الطبيب: «الوصلة اتشالت من غير مانلاحظ بسبب الزحمة في الغرفة.. ونصيبه كده".. الأب: ابني قعد في غيبوبة 12 ساعة والأطباء خدعوني".. محامون: مش هنسيب حقه «محمد طه» شاب في العقد الثالث، يعمل محاميا، مواظبا على ممارسة الرياضة، ينعم بصحة جيدة، قِلما اشتكى من مرض، إلا أنه في الآونة الأخيرة اشتكى من ألم في معدته، وبإجراء الفحوصات تبين أنه يعاني من انفجار بالزائدة الدودية، فرفض إجراء عملية استئصالها إلا في مستشفى شهير بحلوان، هرع للمستشفى طالبا راحته ونزع الألم عنه، كان لا يعلم أنه يخطو بخطواته الأخيرة نحو القبر، ورغم سهولة العملية فإنه لم يفق منها، بعد أن قام أحد الأطباء بفصل خرطوم الأكسجين الذي يتنفس بواسطته في أثناء العملية. أصيب "طه" بارتشاح بالمخ وجلطة دماغية دخل على أثرها في غيبوبة وتوفى بعد أيام معدودات، تاركا خلفه طفلة لا يتجاوز عمرها أصابع اليد الواحدة. يقول «طه أحمد» والد ضحية الإهمال الطبي، إن نجله «محمد» يتمتع بحسن الخلق والسيرة الطيبة وسط أقرانه، ولم يعان من أي أمراض من قبل، إلا الألم أصيب "طه" بارتشاح بالمخ وجلطة دماغية دخل على أثرها في غيبوبة وتوفى بعد أيام معدودات، تاركا خلفه طفلة لا يتجاوز عمرها أصابع اليد الواحدة. يقول «طه أحمد» والد ضحية الإهمال الطبي، إن نجله «محمد» يتمتع بحسن الخلق والسيرة الطيبة وسط أقرانه، ولم يعان من أي أمراض من قبل، إلا الألم الذي أحس به قبل وفاته نتيجة انفجار الزائدة الدودية. وعن يوم العملية يقول الأب المكلوم «توجه ابني لمستشفى "ا.أ" في حلوان بعد أن اشتكى من ألم شديد بِبَطنه، وأخبره بضرورة استئصال الزائدة، فأخبرني محمد بأنه يود إجراء العملية بمستشفى "ا.ا" الشهير بحلوان، فتوجهنا للمستشفى، وقمت بدفع 600 جنيه قيمة إجراء بعض الفحوصات قبل البدء في العملية، وبعد أن أكدت جميع الفحوصات جاهزيته لإجراء الجراحة، تم حجزه بالمستشفى وقمت بدفع 8500 قيمة حجز سرير وتكاليف العملية». ويتابع الوالد والدموع تنهمر من عينيه «دخل محمد غرفة العمليات وظل بها قرابة ال3 ساعات، رغم بساطة العملية، وخرج بعد ذلك محمولا على (ترولِّي) وهو فاقد الوعي، وبالاستفسار من الأطباء حول حالته، أخبروني بأنه تعرض لهبوط حاد في الضغط أثناء إجراء العملية فأعطوه جرعة أكسجين، واستفاق وأعطوه جرعة بِنج أخرى لإتمام العملية». وأضاف «ظننت في بادئ الأمر أن نجلي تعرض لجرعة بنج زائدة وهي ما أدخلته في غيبوبة، فتوجهت لقسم حلوان وحررت محضرا أتهم فيه المستشفى بالإهمال، وتوجهت مرة أخرى للمستشفى، وعلمت أن نجلي أصيب بجلطة رئوية وجلطة دماغية، وظلّ بغرفة الرعاية المركزة لأكثر من 12 يوما، وتوفى بعدها فحرّرت محضرا آخر ملحقا بالمحضر الأصلي بوفاة نجلي». واستطرد الأب «بعدما قامت النيابة بالتحقيق في الواقعة، علمت السبب الحقيقي للوفاة، بعدما قال طبيب الجراحة الذي أجرى العملية لنجلي في التحقيقات، إنه فوجئ خلال إجراء العملية بأن ضغط الدم ينخفض تدريجيا، ولاحظ أن جسم محمد بدأ يتحول إلى اللون الأزرق، وذلك معناه علميا أن الأكسجين غير واصل له، وبالنظر لتوصيلات الأكسجين الخاصة بجهاز التخدير وجدها غير متصلة، وكان قد أوقف التنفس الطبيعى لمحمد، لأنه من المفترض أن يتنفس عن طريق الجهاز، وبدأ أحد الأطباء بالتعامل مع الجهاز وإعادة التوصيلات بعد أن ظل محمد لعدة دقائق بدون أكسجين.. وأرجع الطبيب السبب وراء فصل خرطوم الأكسجين بسبب عدد الأطباء وحركتهم في غرفة العمليات.. (ماخدوش بالهم إنه اتشال)». واستكمل الأب: «الطبيب عندما وجد أن الأكسجين غير واصل لمحمد قام بربط الزائدة، وقام بإنعاش رئوي للقلب حتى بدأ قلبه ينبض من جديد، وقرر الاستمرار فى إجراء العملية واستئصال الزائدة، وبعد العملية عندما لم يسترد ابني وعيه، تم عمل أشعة مقطعية على المخ، وتبين وجود ارتشاح مائى بالمخ، وذلك بسبب نقص الأكسجين». واختتم الأب حديثه بأن النيابة أخلت سبيل الأطباء بعد الاستماع لأقوالهم ولحين ورود تقرير الطب الشرعي، مناشدا الجهات المعنية القصاص لنجله، ومحاسبة المسئولين عن الإهمال الذي أودى بحياته. وفي المقابل قالت الدكتورة "س.م"، استشارية التخدير بالمستشفى، والمسئولة عن تخدير «محمد»، أمام النيابة إنها وصّلت المريض على الأجهزة الحيوية (جهاز رسم القلب، والتنفس، وجهاز قياس نسبة الأكسجين فى الدم، وجهاز ثانى أكسيد الكربون فى التنفس)، وتأكدت من عمل الأجهزة، مشيرة إلى أنه قبل تخدير المريض تبين من التحاليل والفحوصات الطبية أنه يمكن إجراء العملية تحت تخدير كلى. كما أكد الدكتور "م.م" مساعد طبيب التخدير، أنه بعد ساعة من التخدير لاحظ انخفاضا فى ضربات القلب بشكل سريع ومفاجئ فتم إعطاء عقار معد سلفًا لذلك، ولكن لم يستجب المريض وتوقف القلب فبدأت طبيبة التخدير عملية إنعاش القلب الرئوى، بالاشتراك مع جميع أطقم التخدير والجراحة وبدأ المريض يستجيب بعد 6 أو7 دقائق وظهر النبض وظل ضغط الدم منخفضا وبعدها تحسنت المؤشرات الحيوية. وتابع فى أقواله أمام النيابة: «ولكن بدأت تظهر علامات إفاقة للمريض فى صورة حركة الأطراف والكحة، وكان قد تم ربط الزائدة دون استخراجها، ونظرًا لاستقرار الحالة قرر استشارى التخدير والجراحة استكمال العملية وتم تخدير المريض واستكمال العملية، وبعدها تم إفاقة المريض دون نزع الأنبوبة الحنجرية وبدأت تظهر تشنجات مما استدعى إعطاءه أدوية مخصصة لذلك، وتواصلنا مع الرعاية لنقله مباشرة إليها وتوفى بعد ذلك». ومن جانبه قال شعبان زكريا نقيب محامي حلوان، إنه تم إعداد مذكرة شارحة بأقوال دكتور الجراحة وإرسالها للطب الشرعي لحين ظهور التقرير النهائي لتوجيه الاتهامات والتحقيق مع المتسبب في مقتل أحد محامي حلوان. وأكد نقيب المحامين أنه قام بتحرير محضر يحمل رقم 29127 لسنة 2018 جنح حلوان يتهم أحد المستشفيات بحلوان في مقتل محام بسبب الإهمال الطبي أثناء إجرائه عملية الزائدة الدودية وخروجه جثة هامدة. وأضاف زكريا أنه بصفته نقيب محامي حلوان وأعضاء المجلس قدموا بلاغا للنائب العام بشأن المتوفى ضحية الإهمال.