تراهن الصين بشكل واضح على مدى أهمية الشركات الأمريكية في الضغط على ترامب، خاصة بعد رفض عدد لا بأس به منها إلغاء أعمالها في الصين خلال الفترة الماضية. راهنت الصين منذ الوهلة الأولى على اشتعال فتيل حربها التجارية مع الولاياتالمتحدة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية ضد البضائع الصينية، ومدى تأثر الشركات الأمريكية بالسياسات التجارية التي أقرها البيت الأبيض، حيث بدت بكين على ثقة تامة من أن التعامل غير المُخطط له على المستوى العملي، قد لا تستطيع الشركات الأمريكية، وخاصة تلك التي تملك علاقات ضخمة مع بكين، التناغم معه ومواكبته على المدى القريب، وهو الأمر الذي ظهرت بوادره خلال الأيام القليلة الماضية. شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية أوضحت أن استراتيجية الرئيس الأمريكي استندت على توجيه أوامر للشركات الصناعية الضخمة في بلاده، بقطع العلاقات بشكل شبه كلي مع الصين، سواء عن طريق تقليل مستويات الإنتاج في المصانع القائمة هناك، أو حتى خفض الاعتماد على المواد الصينية في الصناعات الأمريكية. الصين تستعين بالشركات شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية أوضحت أن استراتيجية الرئيس الأمريكي استندت على توجيه أوامر للشركات الصناعية الضخمة في بلاده، بقطع العلاقات بشكل شبه كلي مع الصين، سواء عن طريق تقليل مستويات الإنتاج في المصانع القائمة هناك، أو حتى خفض الاعتماد على المواد الصينية في الصناعات الأمريكية. الصين تستعين بالشركات الأمريكية لعلاج أزمات حرب ترامب التجارية وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن الشركات المحلية لم تُظهر حتى الآن أي استجابة لمطالب الرئيس الأمريكي بشأن خفض الإنتاج في المصانع الصينية، والتي تعتبر إحدى أهم ركائزها على المستوى الصناعي والتجاري في الفترة الماضية. وقال محللون: إن "الشركات الأمريكية لم تغادر الصين بشكل كبير حتى الآن، وذلك على الرغم من تصاعد التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين". فيما أكد كريس روجرز، محلل البحوث في "بانجيفا"، وهي شركة معنية ببيانات سلسلة التوريد التي تعد جزءًا من مؤسسة "ستاندرد آند بورز ماركتلي إنتليجنس"، أن هناك الكثير من الشركات التي تتحدث عن إجراء تغييرات، ولكنها لا تجري تغييرات فعلية أو تتخذ خطوات حقيقية في هذا الصدد. وأشار روجرز إلى أهمية الاجتماع المنتظر في قمة مجموعة العشرين بمدينة بوينس إيرس بالأرجنتين في 30 نوفمبر و 1 ديسمبر، حيث أكد أن الشركات الأمريكية لن تقوم بإجراء أي تغييرات حتى يروا كيف ستعقد هذه القمة بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج. وأضاف: "لم أر أي شركات أمريكية مهمة تغادر الصين". قيمة اليوان.. الصين تناور بآخر كروتها في الحرب التجارية مع ترامب من جانبها، رأت الشبكة الأمريكية أن كافة العوامل والظروف تبدو رائعة لاستمرار الأعمال الخاصة بالشركات الأمريكية في الصين، إلا أن فرض بكين لتعريفات جمركية مشابهة لتلك التي أقامتها واشنطن في الأشهر الماضية، قد يُصدر بعض الأزمات للشركات الأمريكية. وصرح محللون للشبكة الأمريكية بأن هذه التعريفات قد تشجع الشركات الأمريكية على زيادة الاتجاه نحو زيادة عمليات التصنيع خارج الصين، خاصة مع ارتفاع تكاليف العمالة هناك، الأمر الذي خلق توجه عام لدى العديد من الشركات - بما في ذلك بعض الصينية - نحو دول جنوب شرق آسيا كمراكز تصنيع جديدة. فالصين بدت على دراية كاملة بأهمية الشركات الأمريكية كأداة ضغط رائعة على سياسات الرئيس ترامب في الحرب التجارية، وهو الأمر الذي دفعها لعقد سلسلة من الاجتماعات خلال الفترة الماضية لتحفيز التعاون المشترك، كان على رأسها دعوة كبار المصرفيين في الولاياتالمتحدة إلى اجتماع تم ترتيبه بسرعة في بكين لمناقشة العلاقات بين البلدين خلال سبتمبر الماضي. وطلب المسؤولون في الحزب الشيوعي الحاكم من رؤساء المؤسسات المالية الرائدة في وول ستريت تنظيم حدث خلال سبتمبر الماضي، حيث ستنضم كبرى الشركات العاملة من البلدين في اجتماع لمناقشة الأوضاع الحالية على المستوى التجاري. كيف سيطرت الصين على صناعة الأفلام في هوليوود؟ واختتمت الشبكة الأمريكية بأن الإجراءات التي اتخذتها الصين جميعها تؤكد أن هناك فهم لمدى الدور الذي قد تلعبه الشركات والمؤسسات المالية الأمريكية في توجيه سياسات ترامب نحو إيجاد الحلول مع الصين، ومن ثم عدم الاستمرار في الحرب التجارية التي أرهقت اقتصاد البلدين في الشهور الأخيرة.