تصوير: محمود شعبان أستعين بطبيب نفسى لإجراء بعض التمرينات الذهنية لتخيل أجواء البطولة سعيدة بأن البلد أصبحت تقدر الشباب بقدر أكبر مما سبق بدأت منذ 15 عاماً فى النادى الأهلى .. والكاراتيه لم يؤثر نهائيا على شعورى بأنوثتى الرياضة علمتنى الصبر والالتزام والتركيز .. وكانت النتيجة تفوقى الدراسى والتحاقى بكلية الصيدلة مارست السباحة وألعاب القوى ولكن " الكوميتيه " مناسب لشخصيتى لأنه يحتاج حركة وسرعة وهي ترتدى بدلة الكاراتيه تمتلك من ملامح الشراسة قدراً كبيراً رغم أنها علي الجانب الشخصي تحمل من البراءة والأنوثة ما يجعلنا نعتقد أننا أمام شخصيتين مختلفتين تماما, وهي تري أن الدقة والإرادة التي اكتسبتها من عالم الكاراتيه ساعدتها على تفوقها الدراسي والالتحاق بكلية الصيدلة , كلامنا عن جيانا فاروق والتى استطاعت أن تصبح بطلة العالم ل 6 مرات علي التوالي بعد 10 سنوات من الجهد والمران المتواصل ، وهي تؤكد أن تكريم الرئيس لها بمناسبة عام الشباب سيجعلها تسعي لاحراز عدد أكبر من الميداليات خلال البطولات القادمة , كما تتمني أن تنشر هذه الرياضة لتكون اللعبة الفردية رقم واحد في مصر وتنافس كرة القدم في اهتمام الجماهير ، حكاية البطلة جيانا فاروق في الحوار التالي .. كيف كانت كواليس الوصول إلي بطولة العالم في الكاراتيه؟ بدأت الالتحاق برياضة الكاراتيه منذ ما يقرب من 15 عاماً, وقتها كان عمري 6 سنوات وألعب في النادي الأهلي ، وبعدها جاء انضمامي للمنتخب المصري للاشتراك في بطولات دولية عام 2009, وأول بطولة عالم حصلت عليها كانت في عام 2011 ، كما أنني حصلت في عام 2014 علي ميداليتي الفردي والجماعي ، والحمد لله فزت في 2016 ببطولة العالم تحت 21 سنة .. وهي سادس بطولة عالمية علي التوالي . خلال 15 عاما .. كيف كانت لهذه الرياضة تأثيرها علي الدراسة وحياتك بشكل عام؟ هذه الرياضة أضافت لي الكثير لأنها علمتني الصبر والالتزام والتركيز فضلاً عن أن الكاراتيه أعطاني ثقة في نفسي وجعلني أكثر قدرة علي التنظيم في حياتي, وأن يكون عندي ارادة حتي أصل لما أريد تحقيقه بالإصرار والمثابرة وبالفعل انا أدرس في العام قبل النهائي بكلية الصيدلة جامعة القاهرة, ورغم أن هذه الكلية العملية تحتاج الي وقت وجهد كبيرين إلا أنها لم تعقني عن ممارسة الرياضة أو العكس ، فممارستي للرياضة دعمني كثيرا في التفوق الدراسي والدخول الي إحدى كليات القمة, وفي أوقات الامتحانات أقلل فيها ساعات التمرين , وهذا الامر بالنسبة للبطولة أركز في التمرين أكثر من الدراسة وهكذا حتي يمكن تحقيق النجاح علي المستوي العلمي والرياضي 10سنوات من التمرين حتي الالتحاق بأول بطولة دولية, أليس هذا بوقت طويل جداً؟ تلك الفترة كانت بمثابة مرحلة الاعداد والتجهيز للالتحاق بأول بطولة دولية أحصل فيها علي ميدالية ذهب ولقب أول عالم , وكان يسبقها عامين من الاشتراك لكن بدون نتيجة مرضيه بالنسبة لي ، وبالتالي فترة الاعداد من المراحل الهامة جدا في حياة أي لاعب ولا أنصح أبدا بالتعجل فيها لأن كل لاعب له فروقات تختلف من لاعب لاخر ، وبالتالي كان لابد من الاستمرار والمثابرة والاجتهاد وقضاء وقت أطول في التمرين فضلا عن أنني اشتركت في العديد من البطولات المحلية التي أصقلتني بخبرة الاحتكاك بالبطولات والتعرف علي أبرز نقاط الضعف لدي لتدعيمها وتقويتها, فأنا بدأت في عمر صغير اللعبة وكان أول منتخب للناشئين تحت 16 سنة وخلال الفترة كنت أشارك في بطولات القاهرة والجمهورية . لكن ما الذي جذبك في البداية الي اختيار الكومتيه خاصة وإنها تعد من ألعاب النزاع القتالية؟ قد يري البعض أن الألعاب القتالية يفضلها الأولاد إلا أنني لا أعرف أي تفرقة فأنا التحقت من قبل بالسباحة وألعاب القوى وأري أن هذه اللعبة فيها من شخصيتي كثيراً, لأن حركتي سريعة مستمرة والكوميتيه يحتاج الي حركة كثير وأن الجسم حركته أسرع ومتفاعل وبالتالي وجدته قريبا من شخصيتي ورغم انني لعبت من قبل سباحة وألعاب قوى إلا أنني لم أستطع أن استكمل فيها, والتحقت بالكاراتيه وكان هدفي أن أحقق بطولات عالمية. كيف كان الاستعداد قبل كل بطولة .. وماذا عن عدد ساعات التمرين ؟ أقوم بالتمرين حوالي من 5-6 أيام أسبوعيا , وفي اليوم الواحد أتدرب من 4-6 ساعات وفقا ل 3 مراحل, وهناك بعض التمرينات التي أقوم بها بمفردي وهي الامور التي تتعلق بالطاقة العقلية والذهنية وهي استخدام العقل في التخيل وكأنني داخل بطولة بالفعل , ولابد أن أعيش في جو البطولة, وهناك الطبيب النفسي للمنتخب الدكتور مدحت محمد يقوم بتدريب الفريق بطريقة تخيل أجواء البطولة عن طريق السمع فقط . هل مشاهدة العديد من الفيديوهات أو المبارايات السابقة قديكسب لاعب الكاراتيه خبرة إضافية؟ لابد من التعرف علي مزايا وأساليب اللعب المختلفة وكنت أحيانا أشاهدها ولكن لا أعتمد عليها بشكل أساسي فكل لاعب لديه "التكنيك" الحركي الخاص به, وكنت لا أفضل هذه الطريقة حتي لا أشغل نفسي زيادة عن اللزوم بشخصية اللاعب أكثر من تركيزي علي نفسي وأدائي وطريقة حركتي أثناء المباراة وكانت هذه العناصر هي محور اهتمامي قبل اي بطولة. صفى لنا لحظات تكريمك من الرئيس كأحد نجوم عام الشباب؟ جاء إبلاغي من الوزارة أن الرئاسة تريد رقمي لأن هناك تكريماً من الرئيس, وفي اليوم التالي تلقيت اتصالا من مكتب الرئاسة , وأن هناك تصويرا تحضيريا كفيلم قصير يتم عرضه أثناء لحظات التكريم , وعلمت بموعد التكريم وكنت أستعد له وقمت بتحضير ملابسي بعناية لأنه لقاء مميز, ورغم حصولي علي بطولة العالم 6 مرات علي التوالي إلا أنني أول مرة يتم تكريمي وكان بالنسبة لي حلما أن أتكرم من الرئيس علي إنجاز حققته باسم مصر, وهذا جعلني أشعر بسعادة غامرة أن يكون هناك تقدير واهتمام حقيقي من الرئيس والقيادة بالدولة الي كل اللاعبين وخاصة اصحاب البطولات الفردية لأننا تعودنا فقط علي الاهتمام بأصحاب البطولات الجماعية فقط, وسعادتي كانت أكبر أن البلد أصبحت تقدر الشباب بقدر أكبر مما سبق. متي يمكن أن يعتزل بطل الكاراتيه؟ يتوقف اعتزال اللاعب او التوقف عن المشاركة في البطولات وفقا لمنحني الاداء, فهناك لاعبون يعتزلون عند سن 28 سنة نظرا لتراجع مستواهم لانشغالهم بالحياة العملية مما يترتب علي سرعتها في الاداء الحركي, فلا يرتبط الامر بالنسبة للفتاة بظروف الخطوبة والزواج لأن لدينا في الفريق متزوجات ولديهن أطفال ويستطيعون التوفيق بين البيت والتمرين والعمل , ولكن العقبة الحقيقية هو عدم الاستمرار علي نفس المستوي داخل الملعب وفي البطولات هل أثر الكاراتيه علي أنوثتك, خاصة وأنها رياضة قتالية؟ علي الاطلاق, فلم أشعر يوما أن الكاراتيه أفقدني الشعور بأنني فتاة وأحافظ دائما في تعاملاتي علي هذا الأمر وأنا لا أسمح لنفسي بذلك, فشخصيتي داخل الملعب مختلفة تماما عن شخصيتي خارجه, فداخل الملعب وأنا أرتدي بدلة الكاراتيه أنفصل عن كافة الأجواء الخارجية التي يمكن أن تعطلني عن مساري كبطل أو الحصول علي البطولة, ولكن بعد الانتهاء من التمرين أو البطولة أمارس حياتي مع عائلتي وأصدقائي بصورة طبيعية جدا. ماذا عن طموحاتك خلال الفترة القادمة؟ أحاول خلال الفترة القادمة أن أصنع لنفسي تاريخا أكبر في الكاراتيه, وسعيدة جدا بدخول لعبة الكاراتيه الي الاولمبياد وأتمني أن أحقق لمصر رصيدا ذهبيا داخل الأولمبياد, وأؤهل نفسي الي تحقيق ذلك وأنني لن أكتفي بما حققته فقط ولكنني أتمني إضافة رصيد أكبر وأن أصبح أفضل لاعبة علي مستوي البنات وغير البنات, وأتمني أن أستطيع نشر رياضة الكاراتيه في بلدي خاصة وأنها رياضة محبوبة ولكن دون ممارسة وهناك الكثير ليس لديهم وعي كبير بهذه اللعبة لأن الرياضات الفردية مظلومة في الاهتمام والتركيز عليها مقارنة بأي لعبة جماعية خاصة كرة القدم, وسأجعل الناس تنظر للكاراتيه لكونها لعبة مسلية ويمكن ممارستها في أي مرحلة عمرية دون التقيد بسن معين وأجعلها تنافس كرة القدم في الشعبية .