحاد جمعيات الرفق بالحيوان في مصر، بأنها تطالب عضو مجلس النواب، بأن يطالب بحقوق الحيوانات وهي حية أولًا، منوهة بأنه لا يوجد مدافن للحيونات في مصر، متابعة: "كان يوجد مدفن بنادي الجزيرة خاص بأعضاء النادي فقط لدفن الحيوانات الأليفة، والآن لم تكفي المساحة لدفن حيوانات أخرى، فتوقف الدفن". «الشعب» يُوقف الدفن "مستشفى الشعب الحكومية الذي كان يستقبل الكلاب النافقة أوقف استقبال الكلاب، وشغل الإدارات البيطرية، هو سم الكلاب، ويتركونها في الشارع، وجامع القمامة يجمعها ويرميها، وفي الريف تُسم الحيونات وتلقى في المصارف والترع، لتحلل تلك الحيوانات في مياه الري المستخدمة في أي من الشرب أو الزراعة، والختام أمراض كارثية"، تضيف خليل ل"التحرير". وفي السياق ذاته، قال شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، إن حالات النفوق التي يجدها جامعو القمامة في محيط عملهم بأرقام بسيطة لا تذكر، منوهًا بأنه في حالة وجود كلب صغير أو قطة، يقوم جامع القمامة برفعها ضمن القمامة، إلا أنه في حالة كان الحيوان كبير الحجم، على سبيل المثال، فيتركه العامل ولا يرفعه، لأنها ليست من اختصاص عمله. «لو خنزير مات بنوديه المقالب»
"شغلنا لم الزبالة بس"، هذا ما أضافه المقدس ل"التحرير"، لكنه لم يستبعد أن يقوم أحد جامعي القمامة برفع حيوان نافق خاص بأحد المواطنين، نظير مبلغ مالي "إكرامية" 5 أو 10 جنيهات، لرفع الحيوان النافق مع القمامة، متابعًا: "تضاف الحيوانات النافقة لنسبة ال20% من مواد القمامة غير القابلة للتدوير، وترسل تلك المواد للمقالب العمومية". نقيب الزبالين واصل حديثه بأن محيط القاهرة الكبرى يضم 4 مقالب كبرى عمومية، ومنها "شق الثعبان – 15 مايو – شبرا منت المسؤول عن قمامة الجيزة – ومقلب بلبيس المسؤول عن شرق القاهرة بالكامل"، وتلك المقالب التي يتم فيها التخلص من أي حيوانات نافقة، عبر عمل حفرة كبيرة وعميقة، وتردم بطبقة رمل وأخرى زبالة، حتى تدفن الحيوانات تمامًا، مجزمًا بعدم وجود مقابر للحيوانات نهائيًا، قائلًا: "لو خنزير مات بنوديه المقالب".
عدم وجود مدافن للحيوانات في مصر نهائيًا حديث شحاتة المقدس، أكده الدكتور حسن شفيق، نائب الهيئة العامة للخدمات البيطرية ورئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر السابق، بعدم وجود مدافن خاصة للحيوانات في مصر نهائيًا، ويتم التخلص منها عبر مقالب القمامة فقط. وفي سياق متصل، قال الدكتور أشرف إسماعيل، مدير مديرية الطب البيطري بالجيزة، إنه يتم دفن الحيوانات النافقة دفنًا آمنًا، في مدفن المحافظة بمنطقة شبرا منت بالجيزة، حيث تجمع كل الحيوانات النافقة في المقلب سالف الذكر. كيف يستطيع المواطن الإبلاغ عن حيوان نافق لديه؟ سؤال طرحته "التحرير" على مدير مديرية الطب البيطري، فأجاب المفترض أن يتواصل المواطن مع هيئة النظافة عبر أرقام التليفونات الخاصة بها لتحضر إلى منزله لتأخذ الحيوان النافق إلى المقلب، معللًا: بأن عربات النظافة تتحرك في عدة أماكن وإخطار هيئة النظافة بوجود حيوان نافق، لن يكلفهم سوى إبلاغ السيارة بالتحرك نحو منزل المبلغ لرفع الحيوان ليس أكثر. المشكلة في ثقافة الناس "هنعمل إيه المشكلة في ثقافة الناس"، هكذا برر إسماعيل إلقاء المواطنين الحيوانات النافقة في أماكن تجميع القمامة أو في الشارع، منوهًا بأنه على الرغم من إلقاء الحيوانات في الأماكن المخصصة للقمامة، يتم رفع تلك الحيوانات وتدفن في مدافن صحية وخاصة داخل مدفن المحافظة بشبرا منت على أعماق كبيرة.
«التحرير» تُبلغ عن كلب ميت ما صرح به رئيس الإدارة البيطرية بالطب البيطري، حول الإبلاغ عن الحيوانات النافقة لهيئة النظافة لرفع الحيوانات النافقة، دفع "التحرير" للاتصال بالخط الأرضى لمحافظة الجيزة، وإبلاغهم عن نفوق كلب في أحد شوارع منطقة أرض اللواء، ونرغب في دفنه، وبعد مرور قرابة الساعة تمكنا من التواصل مع موظف. في البداية أبلغت "التحرير" الموظف أن لدينا كلبا نريد أن ندفنه، ولم يُبدِ الموظف أي امتعاض أو رفض، ورد "العنوان فين.. علشان نبعتلك العربية"، وبعد إبلاغه بالعنوان، رد الموظف أن هذه المنطقة غير تابعة له، بل تتبع منطقة نظافة كرداسة وأبلغنا برقمها، متابعًا: "في حالة عدم الرد، علينا الاتصال بالخط الساخن لمحافظة الجيزة".