إنشاء أول بنك رقمي بمصر.. هل تختفي البنوك التقليدية؟

صراع شرس بين البنوك التقليدية ونظيرتها الرقمية، خاصة بعد استحواذ الرقمية على أعداد كبيرة من العملاء الجدد، بسبب انخفاض التكلفة وسعر الخدمة، وإتاحتها في كل وقت
أعلن بنك الإمارات دبي الوطني مصر، أنه يخوض مباحثات مع البنك المركزي، لتدشين أول بنك رقمي في مصر، تتم من خلاله جميع العمليات المصرفية باستخدام الهاتف المحمول عبر الإنترنت، على غرار بنك LIV الذي دشتنه المجموعة الأم في دبي. فما البنوك الرقمية؟ وما آلية عملها؟، وأي شريحة تستهدف؟، وهل النظام المصرفي المصري قادر على مواجهة كل التحديات الرقمية؟، ومراقبة جميع العمليات التي تتم وفق هذه التقنيات في كل بقعة في العالم لمواجهة شبح غسيل الأموال مجدية؟ أم ما زال أمامنا جهود في هذا الإطار؟.
مرحلة جديدة دخلها النشاط المصرفي، مع انتشار تأسيس البنوك الرقمية، التي تقدم كل خدماتها عبر الإنترنت والهواتف المحمولة الذكية. ويقول خبراء مصرفيون إن البنوك الرقمية ستكون تكاليف تشغيلها منخفضة جدا، تقدر أن تكون أرخص بحدود 30% بالمئة من تكاليف البنوك التقليدية. البنوك الرقمية هى مؤسسات بنكية تتيح لعملائها
مرحلة جديدة دخلها النشاط المصرفي، مع انتشار تأسيس البنوك الرقمية، التي تقدم كل خدماتها عبر الإنترنت والهواتف المحمولة الذكية.
ويقول خبراء مصرفيون إن البنوك الرقمية ستكون تكاليف تشغيلها منخفضة جدا، تقدر أن تكون أرخص بحدود 30% بالمئة من تكاليف البنوك التقليدية.
البنوك الرقمية
هى مؤسسات بنكية تتيح لعملائها إدارة وإنجاز حساباتهم، من خلال شبكة الإنترنت والهاتف المحمول من أى مكان وفى أى وقت، والانتقال إلى تقديم الخدمات المصرفية التقليدية عبر الإنترنت.
وتتيح البنوك أو المنصات الرقمية لعملائها إيداع وسحب وتحويل الأموال، وإدارة الحساب، وإمكانية الحصول على المنتجات المالية «قروض، بطاقات ائتمان، ربط ودائع، ودفع الفواتير»، بالإضافة إلى التحكم فى الحسابات، وتتميز بانخفاض تكاليف الخدمة بالقياس بالبنوك التقليدية، كما يمكن لعملائها طلب الخدمة فى أى وقت وطوال أيام الأسبوع.
مشكلات كثيرة
أكد وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أن عملية إنشاء بنوك رقمية تحتاج لبنية تكنولوجية مصرفية كبيرة جدا، تسمح لك بمتابعة ومراقبة كل الأعمال المصرفية التي تتم رقميا، من تحويلات مالية وسحب وإيداع الأموال إلكترونيا، كما أنك وقتها ستكون مُطالبا بضرورة الوجود إلكترونيا في كل مكان في العالم، موضحًا أننا ما زال أمامنا وقت كي نكون مستعدين لهذه الخطوة.
وأضاف النحاس في تصريحات خاصة ل«التحرير»، أنه في الوقت الذي لم يتم فيه تعميم التوقيعات الإلكترونية، ووجود بعض المشكلات بها، نجد أن العالم مُهدد في عام 2020، بسيطرة «الهاكر» على القطاع المصرفي، وهو ما اضطرت معه الولايات المتحدة إلى شراء أنظمة برامجية شديدة التعقيد -سوفت وير-، لمواجهة الخطر التوقع.
ويعتقد الخبير الاقتصادي، أننا لن نستطيع فرض سيطرة كاملة على كل العمليات الرقمية، رغم الضوابط الشديدة والصارمة التي يفرضها البنك المركزي، وهي التي حمت مصر من مخاطر كثيرة خاصة في قضية غسيل الأموال، لأننا لسنا جاهزين بشكل كامل لخوض هذه التجربة الآن، بسبب وجود بعض العراقيل يجب حلها أولا قبل الدخول في هذا المعترك.
واختتم: «يجب ألا ننسى أن الإمارات لديها مشكلة في قضية تحويلات الأموال المغسولة، الأمر الذي جعل عددا من الدول تحذر من تحويل تلك الأموال».
اقرأ ايضًا اجتماع طارئ ل«الاقتصاد الرقمي» بسبب الدولار الجمركي
البنك المركزي والشمول المالي
في المقابل ترى الدكتورة شيماء عمارة، خبيرة الاقتصاد وتقييم المشروعات، أن البنك الرقمي سيكون دفعة للتوجه نحو إصدار العملة الرقمية في مصر، وسيسهل من التجارة مع المتعاملين مع هذا البنك، ويكون نموذجا يمكن أن تحتذيه البنوك العاملة في مصر والتي يصل عددها إلى 44 بنكا، وهو الأمر الذي سينعكس بدوره على تحفيز عملية الشمول المالي.
وأضافت ل«التحرير»، أنه إذا تمت الموافقة على إنشاء البنك المركزي، فمن الضروري أن يكون البنك المركزي قد أخذ كل الإجراءات لحماية النظام المصرفي والسياسة النقدية التي تتبعها الدولة، مشيرة إلى أن قرار إنشاء مثل هذه البنوك لا يكون وليد اللحظة.
"المركزي": خطوات كبيرة للتحول إلى مجتمع غير نقدي
وقالت مي أبو النجا، وكيلة محافظ البنك المركزي للرقابة والإشراف على البنوك وقطاع مكتب المحافظ، إنه يتم اتخاذ خطوات جدية نحو التحول إلى مجتمع غير نقدي، ويعتمد البنك المركزي على نشر استخدام الخدمات المالية الرقمية كأحد أهم ركائزه للوصول للشمول المالي من خلال استغلال نسبة انتشار الهواتف المحمولة على مستوى الدولة التي بلغت حاليا 112% لاستقطاب الفئة غير المستخدمة للخدمات المالية حيث يمكن لجميع أفراد المجتمع، وبخاصة محدودو الدخل والشباب وسكان المناطق النائية الحصول على الخدمات المصرفية بسرعة وبأقل تكلفة على مدار الساعة من خلال الهاتف المحمول.
وأضافت في تصريحات لها، أن البنك المركزي قد أبدى اهتماما بترسيخ مبدأ التحول لمجتمع غير نقدي، وتحفيزا لانتشار الخدمات المصرفية الرقمية، حيث أصدر في نوفمبر 2016 الإصدار الجديد للقواعد المنظمة لخدمات الدفع باستخدام الهاتف المحمول والتي تمثل الحزمة المتكاملة الجديدة من القواعد والإجراءات خطوة إيجابية نحو التوسع في استخدام خدمات الدفع من خلال الهاتف المحمول كما تمثل توجها جديدا من نوعه في القطاع المصرفي وخطوة أخرى نحو تحقيق المزيد من الشمول المالي.
كما أصدر قواعد مبسطة للتعرف على العملاء وأتاحت التعليمات والقواعد الجديدة استخدام البنوك للوكلاء فى العديد من الخدمات أهمها تقديم إجراءات التعرف على الهوية مثل فروع شركات التمويل متناهي الصغر والجمعيات الأهلية المانحة لذات النوع من التمويل فضلا عن تفعيل خدمة التشغيل البيني وهو ما انعكس على النمو السنوى لعدد حسابات الهاتف المحمول بالخدمة، حيث وصل عدد الحسابات إلى 8 ملايين حساب بمعدل نمو 65% بنهاية مايو 2017 مقارنة بمايو 2016.
يذكر أن معدل انتشار الخدمات المصرفية داخل مصر، يتراوح بين 10 و30% من إجمالى عدد العملاء الذين يتمتعون بالوصول الكامل لتلك الخدمات، بينما يصل عدد المالكين لحسابات مصرفية فى مصر إلى نحو 10% فقط، وفقًا لتصريحات هشام عز العرب رئيس مجلس إدارة البنك التجارى الدولى.
منصة LIV
أعلن بنك «الإمارات دبي الوطني» إطلاق منصة «Liv» للخدمات المصرفية الرقمية، في فبراير من العام الماضي -2017-، لتوفير تجربة رقمية لجيل جديد من العملاء، وتمكينهم في حياتهم اليومية، وتحديد ومواكبة احتياجاتهم الفردية، بالإضافة إلى توفير منصة مصرفية بسيطة وسهلة الاستخدام.
وقال عبد الله قاسم الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، إن منصة الخدمات المصرفية الرقمية التابعة لبنك الإمارات دبي الوطني «ليف» «liv»، التي دخلت عامها الثاني، تستقطب 10 آلاف حساب مصرفي كل شهر، 84% منها حسابات جديدة لعملاء جدد، مضيفًا أن 85% من عملاء المنصة الرقمية هم من جيل الألفية (في مرحلة عمرية من 18 إلى 36 عاما).
ويتيح التطبيق المحمول Liv، للعملاء إمكانية فتح حساب مصرفي بمنتهى السهولة بمجرد إجراء مسح لبطاقة الهوية الخاصة بهم، حيث يصبح بإمكانهم بعدها إيداع الأموال في حساباتهم مباشرة، باستخدام أي بطاقة خصم مصرفية يحملونها، وبهذا يمكنهم إجراء التعاملات المالية الروتينية مثل تحويل الأموال محليا وسداد الفواتير دون دفع أي رسوم.
ويمكن للعملاء الحصول على بطاقة خصم Liv، التي تمكنهم من إجراء عمليات السحب من أجهزة الصراف الآلي والشراء من أي منفذ أو موقع إلكتروني، وتم تصميم المنصة الجديدة لتعمل من خلال الهاتف المحمول.
ويتيح التطبيق الإماراتي ميزة «Today» التي تزود العملاء بمحتوى يومي حول أبرز الأخبار والمستجدات، وعروض مختارة من مطاعمهم المفضلة في مختلف أوقات اليوم، وكذلك مؤشر اللياقة البدنية لإدارة نظامهم الغذائي والصحي بصورة أفضل، وتزويد العملاء بلمحة سريعة حول أنشطة الحياة العصرية وتجاربهم المفضلة، سواء كانت حفلات موسيقية حضروها أو مغامرات ممتعة قاموا بها أو غير ذلك.