تعرضت لصدمة شديدة بعدما توفي نجلي بسبب عدم قدرتي على توفير نفقات مصاريفه وشراء ملابسه مثل باقي زملائه في المدرسة.. ولظروف خاصة أقدم على الانتحار كونك بطلا ولا تشعر بقيمتك داخل وطنك شيء صعب قد يتسبب في أن تعيش حياة بائسة مليئة بالحسرة والألم، لأنك لم تتصور للحظة واحدة أن يكون هذا هو جزاء ما قدمته من إنجازات رياضية للأندية التي لعبت باسمها أو لبلدك الذي رفعت علمه في المحافل الدولية.. الكثيرون من أبطال الألعاب الفردية لم يجدوا الدعم الذي يستحقونه عكس ما يحصل عليه نجوم الكرة، وربما يؤدي بهم الطريق في نهاية المطاف إلى خيارين كلاهما مر، أن يبيع وطنيته ويوافق على التجنيس واللعب باسم أي دولة أخرى، أو يصل به الحال إلى العمل في أي مهنة أخرى أملًا في أن يوفر لنفسه حياة كريمة. هذا هو حال سيد عواد، بطل مصر وإفريقيا والعرب في الكاراتيه، الذي لم يكن يعلم نهايته قبل أن يبدأ رحلة الكفاح للوصول إلى حلمه الذي بدأه عندما شاهد فيلم «الرأس الكبيرة» الشهير للبطل العالمي «بروس لي»، فقد كان يحلم باليوم الذي يرفع فيه علم مصر فى كل المحافل، من خلال لعبته الفردية هذا هو حال سيد عواد، بطل مصر وإفريقيا والعرب في الكاراتيه، الذي لم يكن يعلم نهايته قبل أن يبدأ رحلة الكفاح للوصول إلى حلمه الذي بدأه عندما شاهد فيلم «الرأس الكبيرة» الشهير للبطل العالمي «بروس لي»، فقد كان يحلم باليوم الذي يرفع فيه علم مصر فى كل المحافل، من خلال لعبته الفردية التي حقق فيها الكثير من البطولات العالمية. بعد حصوله على العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وشهادات التكريم، انتهى به المطاف إلى العمل في محل كشري كي يستطيع الصرف على أسرته التي تعيش حياة صعبة وتعاني من عدم القدرة على توفير ما يحتاجونه لأبسط حقوقهم في الحياة وعلى رأسها توفير قوت يومهم ومصاريف تعليمهم وملابسهم بعد تجاهل المسئولين عن الرياضة له كبطل مصري يستحق التكريم. «التحرير» استضافت البطل المصري «سيد عواد» في مقرها، وحضر إلينا من مدينة طنطا وفي يده حقيبة جمع فيها الميداليات العديدة التي حصدها في البطولات التي توج بها ورفع فيها اسم مصر عاليًا، وشهادات التكريم التي حصل عليها إلا أنها لم تكن كافية لكي ينظر له المسئولون عن الرياضة في مصر بعين الاعتبار. البداية والبطولات "بدأت رحلتي مع الكاراتيه في العاشرة من عمري، عندما شاهدت فيلم الرأس الكبيرة للنجم العالمى بروس لي، في سينما الجمهورية بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وقتها أعجبتني اللعبة وبدأت رحلة البحث عن ناد أنضم إليه وبالفعل لعبت في نادي السكة الحديد بطنطا وبدأ مشواري مع اللعبة". "في عام 1990 شاركت في بطولة الجمهورية، وتأهلت لبطولة إفريقيا التي أقيمت في القاهرة، وبعدها بعام لعبت في بطولة ألمانيا الدولية، وحصلت فيها على الميدالية الذهبية، ثم برونزية الدورة الإفريقية، وفي الدورة العربية بسوريا عام 1992 حصلت على ميداليتين ذهبيتين فردي وجماعي، والمركز الأول في البطولة". ثم "شاركت في بطولة البحر الأبيض المتوسط في تركيا وفزت بالميدالية البرونزية، بعدها حصلت على المركز الأول في بطولة إيطاليا الدولية، وفي دورة البحر الأبيض المتوسط عام 93 والتي أقيمت في فرنسا حصلت على المركز الثاني، وحصلت على بطولة العالم فى إسبانيا، والمركز الأول في بطولة لبنان عام 97، وبطولة المملكة المغربية، بعدها انتهت مسيرتي كلاعب، وحصلت على دورة تدريبية بدرجة امتياز". - مواجهة اللاعب الإسرائيلي يحكي سيد عواد: "من أهم المحطات في حياتي كلاعب، بطولة البحر الأبيض المتوسط عام 1993، التي أقيمت في تركيا، وكانت بالنسبة لي محطة خاصة جدا وربما تكون الأهم عندما قابلت أحد اللاعبين الإسرائيليين في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. يومها شعرت أنها ليست مباراة عادية أو مواجهة مثل المواجهات التي شاركت فيها من قبل، فقد كانت معركة حربية، وحسمتها باكتساح لصالحي، وحققت الميدالية البرونزية، وأثناء المباراة شعرت أنني على جبهة القتال وعلىَّ أن أواجه العدو بكل ما أوتيت من قوة، لأن أي خسارة لم تكن ستمر مرور الكرام ووصمة عار في تاريخي في الكاراتيه والحمد لله ربنا أكرمني وقدمت مباراة رائعة". - التكريم كلاعب "أول تكريم حصلت عليه كان عام 1991، على يد الدكتور عبد المنعم عمارة، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وبعدها تم تكريمي من الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء 1997، ورغم كل ذلك لم أتمكن من الحصول على فرصة عمل واحدة تليق بما حققته لمصر مثل أي لاعب كرة قدم، ويكفي أنني لعبت في أكثر من نادٍ بعد السكة الحديد بطنطا، حيث انتقلت بعدها إلى نادي هليوليدو، ثم نادي الزهور وأخيرًا نادي الجيش". - التدريب "بعد أن أنهيت مسيرتي كلاعب في نادي الجيش، اتجهت للتدريب وكانت البداية مع النادي الذي نشأت فيه وهو السكة الحديد بطنطا، وكنت أتقاضى 130 جنيهًا راتبا شهريا، بعدها اتجهت لنادي الزهور بالقاهرة، وحصلت على 150 جنيهًا راتبا شهريا، لكن بسبب الأحوال المادية وظروف الحياة تركت التدريب، واتجهت إلى العمل الخاص". - صدمة ويأس "تعرضت لصدمة شديدة بعدما توفي نجلي صاحب ال17 عامًا، بسبب عدم قدرتي على توفير نفقات مصاريفه وهو في مرحلة الثانوية العامة التي كان يحتاج فيها لبعض الدروس الخصوصية، وشراء الملابس مثل باقي زملائه في المدرسة، ولظروف خاصة أقدم على الانتحار". بعدها "بدأت أشعر بالياس يتملكني وبدأت أخاف أكثر على باقي أولادي وتيقنت من أنني ضيعت عمري في لعبة الكاراتيه، ولم يساعدني أو يساندني أحد على الإطلاق من مسئولي اللعبة، وبعدما أغلقت كل الطرق أمامي واسودت الدنيا في وجهي، لجأت للكثير من المسؤولين ولم يستجب أحد لشكواي، أو يسمع ندائي وصرختي لدرجة أنني أرسلت تلغرافًا إلى وزارة الشباب والرياضة في فترة الوزير طاهر أبو زيد، لكن لم يرد علي أحد، وتكرر الأمر في عهد خالد عبد العزيز وكالعادة لم يهتم أحد بي". ولم أجد أمامي مفرًّا إلا اللجوء إلى نقابة المهن الرياضية للحصول على معاش يساعدني على توفير حياة كريمة لأسرتي، والحقيقة أن النقابة هي الوحيدة التي اهتمت لكن كان الرد عليَّ من النقابة أنني لا أستحق معاشا إلا بعد أن أتجاوز الخمسين عامًا". - عامل في محل كشري "بعد أن تخلى عني الجميع، لم أجد أمامي إلا العمل الخاص، حيث عدت للعمل كعامل كشري في أحد المحلات، وبصراحة كنت أعمل منذ الصغر على فترات وطبعًا الشغل مش عيب ولا حرام وشرف لي العمل في أي عمل شريف أوفر منه مصاريف بيتي، وأصرف على ابني وابنتي خوفًا من تكرار مصير ابني الذي توفي". "وبمرور الوقت بدأت أشعر بأهمية أن يصل صوتي مجددا للمسؤولين، ولعبت الصدفة دورًا في ذلك حيث وصل صوتي إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة الحالي الذي تواصل معي وحدد لي موعدا لمقابلته". "وفي الموعد المحدد توجهت إلى مكتب الوزير وكنت أخشى أن يتكرر معى مشهد التجاهل الذي حدث من قبل من وزراء الرياضة السابقين، وخلال الجلسة فوجئت به يطلب مني الأوراق اللازمة لتعييني في النادي الأهلي بعدما تواصل مع الدكتور مراد عاصم رئيس جهاز الكاراتيه بالقلعة الحمراء للعمل هناك مدربًا". وعندما شعرت باهتمامه وصلني إحساس بأن المولى عز وجل جعله سببًا لكي أستعيد جزءًا من حقوقي التي ضاعت في السنوات الماضية، لذا لم أستطع أن أخفي عليه ظروف إقامتي أنا وأسرتي في شقة إيجار جديد ولم أسدد الإيجار منذ 5 أشهر فطلب مني أن أتقدم بالأوراق التي تثبت عدم امتلاكي شقة، لكي توفر لي الوزارة شقة من شقق الإسكان الاجتماعي التي توفرها الدولة للمواطنين". "والحقيقة أنني منذ مقابلة الوزير بدأت أشعر بالأمل من جديد في أن تستقر أحوالي وأستطيع توفير حياة كريمة لأسرتي في المرحلة المقبلة، وأتمنى أن تسير الأمور بشكل أفضل وأن أكون عند حسن ظن أبنائي بي، لأنهم عندما كانوا يشاهدون الميداليات التي حصدتها لا يصدقون أنني أتعرض لهذا التجاهل إلا أنني أشعر بأن الخير قادم بإذن الله".