"اضحك الصورة تطلع حلوة" رائعة اجتماعية رومانسية، تُجسد لمعاناة أسرة من الطبقة المتوسطة، تقع ابنتهم في حب شاب من الأثرياء، لوحيد حامد وشريف عرفة، من بطولة أحمد زكي. لم يكن الجامع فقط بين منى زكي، وعملاق السينما المصرية أحمد زكي، هو اسم الشهرة الثاني "زكي" فقط، ولكن الإمبراطور كان له فضل كبير على تلك الشابة الصاعدة في نهاية التسعينيات، بإشراكها معه في فيلمه "اضحك الصورة تطلع حلوة"، ثم في عملين آخرين، وهما "أيام السادات" وآخر أفلامه "حليم"، ومن مفارقات القدر أيضًا، أنهما ولدا في نفس اليوم، حيث ولد الراحل في 18 نوفمبر 1949، بينما ولدت منى في 18 نوفمبر 1977، إضافة إلى أن شهر نوفمبر الجاري شهد العرض الأول من رائعتهما الدرامية الاجتماعية الأولى، حيث عُرض في 24 منه عام 1998، لذا نتناوله في السطور التالية. فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" حالة خاصة من الميلودراما الاجتماعية والرومانسية، من إخراج شريف عرفة، تأليف وحيد حامد، وبطولة النجوم أحمد زكي، سناء جميل، ليلى علوي، منى زكي، كريم عبد العزيز، وعزت أبو عوف، ويحكي عن مصور الفوتوغرافيا صاحب المبادئ سيد غريب "أحمد زكي" وعائلته التي يحاصرها الفقر ولا تزال فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" حالة خاصة من الميلودراما الاجتماعية والرومانسية، من إخراج شريف عرفة، تأليف وحيد حامد، وبطولة النجوم أحمد زكي، سناء جميل، ليلى علوي، منى زكي، كريم عبد العزيز، وعزت أبو عوف، ويحكي عن مصور الفوتوغرافيا صاحب المبادئ سيد غريب "أحمد زكي" وعائلته التي يحاصرها الفقر ولا تزال الضحكات ترتسم على وجوههم. "الواحد يزعل على حاجة كانت في إيده وراحت، إنما يبقى غلطان إن زعل على حاجة كان بيتمناها وماجتش".. أحمد زكي يعانى سيد ووالدته روحية "سناء جميل" بعد ظروف نكسة 1967، يتم تهجير الأسرة من السويس، يستقروا بمدينة ههيا بالشرقية، تتوفى زوجته فينذر نفسه للعناية بابنته تهاني "منى زكي" التي نجحت بالثانوية وحصلت على مجموع كبير ألحقها بكلية طب قصر العيني، فيضطر للرحيل مع والدته لمنطقة القلعة بالقاهرة ليكونا بجوار طالبته الجامعية بمشوارها الجديد. "رجلنا في كعب بنتنا فين ما تروح".. سناء جميل في القاهرة، يبحث سيد عن مصدر للرزق، يتعرف على نوسة "ليلى علوي" صاحبة كشك على كورنيش النيل، يتعاونان فيقوم هو بالتصوير وتقوم هي ببيع الصور، وسرعان ما يتبادلان الإعجاب، وتنشأ بينهما قصة حب، ثم يتعرف سيد على موظف بمعمل التحميض ليُرشحه للعمل بحفلات الأثرياء، ثم يطرده أحدهم ويعود لكورنيش نوسة. "كنت محتاج لحد أتكلم معاه ويسمعني ويطيّب خاطري لما أكون متضايق، يسمّعني كلمة حلوة، ولاقيتك إنتي عملتي كل ده".. أحمد زكي لليلى علوي على الجانب الآخر، ابنته "تهاني" تصطدم بالحياة الجديدة، ومجتمع الأرستقراطيين، وتخجل من سكنها بالقلعة، وعمل والدها كمصور سريح، وتتعرف على زميلها طارق "كريم عبد العزيز" ابن رجل الأعمال عبد الحميد عز الدين "عزت أبو عوف"، تنبهر بسيارته الفارهة ومستواه الاجتماعي، بينما هو يقع في حبها، ويدفعها لأن تحبه رغم تحذيرات والدها وجدتها. "والحب يا سيد؟"، فيرد: "وأنا هعمل في ده إيه يامه؟ الحب لا بيتمنع ولا بيتحاش ومليش حيلة معاه لا أنا ولا غيري".. سناء جميل وأحمد زكي حب طارق لتهاني دفعه للتقدم لخطبتها، لم يعترض سيد رغم أنهما ما زالا في الجامعة، لكنه اشترط موافقة والده، بينما يفاجأ طارق بأن الوالد يجهز لزواجه من ابنة أحد الوزراء، يصارح والده بحبه لتهاني، الغريب أنه لم يعترض ونصحه بأن يحب كيفما يشاء، ولكن يتزوج كما يشاء هو، ويضطر الابن للرضوخ لرغبة والده، مما يُصيب تهاني بصدمة كبيرة. تدخل تهاني المستشفى، ولأجلها تذهب جدتها لرجل الأعمال وتعود خائبة الرجاء، وتردد جملتها الشهيرة التي تُعبر عن آلام ملايين الغلابة: "إحنا صغيرين أوي يا سيد"، ويرد: "لا إحنا مش صغيرين، إحنا كبار قوي بس مش عارفين نشوف نفسنا"، ثم يقرر سيد أن يقتحم عرس طارق ويصفعه، ويردد عبارة خالدة: "كلمة أنا بحبك عقد، اللمسة عقد، النظرة عقد، الوعد بالجواز ده أكبر عقد". ينهال أمن الفندق على سيد بالضرب، كيف له أن يقتحم مجتمع الكبار ويتجرأ عليهم، ليلحق بابنته بالمستشفى، وهناك يجدها تحاملت على نفسها وخرجت ومعها جدتها ونوسة، بينما يترك طارق حفل زفافه في اللحظات الأخيرة، ويسرع وراء عائلته الجديدة، وأراد سيد أن يلتقط صورة للجميع لتوثق اللحظة، وطلب من الجميع الابتسام "علشان الصورة تطلع حلوة". "اضحك الصورة تطلع حلوة" يُجسد رائعة اجتماعية رومانسية رواها وحيد حامد، وجسّدها بأداء قمة في الإبداع، كعادته، أحمد زكي، أضاف إلى السيناريو بشكل كبير بتعايشه مع الشخصية، وبردود أفعال ونظرات وتعبيرات مذهلة في كل مشهد ومع كل جملة، وإلى جواره نجوم كبار آخرون في فيلم يكاد يكون متكاملًا بدون أخطاء لشريف عرفة. "ستك روحية عاملة زي البحر يا تهاني، ابعدي عنه لما الموج يبقى عالي، وقربي لما الهوا يبقى ماشي كده على وش الميه".. أحمد زكي محدثًا منى زكي الفيلم مباشر في رسالته وتنفيذه، بسيط في مشاعره المعقدة في إيضاحها وتوصيلها للمشاهد بهذه البراعة، سيمفونية ومقطوعة موسيقى عُزفت باقتدار شديد، يحكي وحيد حامد عن فكرته، ويقول: "جاءت لي بعدما لفت نظري مصور الكورنيش أثناء قيادتي على كوبري قصر النيل، لدرجة أنني ركنت أمام جنينة الحرية وتأملته فترة طويلة حتى ولدت في ذهني فكرة الفيلم". وبشأن ما تردد عن طلب أحمد زكي كتابة الفيلم له، قال وحيد حامد: "سناء جميل هي من طلبت مني ذلك، قالتلي: (مش هتكتبلي حاجة يا واد يا وحيد؟)، كان يجمعني بها علاقة وطيدة هي وزوجها الكاتب لويس جريس، وبعد كتابة الفيلم رشح شريف عرفة ممثلة كبيرة أخرى، ولكنني قلت له: (أنا وعدت مدام سناء بالدور)، رغم أنني لا أتدخل أبدًا في اختيارات المخرج لممثليه، وأعتقد أن مدام سناء عند تقييمنا لأعمالها سنذكر (الزوجة الثانية) و(اضحك الصورة تطلع حلوة)". "اضحك الصورة تطلع حلوة" لم يُقدّم منى زكي للسينما من أوسع أبوابها فقط، ولكنه يعد أيضًا شهادة ميلاد الفنان كريم عبد العزيز، كما فاز مصوره رمسيس رزق بجائزة أفضل تصوير في مهرجان جمعية الفيلم.