تمنيت لقاء الرئيس بعد الحصول على الميدالية الفضية لكن وزارة الشباب والاتحاد خذلانى أطالب رجال الأعمال بدعم شباب الألعاب الفردية للحصول على الميداليات الذهبية بدأت مشوارى وعمرى 3 سنوات ونصف.. وعائلتى الرياضية ساعدتنى على التفوق حلم وقوة وطموح.. صفات لا تعبر إلا عن جزء بسيط من هذه الشابة، صاحبة الروح الجميلة، المبتسمة، المتفائلة، القوية، الصلبة، إنها سارة عاصم بطلة مصر فى لعبة «الكاراتيه» أو «الكاتا»، التى قضت حياتها كلها فى هذه اللعبة، وسط التمرينات والمسابقات والبطولات والميداليات. فى الثلاثين من عمرها، لكن ملامحها طفولية، إلا أن الإصرار والقوة يحتلان وجهها الطفولى فى الملعب، حيث الرغبة فى الانتصار والاشتياق إلى الميدالية الذهبية. «الصباح» حاورت «سارة»، التى أكدت أنها تعمل من أجل الميدالية الذهبية، ولا تنتظر أى مقابل من الدولة، خاصة فى ظل عدم الاهتمام الذى لاقته خلال مسيرتها التى وصلت إلى 27 عامًا، مضيفة أن أسرتها الرياضية كانت السبب الرئيسى فى نجاحها وتفوقها، خاصة والدتها، مشددة على ضرورة دعم الألعاب الرياضية كباقى الرياضات. وأشارت إلى أن الدكتور أحمد بهجت رجل الأعمال، وصاحب مجموعة بهجت، تبناها منذ أن كان عمرها 12 عامًا، بعد قراءتها إعلانًا يطلب فيه «بهجت» تبنى لاعب رياضة فردية، حيث تقدمت كغيرها من الرياضيين، واختارها رجل الأعمال، ومنذ هذا الوقت لم يتوقف عن تقديم الدعم المستمر.. وإلى الحوار.. * فى البداية.. كيف بدأت رحلتك فى ممارسة لعبة «الكاتا»؟ - كان عندى 3 سنوات ونصف، وبدأت فى لعب عدة ألعاب لكنى تميزت فى هذه اللعبة، ورأى الكثير فىَّ موهبة لابد من الاهتمام بها، لكننى لم أكن أعى أن تلك اللعبة التى كانت مجرد لهو ومرح بالنسبة لى، ستشكل حياتى كلها فيما بعد. * ومن الشخص الأكثر تأثيرًا بالنسبة لكى فى مسيرتك؟ - كانت والدتى الأكثر اهتمامًا بى فى أداء التمارين والمشاركة فى المسابقات، بالإضافة إلى أن عائلتى كلها رياضية، لذلك كانت هناك رعاية واهتمام، خاصة من والدتى منذ صغرى، حيث كانت تواظب على حضور التمارين ومتابعتى وتشجيعى والوقوف إلى جانبى فى كل أزمة أو بطولة أو مباراة. * وما هى أولى البطولات التى شاركتى فيها خلال مسيرتك؟ - أول بطولة شاركت فيها كانت بطولة القاهرة، وتقريبًا عمرى وقتها كان 6 سنوات، نجحت وقتها فى الحصول على المركز الخامس، وكانت هذه هى المحطة الأولى لى فى مشوارى ومشاركتى فى بطولات محلية وقارية وعالمية، وعندما بلغت 8 سنوات حصلت على المركز الأول فى بطولة الجمهورية، وهو ما كان يمثل إنجازًا كبيرًا بالنسبة لى ولعائلتى، خاصة والدتى، وبعدها شاركت فى أول بطولة عالمية وكانت بطولة العالم للناشئين عام 2005، والتى أقيمت فى قبرص وحصلت على الميدالية البرونزية، لأصبح أول فتاة تحصل على برونزية ببطولة عالم فى تاريخ إفريقيا والعرب ومصر. وحصلت أيضًا على برونزية بطولة العالم التى أقيمت بتركيا عام 2007، ثم فى 2013 حصلت على أول عالم فى مجموعة بطولات تسمى (بريميرليج)، وفى 2016 حصلت على فضية بطولة العالم. * وما أقرب تلك البطولات إليك؟ - أعز تلك البطولات وأكبرها كانت حصولى على وصيف بطلة العالم فى عام 2016، وهو ما يعد إنجازًا جديدًا غير مسبوق لأى مشارك عربى أو أفريقى، وما زلت أطمح إلى المزيد، وأيضًا حصلت على ثالث عالم ناشئين وثالث عالم شباب. * هل يمكن سرد تفاصيل مشاركتك فى بطولة العالم 2016 ووصولك إلى المباراة النهائية؟ - كانت أيام صعبة، يستحوذ علىَّ فيها الإصرار والقوة والكفاح، كنت بين خيارين، الخيار الأول كان الأسهل ويتيح لى ضمان الحصول على المركز الثالث فى بطولة العالم 2016، بينما الخيار الثانى كان به جانب كبير من المخاطرة، وهو الدخول فى مباراة مع اللاعبة الإيطالية واجتيازها للعب النهائى مع اللاعبة اليابانية، وهو ما كان خطرًا كبيرًا حسب نصيحة جميع من حولى، لكنى اخترت الخيار الأصعب. * وما أبرز موقف تعرضتى له فى المباريات التى شاركتى فيها أو التمرينات؟ - الموقف الأصعب الذى تعرضت له كان نهائيات بطولة العالم للكاتا 2016، والاختيار بين الأسهل والأصعب، وأخذى قرار بأن أسلك الطريق الصعب، ولعب «الكاتا» القوية، وعدم اختيار طريقة لعب «كاتا» ضعيفة والتى تعطينى الحق فى اللعب مباراة أخرى على المركزين الثالث أو الخامس، حيث عزمت على الفوز وواجهت اللاعبة الإيطالية، ونجحت فى الفوز عليها، ثم وصلت إلى المباراة النهائية وواجهت اللاعبة اليابانية، لكنى خسرت أمامها، بسبب تفوقهم الشديد فى هذه اللعبة وأنها شىء طبيعى بالنسبة لهم، لكننا نتدرب عليها ونتعلمها، لكن حصولى على فضية بطولة العالم تعد الإنجاز الأول للعرب وأفريقيا، ورغم أننى ليس لى أى تفاعل بعد أى مباراة، إلا أن مباراة بطولة العالم، كنت أصرخ وأبكى، فهو الإنجاز الذى أتمرن وأجهز له فى مسيرتى طوال ال 26 عامًا. * وماذا عن دعم وتشجيع مسئولى الاتحاد فى مصر؟ للأسف لا يوجد أى اهتمام طوال الفترة الماضية، خاصة أن وزارة الشباب والرياضة هى المسئولة عن التكريم، لكن لا يوجد أى تكريم بعد العودة بالميداليات، لم يصل لنا أى تكريم من قبل المسئولين، كنت أتمنى أن نلتقى سيادة الرئيس ويكرمنا بعد حصولى على فضية العالم، لكن المسئولين لم يوصلوا له هذه المعلومات، لكن هناك تغيير كبير فى اتحاد الكاراتيه الحالى برئاسة محمد الدهراوى، وهناك اهتمام واضح وتغيير شامل، وكذلك هناك اتجاه فى الوزارة نحو الأفضل. * وماذا عن حصادك ذهبية بطولة أفريقيا منذ أيام؟ - أنا سعيدة جدًا بحصولى على ذهبية بطولة أفريقيا «كاتا» التى أُقيمت بدولة روندا، خاصة بعد نجاحى على بطلة المغرب فى المباراة النهائية التى شهدت منافسة شديدة، وأطمح بقوة فى تحقيق ميدالية أولمبية فى دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، فذهبية رواندا ستعطينى نقاطًا فى الترتيب للتأهل إلى الدورة الأولمبية. وأهدى ذهبية أفريقيا إلى روح والدى، وكذلك والدتى التى تقف بجانبى فى جميع البطولات، وبالفعل أعمل بجهد خلال الفترة الحالية استعدادًا للبطولات المقبلة من أجل مواصلة الفوز بالبطولات القارية والدولية. * هل تعتقدى أن الألعاب الرياضية الفردية «مظلومة» ولم تأخد حقها؟ - بالفعل.. الألعاب الفردية تلقى إهمالًا وتجاهلًا كبيرين من قبل الجميع، فالبطل فى مصر لابد أن يحفر فى الصخر، ففى الخارج يكون للاعب مسكن ومكان للتمرين وراتب شهرى، للتفرغ إلى التمرين فقط، وتهيئته لتحقيق الفوز من خلال مناخ مناسب يوفر راحة نفسية وهدوء للاعبين، لكن فى مصر فأصحاب الألعاب الفردية يعملون 8 ساعات، وفى نهاية اليوم يذهبون للتمرين. * وماذا عن المعوقات التى واجهتيها خلال مسيرتك الرياضية؟ - هناك العديد من المعوقات التى واجهتها، على رأسها عدم التفرغ للتمرينات، والتعرض للضغوط فى العمل، إضافة إلى التمرينات، على خلاف ما يحدث فى الخارج، من اهتمام بلاعبات المنتخب وتوفير مسكن ومكان للتمرينات وراتب شهرى. * وما رسالتك للشباب والدولة؟ - رسالتى للشباب، ولكل من أعطى الله له موهبة معينة فى الألعاب الرياضية سواء كاراتيه أو إسكواش أو تنس، أن ينمى هذه الموهبة، وعلى الأهالى أن يبقوا خلف أطفالهم لتنمية مهاراتهم ودعمهم فى الرياضة الموهوبين فيها، وكذلك على المسئولين الاهتمام بهم ورعايتهم لحصد البطولات، ورسالة أخرى للشباب: «ما تحبطوش، اشتغلوا واتعبوا واستغلوا أقل الإمكانيات، وتحلوا بالجد والصبر، وربنا هيكرمكم». ورسالة أخرى للمسئولين وهى دعم الألعاب الفردية، وإعطائها حقها كباقى الألعاب، خاصة الألعاب الجماعية، مثل كرة القدم، وتشجيع الشباب للحصول على الميداليات الذهبية والمشاركة فى الأوليمبياد. * وما هى لعبة «الكاتا»؟ - هى سلسلة من الحركات المتتابعة المدروسة من هجوم ودفاع ضد خصوم وهميين من اتجاهات مختلفة، وتعتبر من التمارين والتدريبات المهمة للمحافظة على مستوى اللاعب، وحكام اللعبة يحسبون عدد النقاط وفقًا لمعايير كثيرة، منها: طريقة اللعب، والوقفات بزاوية معينة، والسرعة، والكاريزما. * بعد مشاهدة مباريات لك يتضح اختلاف شخصيتك فى الملعب عن خارجه؟ - أمتلك شخصيتين فى حياتى، الأولى خارج الملعب فأصبح بنت عادية جدًا لكن فى الملعب أستحضر شخصية ثانية، وأمتلك طاقة غير طبيعية، خاصة أن لدى القدرة على تحويل الطاقة السلبية لإيجابية، وأكون عصبية وقوية بطريقة غير طبيعية فى الملعب عن خارجه، ومن يرانى فى الشارع لا يتخيل أننى لاعبة «كاراتيه». * هل تعرضتى للتحرش فى الشارع من أحد الشباب فى السابق؟ - فى الحقيقة أنا لم أتعرض فى السابق للتحرش، لكن هناك العديد من زميلاتى لاعبات «الكاراتيه» تعرضن للتحرش من قبل شباب، وكانت ردة فعل إحداهن هى ضرب هذا الشباب، وزميلة أخرى واجهت الموقف أيضًا بالدفاع عن نفسها بما تعلمته من ألعاب «الكاراتيه» لكن المواطنين نجحوا فى تهريب الشاب. * حال تعرضك للتحرش.. ما رد فعلك المتوقع؟ - أكيد سيكون رد فعلى هو الدفاع عن نفسى، واستخدام ما تعلمته لمواجهة هذا التعدى، لكن على الرغم من ذلك لم يسبق استخدامى لمهاراتى فى «الكاتا» فى الشارع أو خارج ميدان المباراة. * وماذا عن دعم الدكتور أحمد بهجت لك وقصة تبنيه؟ - أنا أشكر الدكتور على وقوفه بجانبى، وأعتبره أبى الثانى، وأتمنى أن يكون بمصر شخصيات مثله، ليجد اللاعبين من يهتم بهم، وأنا أعتبر نفسى محظوظة لأن الله كرمنى بالدكتور بهجت، حيث بدأ اهتمامه بى منذ أن قرأت والدتى إعلانًا فى الجرائد، يطلب فيه الدكتور بهجت لاعبين رياضيين شباب لألعاب فردية، للاختيار من بينهم وتبنى ورعاية أحدهم فى مسيرته، وبالفعل كنت من ضمن المتقدمين. قابلت الدكتور أنا ولاعب شاب لرياضة أخرى، كان عمرى وقتها 12 عامًا، لكن اختياره وقع علىَّ دون غيرى، وقال إنه يريد لاعبًا فى مقتبل عمره لرعايته، قابلنى بسعة صدر وحب وأشعرنى بأنه والدى، ولم يقصر يومًا معى. وأطالب رجال الأعمال فى مصر بالاهتمام بالرياضات الفردية، وأن يكون هناك تكاتف بين عدد من رجال الأعمال لتبنى 3 أو 4 لاعبين من المنتخب استعدادًا للأولمبياد أو بطولات العالم، خاصة أن الرياضات الجماعية تأخذ حقها بصورة كبيرة.
«بهجت» يكشف عن سر حبه للرياضات الفردية.. ويؤكد: هدفنا الحصول على ميداليات ذهبية نأمل أن تكون سارة عاصم «أيقونة» الرياضة الفردية فى مصر.. وسنظل ندعمها لآخر مسيرتها
أكد الدكتور أحمد بهجت، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات بهجت، أن الألعاب الفردية هى الطريق الأسهل والأسرع للحصول على الميداليات الذهبية، موضحًا أن تجربة الألعاب الجماعية لم تنجح، وهو ما ظهر خلال مشاركة مصر فى بطولة كأس العالم لكرة القدم. وشدد «بهجت» فى حوار ل«الصباح»، على دعمه للاعبة سارة عاصم بطلة مصر فى لعبة «الكاتا» حتى نهاية مشوارها، معبرًا عن سعادته بما وصلت إليه فى تحقيق فضية بطولة العالم، مشيرًا إلى وجود تجاهل من الدولة والجماهير للألعاب الفردية لحساب كرة القدم.. وإلى نص الحوار... * فى البداية.. كيف ترى اهتمام الدولة والجماهير بالألعاب الفردية؟ - الألعاب الفردية لا يتحدث عنها الكثير، فلعبة كرة القدم تحصد أكثر الاهتمام من الجماهير، وكذلك الدولة، لكننا نريد أيضًا أن تكون لنا ميداليات ذهب فى العالم، وهذا يأتى أكثر من الألعاب الفردية، لأنه من الصعب الحصول عليها من الألعاب الجماعية، فمن النادر أن نجد فرقة عدد أعضائها خمسة أو عشرة أفراد يكون بينهم تعاون قوى فهذا لا يحدث، ويكون هناك نوع من التراخى فى البطولات. * وكيف ترى اللاعبة سارة عاصم كبطلة لعبة فردية؟ - كون أن هناك واحدة شاطرة وناجحة، فمن المفترض أن توفر لها الدولة نظامًا كاملًا يوفر لها القدرة على التركيز فى المنافسة، والحصول على ميدالية ذهبية وجميعنا يسعى إلى ذلك، لكن الاهتمام عادة يكون أكثر فى الألعاب الجماعية. * وكيف قدمت دعمك لها خلال ما يقرب من 18 عامًا؟ - أنا أساعد على قدر ما أستطيع، وأنا لا أستطيع أن أقوم بكل شىء، وساعدت سابقًا فى ألعاب القوى، لكنى فوجئت أن اللاعب أخذ منشطات فحرم من البطولة، للأسف هناك ثقافة غير صحيحة فى مصر، وهى أخذ منشطات للتقوية غير مسموح بها عالميًا، وينتهى الأمر إلى إجراء اختبارات وفحوص تعاطى منشطات، والانتهاء بفصل اللاعب من البطولة بعد اكتشاف تعاطيه منشطات. ونأمل أن تكون سارة «أيقونة» فى الرياضة، وأن تستمر فى حصد الجوائز، خاصة فى بطولة العالم هذا العام، وسنضع خطة وندعم سارة حتى تحصل على الميدالية الذهبية فى البطولة، لتحافظ على ترتيبها العالمى. * وكيف ترى التجربة المصرية فى الأولمبياد؟ - الحقيقة الحال سيئ جدًا فى مشاركتنا بالأولمبياد، ففريق المنتخب المصرى لكرة القدم، كان لديه الفرصة والأمل لتحقيق نجاح فى هذه البطولة المهمة، ولكنها لم تنجح، وأنا شعرت بالحزن من خسارتنا فى الدور الأول من البطولة. المشكلة أن هناك لاعبًا مثل محمد صلاح لاعب ليفربول فى المنتخب كلاعب محترف، لكن من الصعب أن ينجح بمفرده فى تحقيق الفوز، فكل المنتخبات الأخرى فى بطولة كأس العالم لديها قوة تقرب من 7 أو 8 لاعبين، مثل كرواتيا التى حققت نجاحًا كبيرًا ووصلت إلى النهائيات، وكذلك روسيا لعبت بشكل قوى. حزنت بخسارة المنتخب المصرى، وكنت أتمنى أن يحقق نتيجة أفضل من ذلك، وما ندعو إليه هو الاهتمام بالألعاب الفردية ودعم الشباب لتحقيق ميداليات ذهبية.