ب"التلبينة والمهلبية والبالوظة والكشك والمبروم والمخروطة والكسكسي والشربات والملوخية والفتة والبتاو" يُحيي المصريون المولد النبوي الشريف لم يتبق إلا يومان يفصلانا عن ذكرى المولد النبوي الشريف، وللأسر المصرية طقوس خاصة للاحتفال بالمولد طبقًا للعادات والموروثات والتقاليد، التي انتقلت من جيل إلى آخر، وأهم هذه الطقوس الأكلات والمشروبات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بذكرى المولد والتي تعلمتها كل سيدة وورثتها عن والدتها وجدتها، حتى أصبحت لا يخلو منها أي منزل مهما كانت أوضاعه المادية، خصوصًا في القرى الريفية. ودائمًا ما تقوم ربة المنزل بالإعداد لهذا اليوم قبل موعده بفترة طويلة، عن طريق الادخار من مصروف المنزل، حتى إنهم لا يأكلون إلا فى نهاية يوم الاحتفال. "الكسكسي والإوز" أشهر أكلات الفيومية في المولد أهالي محافظة الفيوم خاصة فى القرى حريصون دائمًا على تناول "الزفر" يوم المولد النبوي، وهي إمّا كسكسي وإوز وإذا لم يتوفر الثاني يكون "البط" بدلًا منه، أو الرقاق باللحمة المفرومة وبجواره "فتة ولحم مسلوق"، أمّا الأسر محدودة الدخل التي لا تتمكن من توفير "الكسكسي والإوز" أشهر أكلات الفيومية في المولد أهالي محافظة الفيوم خاصة فى القرى حريصون دائمًا على تناول "الزفر" يوم المولد النبوي، وهي إمّا كسكسي وإوز وإذا لم يتوفر الثاني يكون "البط" بدلًا منه، أو الرقاق باللحمة المفرومة وبجواره "فتة ولحم مسلوق"، أمّا الأسر محدودة الدخل التي لا تتمكن من توفير اللحوم في هذا اليوم فتقوم بطهي "الفول النابت". ورغم وجود حلوى المولد بالمنزل بأشكالها وأنواعها، فإنها حريصة على عمل حلويات بنفسها كما عودتها والدتها وتُهادي جيرانها بها، إما الأرز باللبن، أو التلبينة النبوية، أو المهلبية، أو البليلة، أمّا المشروبات فدائمًا يكون "الشربات" بأنواعه المختلفة حيثُ يُحبه الأطفال ويقبلون عليه.
"الفول النابت واللحوم والخبز" أكلات الشراقوة فى المولد أهالي محافظة الشرقية في مختلف مراكزها وقراها لديهم طقوس خاصة تفردوا بها دون باقي محافظات الجمهورية، حيث يقومون بطهي الأطعمة وتوزيعها على الفقراء والمساكين وهى عبارة عن فول نابت وخبز وأرز ولحوم، كما يتم توزيع الحلوى ومشروب المغات فى بعض القرى حتى الآن. أغلب المنازل فى الشرقية وبعد انتهاء توزيع أطعمة الفقراء يقومون بإعداد الولائم لأسرهم، وعلى كل أسرة أن تذبح ما تيسر لها من الدجاج البلدي والبط والإوز بجوار الأرز أو الكسكسي المغربي والشوربة، وتكون هذه وجبة العشاء، وتجتمع عليها الأسرة، وبعدها يأكلون حلوى المولد النبوي الشهيرة. "حمصية وسمسية وفولية" فى دمياط محافظة دمياط التي تشتهر بين محافظات مصر بجودة صناعتها للحلوى على مدار العام، إلا أن أصحاب هذه الصناعة خصصوا أنواعا بعينها يتم تصنيعها فى أيام المولد النبي الشريف ك"الحمصية، والفولية والسمسمية، وعرائس وأحصنة المولد"، وتبدأ بتصنيعها قبل الموسم بأكثر من شهرين وعرضها فى الأسواق قبل المولد بنحو 30 يوما. أهالي المحافظة لا يهتمون بإعداد الأطعمة فى الفترة الأخيرة فى ذكرى المولد النبوي الشريف، بخلاف ما كان يتمتع به الأهالي هناك منذ سنوات ليست بالبعيدة، مكتفين بتوزيع بعض الحلوى حديثة الصنع على الجيران والفقراء. "البط والأرز بالسكر الأحمر" في الدقهلية أهالي مدن وقرى محافظة الدقهلية، لديهم حرص شديد على تبادل الزيارات فى ذكرى مولد الهادي وإعداد الأطعمة الغنية بالألبان والمشروبات الساخنة لتناولها مع حلوى المولد في ليالي إحياء ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وتعد "أضحية المولد" شيئا أساسيا في هذا اليوم، حيث يحرص الأهالي على ذبح أي نوع من الطيور، والاعتماد عليه كطبق رئيسي في وجبة الغداء، ويجتمع الأهل في العزومات حول مائدة واحدة. تجتمع نساء العائلات هناك لإعداد المخبوزات مثل "القرص والفطائر المصنوعة باللبن لوجبة الإفطار" وللتوزيع منها مع الحلوى في الصدقات، وتعتبر مشروبات القرفة والسحلب بالمكسرات وجوز الهند والزنجبيل مع أطباق الأرز باللبن، شيئا رئيسيا في الاحتفال بهذه المناسبة. ما إن ينتهي الأطفال من اللعب بعروس المولد والحصان، والمصنوعة من السكر الأحمر، تأخذ الأمهات قطعا منها وتذوبها لتدخل في إعداد أطباق المهلبية والجيلي، تضاف لها قطرات من "ماء المزهر"، ويوزع الماء المعطر على المصلين، وتحرص الأمهات على أن يشرب منها أطفالها لتحل عليهم الذكرى القادمة وهم سعداء. "التمر هندى والكركديه والتمر باللبن والمديدة والبالوظة" في أسوان لم يعد هناك طعام أو شراب يتم صنعه خصيصا فى ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى أغلب قرى ومدن محافظة أسوان، إلا أن بعض الأسر الأسوانية، لا تزال تحافظ على التجمع فى منزل الجد، أو الأب، وهو دائما ما يكون الرجل الأكبر سنا في العائلة كنوع من التكريم له، حيث يتم إعداد طعام مخصوص لهذا اليوم يطلق عليه الأسوانيون "طبيخ الموسم"، يقدم خلاله أشهى أنواع اللحوم والخضر والفاكهة. "التيكة" هى المكان المخصص للطريقة المرغنية، فى منطقة السيل بمحافظة أسوان، حيث إنها كانت تستقبل فى الماضى الوافدين من السودان، ويقدم فيها خلال الاحتفال بالمولد الأطعمة والمشروبات "أرز بلبن والتمر هندى والكركديه والتمر باللبن والمديدة وهى من المأكولات النوبية". "الكشك والملوخية الباردة بالعيش البتاو والأرز باللحمة" في المنيا "طبيخ الكشك والملوخية الباردة بالعيش البتاو والأرز باللحمة جميعها أكلات اعتاد عليها أصحاب الطرق الصوفية "رفاعية، بيومية، شاذلية.. وغيرها"، لتقديمها لأهالي محافظة المنيا خلال احتفالات المولد النبوي. طبيخ "الكشك"، مع قطع من اللحوم، أكلة يفضلها أهالي القرى، وتكون أسهل بالنسبة لصاحب الطريقة، حيث يقوم بصناعة كميات كبيرة من الكشك وتخزينها إلى موعد المولد النبوي لطهيها وتقديمها إلى الأهالي، كما أن الأهالي يقومون بتحويل كمية كبيرة من المولوخية الخضراء إلى "جافة"، ثم يأتون بها خلال احتفالات المولد وتقديمها لأصحاب الطرق. "الفتة واللحمة والبالوظة" في الأقصر قرية الرزيقات هى إحدى قرى مركز أرمنت جنوب محافظة الأقصر، وتضم 10 عائلات كبرى، جميعهم لهم طقوس خاصة تميزهم عن غيرهم في الاحتفال بالمولد النبوي في ال5 ليالي الأخيرة قبل الدورة. ففي منطقة دبة المولد يقيم كبار العائلات ال10 الاحتفالات، بعد نصب الساري وهو عبارة عن عمود طويل يعلوه علم أخضر اللون، ومدلى منه عناقيد إضاءة بكل الألوان وأسفل الساري ينصب صوان كبير تقام بداخله الاحتفالات، تقدم فيه موائد العشاء للوافدين من كل القرى والمراكز. موائد العشاء تقام على نفقة العائلات ال10، حيث يتم تكليف كل عائلة بتحمل تكلفة العشاء أو الغداء فيما بينهم، وأيضا يتم تحصيل مبالغ رمزية من الأسر للإنفاق على ضيافة الحضور من الشاي والحلوى، بينما تقوم بعض الأسر بإعداد أطباق الحلوى من "البالوظة"، وفى اليوم الأخير يحملون قارئ القرآن على الأكتاف طائفين به شوارع القرية ثم يعودون لتناول العشاء.