مئات المقاتلين من الأكراد وصلوا إلى مناطق شرق نهر الفرات الحدودية مع تركيا بعدما علقت تلك القوات معاركها مؤقتا ضد تنظيم داعش شرقي البلاد على الحدود "السورية - العراقية" دائما ما حاولت تركيا تقديم نفسها نموذجا يُحتذى في الشرق الأوسط، وذلك منذ اندلاع الأزمة السورية، إلا أن طموحات رجب طيب أردوغان جعلته داعما للجماعات المسلحة من أجل تحقيق أهدافه الخاصة، خاصة بعد الكشف عن وجود خطة عسكرية لأنقرة شمالي سوريا، حيث قامت المخابرات التركية بنقل مئات من المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مناطق قريبة من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، من أجل إنهاء وجودهم بذريعة خطورتهم على الأمن القومى للدولة العثمانية، وهو الأمر الذي ينذر باندلاع معارك وشيكة. المرصد السورى لحقوق الإنسان أكد أن تركيا أوعزت إلى قوات عمليتى "غصن الزيتون" ودرع الفرات" التابعين للجيش السورى الحر بتسجيل أسماء الراغبين بالمشاركة فى العملية المرتقبة. وأوضح المرصد، أن أكثر من 700 مقاتل محملين بالسلاح الخفيف جرى نقلهم على متن حافلات تركية، من منطقة عفرين عبر لواء إسكندرون والأراضي كانت تركيا قد حذرت من أنها ستشن هجومًا عبر الحدود على وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات في سوريا، إذا لم يضمن الجيش الأمريكي، الذي يدعم المقاتلين الأكراد، انسحابهم. وتوعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بسحق المقاتلين الأكراد السوريين شرقي الفرات، حيث تقع كوباني التي تعرضت لقصف من المدفعية التركية الأربعاء الماضي. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو: إن "المسؤولين الأمريكيين اتصلوا بتركيا وبقوات سوريا الديمقراطية للتأكيد على ضرورة عدم تصعيد الموقف". وأضاف بالادينو أن قيام أي جهة بضربات عسكرية من جانب واحد في شمال غرب سوريا أمر يبعث على القلق الشديد بالنسبة لنا، لا سيما في ضوء احتمال وجود عسكريين أمريكيين بالمنطقة أو بالقرب منها، بحسب اليمن العربي. وخلال العامين الماضيين، دخلت القوات التركية إلى سوريا، تحت ذريعة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب عن أراض غربي نهر الفرات في حملتين عسكريتين منفصلتين. محللون يرون أن توقف الهجمات السابقة عند ضفاف النهر، يرجع جزئيا إلى السعي لتجنب مواجهة مباشرة مع الولاياتالمتحدة، التي تنشر قوات إلى جانب المقاتلين الأكراد على مسافة أبعد نحو الشرق. يشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت في وقت سابق وقف حملة "عاصفة الجزيرة" ضد داعش ردا على القصف التركي لمواقعها ولعناصر وحدات الحماية الكردية شرق الفرات.