المتهم: "قاللي تعالى امسح الشقة ولما طلعت قاللي اقلع هدومك وهاجيبلك غيرها.. أحضر لي ملابس حريمي وطلب ارتداءها ولما رفضت قاللي هافضحك فقتلته وحرقته".. الأهالي: الولد محترم شارع "مية النار" بالخصوص كان له من اسمه نصيب، إذ كان مسرحا لواقعة هزت المنطقة برمتها، تحديدا في العقار رقم 11، بعدما أقدم شاب لم يبلغ من العمر العشرين عامًا، على قتل مسن تجاوز الستين من عمره، ليس هذا كل شيء بل أقدم على إحراق جثته وغادر مكان الجريمة، كأن شيئا لم يكن، وعند القبض عليه، أقر بارتكابه الواقعة انتقامًا من المجني عليه، زاعمًا أنه طلب منه أن يمارس معه الشذوذ، فيما وقع الأهالي فى حيرة من أمرهم بسبب بشاعة الجريمة فى ظل كون الجاني والمجني عليه من المعروفين بحسن الخلق ولم يسبق أن سمعا عنهما شيئا مخجلا، كالذى يتحدث عنه المتهم. بالعودة للبدايات انتقل "محمد"، وعائلته بالجيزة، ليستقر به الحال في منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، بميدان أبو سعدة تحديدا، ليشتغل الشاب في جمع القمامة، حتى يستطيع التحصل على قوت يومه ويكون في استطاعته إرسال مال لأهله لمساعدتهم في الإنفاق على متطلبات المنزل. الثلاثاء المرعب كل شيء كان يسير بالعودة للبدايات انتقل "محمد"، وعائلته بالجيزة، ليستقر به الحال في منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، بميدان أبو سعدة تحديدا، ليشتغل الشاب في جمع القمامة، حتى يستطيع التحصل على قوت يومه ويكون في استطاعته إرسال مال لأهله لمساعدتهم في الإنفاق على متطلبات المنزل. الثلاثاء المرعب كل شيء كان يسير طبيعيا في شارع مية النار، الذي يقطن فيه جامع القمامة وجار له مسن يحظى باحترام العامة، قبل أن يستيقظ الجيران على حريق وجثة متفحمة لجارهم الطيب قبل أن تتكشف التفاصيل على يد رجال المباحث. "سعاد.ك"، 50 سنة، تقيم بذات المنطقة، لا تزال في حيرة مما حدث "والله يا بنتي أنا مش مصدقة اللي حصل ولا الدنيا جرالها إيه"، هكذا بادرت السيدة في الحديث، مضيفة ل"التحرير" أن الشاب معروف بحسن خلقه، وكان السكان يقدرونه لطبيعة مهنته "كان يجمع منا القمامة يوميا، وكنا نتعامل معه بالود لما كان يبدو عليه من أدب واحترام، وكان من بين أهل المنطقة الذين يتوددون له، رجل في العقد السادس من عمره، يُدعى "عم زكريا" -كما كان سكان المنطقة يطلقون عليه- وكل ما نعرفه عنه أنه رجل محترم، عايش في حاله، يطلع كل يوم 7 الصبح ويرجع المغرب، لأنه يتاجر في الملابس". وتكمل السيدة: "تعرف الشاب على عم زكريا وكانا على علاقة طيبة، حتى يوم الحادث، علمنا أن عم زكريا طلب من الشاب أن يساعده في تنظيف بيته مقابل مبلغ من المال، لأنه رجل عجوز لا يقدر على تحمل عبء التنظيف، وبالفعل وافق محمد، وذهب مع زكريا إلى منزله". وتتابع: تدور بين الجيران أقاويل أن عم زكريا، طلب من الشاب أن يخلع ملابسه، استجاب الشاب لأنه اعتقد أن العجوز سيعطيه ملابس بديلة غير تلك التي يرتديها وهو يجمع القمامة، ونظرا لاتساخ ملابسه سيعطيه ملابس غيرها ليقوم بالتنظيف بها، ولكنه فوجئ ب"العم زكريا" يحضر له ملابس نسائية، وطلب منه أن يرتديها. اتخدعنا في الراجل الكبير صاحب كشك للبقالة بالشارع، أمسك طرف الحديث وقال: "الواد لما الراجل الكبير طلب منه يلبس ملابس حريمي، رفض، وجابهاله صريحة وقاله إنت جايبني عشان حاجة تانية غير النظافة، وللأمانة الولد دا رغم فقره أصيل ومتربي، ومارضيش على نفسه الحرام، لبس هدومه وكان هيمشي، لكن زكريا منعه، وقاله إنه هيفضحه، ويقول للمنطقة كلها إن سلوكه مش تمام". ويتابع صاحب الكشك: "زكريا كان فاكر إنه هيضغط على الولد، وماعرفش إن قرفه وخوفه من فضحه دون ذنب هيخليه يضربه ويكتفه بالهدوم اللي كان جايبها عشان الولد يلبسها، لكن زكريا ماستحملش ومات فى إيد محمد، فدخل أحضر أنبوبة بوتاجاز، ووضعها فى مواجهة الجثة وفتحها وأشعل النيران وغادر الشقة، ولولا ستر ربنا والناس حست بالحريق ولحقته كانت الأنبوبة انفجرت وخدت المنطقة كلها معاها". ويشرح صاحب البقالة: "كنا قاعدين في أمان الله، وسمعنا صويت وناس بتجري وتقول حريقة في شقة عم زكريا، جرينا معاهم وطفيناها قبل ما تتفجر أنبوبة البوتاجاز، بس كانت جثته محروقة شوية، وفي جمبه قطع من ملابس حريمي محروقة، إحنا ما عرفناش إيه اللي حصل وقولنا يمكن الهدوم دي من اللي بيبيعها، أصله بيشتغل فيها، بس بعد ما اتقبض على الواد اللي عمل فيه كده، وقال اللي حصل، كلنا افتكرنا اللي شوفناه وصدقنا الولد، واتصدمنا في زكريا" . كان قسم الخصوص قد تلقى بلاغا بالعثور على جثة عجوز يدعى زكريا، 68 عاما، متفحمة بشقته، وبعمل التحريات تم التعرف على مرتكب الواقعة، وهو "محمد، 18 عاما" وبإعداد الأكمنة تم القبض عليه، واعترف بارتكاب الواقعة.