في مجمل مشوار مريم فخر الدين الذي تجاوز ال200 عمل سينمائي.. يبقى فيلم "رُد قلبي" (1957) العمل الفني الأبرز في مسيرتها.. وأحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية في العام 1951 نشرت مجلة "إيماج" الفرنسية، على غلافها، صورة الفتاة الجميلة مريم محمد فخر الدين (المولودة في 8 يناير 1933)، التي فازت في مسابقة اختيار "فتاة الغلاف" ولقب أجمل وجه، بعدما شاركت بالصدفة، بسبب مرافقتها والدتها المجرية إلى المصوّر الذي عرض عليها أن يلتقط صورة فوتوغرافية لابنتها، على أن يمنحها مقابل ذلك 6 صور مجانية، قبلت الأم العرض على أن يكون ذلك دون علم والدها وأخيها الأصغر يوسف فخر الدين، لم يمر ببال أحد أن الصورة ستكون فيما بعد مفتاحًا لباب الشهرة أمامها، حيث تم استغلال ملامحها الأوروبية على نحو مثالي في السينما. مريم فخر الدين المولودة في 8 يناير 1933 لأب مصري في مدينة الفيوم، تلقت تعليمًا أجنبيًا منذ الصغر حتى حازت على البكالوريا من المدرسة الألمانية، وكانت تُتقن 5 لغات، وبدأت مشوارها نحو الفن بالمصادفة البحتة بعد أن جُذبت إليها الأنظار بعد نشر المجلة الفرنسية صورتها، حيث علِم والدها بالأمر بعد إرسال شيك بقيمة مريم فخر الدين المولودة في 8 يناير 1933 لأب مصري في مدينة الفيوم، تلقت تعليمًا أجنبيًا منذ الصغر حتى حازت على البكالوريا من المدرسة الألمانية، وكانت تُتقن 5 لغات، وبدأت مشوارها نحو الفن بالمصادفة البحتة بعد أن جُذبت إليها الأنظار بعد نشر المجلة الفرنسية صورتها، حيث علِم والدها بالأمر بعد إرسال شيك بقيمة الجائزة إلى المنزل، وغضب غضبًا شديدًا، وزاد الأمر سوءًا ببدء توافد الصحفيين والفنانين إلى منزلها، وكان والدها يطردهم قائلًا: "ليس لدينا بنات لهذه المسخرة"، وكان من بينهم أنور وجدي، وحسين صدقي. ظّل الأمر كذلك حتى جاء لمنزلها المخرج أحمد بدرخان، ومعه أحد أصدقاء العائلة، وعرضوا على الوالد رواية بعنوان "اللقيطة " لتلعب ابنته دور البطولة فيها، فوافق بعد أن اقتنع بها، حيث رأى أنها رواية إنسانية تنصف اللقيط، ووافق حتى تكون ابنته مثلًا أعلى لبنات جيلها، مشترطًا أن يكون أول مشهد لها وهى تصلى وكانت هذه هي البداية، وبذلك يصبح أول عمل سينمائي لها في عام 1951، من خلال فيلم "ليلة غرام"، مع جمال فارس وزينب صدقي وزوزو نبيل وزوزو الحكيم وسعيد أبو بكر. غلب على معظم الأدوار التي قدّمتها خاصة في فترة الخمسينيات والستينيات الطابع الرومانسي البريء الحالم، ومن أبرز أفلامها: "الأيدي الناعمة، حكاية حب، ملاك وشيطان"، وغيرها، ومع قدوم التسعينيات تنوعت أدوار مريم فخر الدين أكثر فأكثر، وهو ما تجلى في أفلام مثل "يا تحب يا تقب، قشر البندق، النوم في العسل"، وغيرها، إلا أنه في مجمل مشوارها الذي تجاوز ال200 عمل سينمائي، يبقى فيلم "رُد قلبي" (1957) العمل الفني الأبرز في مسيرتها. طالع هذا التقرير| دُفن بمقابر «أقباط» وزوجته عميلة مخابرات.. 16 معلومة عن يوسف فخر الدين "رُد قلبي" هو أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية، ويحتل المركز 13 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، ومأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب يوسف السباعي في جزءين سنة 1954، إذ تتناول أحداثاً واقعية في مصر في وقت الإقطاعيين وتجبّرهم على الفلَّاحين، وتم إنتاج الفيلم بسيناريو وحوار وإخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة شكري سرحان "علي"، مريم فخر الدين "الأميرة إنجي"، صلاح ذو الفقار (حسين)، حسين رياض (الوالد)، فردوس محمد (الأم)، هند رستم (كريمة)، رشدي أباظة (صلاح)، أحمد مظهر (علاء)، أحمد علام "الباشا المستبد"، وغيرهم. الفيلم يُلقي الضوء على حرب 48 والأسلحة الفاسدة، وحال الشعب المصري والعربي بعدها، ويُعبر عن حال المصريين قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952، وكيف قامت الثورة والأسباب المباشرة لقيامها، ويُظهر إرهاصات نشأة حركة الضباط الأحرار التي قادت للثورة من خلال شخصية الضابط "سليمان" (كمال ياسين)، وهو شاب يدوب في حب مصر، وتجمعه صداقة قوية ب"علي". ووفقًا لحوار لمريم فخر الدين (ولدت في 8 يناير 1933)، مع مجلة "لنا" الكويتية، أنها تقاضت عن دورها في "رُد قلبي" ألف جنيه فقط رغم أن أجرها وقتها كان 3 آلاف جنيه، ورغم أنها اشترت ملابس من أجله بألف ومائتي جنيه، ومع ذلك لم تغضب، ويكفيها فقط أنه ما زال يُعرض رغم مرور أكثر من 60 عامًا على إنتاجه، كما أنها أخذت لقبها الفني عن دورها فيه "الأميرة إنجي". بعيدا عن الرومانسية في الأفلام بحثت مريم عن الحب في أربع زيجات كللت جميعها بالفشل، الزيجة الأولى كانت من المخرج محمود ذو الفقار وعمرها 17 عاما، حيث وقع في حبها وهو يوقع عقد فيلم مع والدها، إذ طلب منه يد ابنته التي كان قد بدأ معها قصة حب فوافق الأب المصري ذو الأصول الصعيدية، بينما رفضت الأم "المجرية" بشدة لصغر سن ابنتها، فلم يكن أمام "مريم" سوى الهرب مع "ذو الفقار"، الذي كان يكبرها بنحو 20 عاما، على متن سفينة متجهة إلى لبنان، حيث قضى الزوجان شهر العسل هناك. 8 سنوات كانت هي المدة التي قضتها "مريم" في قفص الزوجية مع "ذو الفقار"، ذاقت فيها ألوان العذاب النفسي والجسدي، كما قالت في العديد من تصريحاتها الصحفية واللقاءات التليفزيونية، وهي الظروف التي لم تطق تحملها، لهذا انفصلت عنه في عام 1960، وكانت قد أنجبت منه ابنتها "إيمان ذو الفقار". بعد فترة قصيرة من انفصالها عن زوجها الأول، وقبل أن تتعافى من نكبتها، قررت "مريم" الزواج من الطبيب "محمد الطويل"، لتنجب ابنها الثاني "أحمد"، بعد أن اعتزلت الفن وقتها تنفيذا لقرار الزوج، وسافرت معه للإقامة في السويد، وهناك تم استغلالها ماديا للمرة الثانية، إذ سددت له من مالها الخاص مصاريف السفر التى بلغت 3 آلاف جنيه، وهو مبلغ كبير وقتها، وعاشت معه حياة قاسية، لم تعرف فيها طعم الراحة، ويبدو أنها ندمت على قرار ترك الفن، إلا أن الطبيب الشاب بدأ يسيء معاملتها، حتى دفعها إلى طلب الطلاق بعد 4 سنوات من الزواج، لتخرج بجراح مضاعفة في القلب. الزيجة الثالثة في حياة "مريم" كانت من نصيب المطرب السوري "فهد بلان"، في عام 1967، الذي قالت عنه إنه كان أطيب أزواجها وأكثرهم كرما وحنانا، إلا أن أبناءها لم يتقبلوا فكرة زواجه من أمهم، فانتهت علاقتها به بالطلاق بسبب أبنائها، لكن ليس بطريقة مأساوية مثلما حدث في الزيجتين السابقتين. بعد طلاقها الثالث طلبت "مريم" من أبنائها أن يختاروا لها زوجا، فوقع الاختيار على رجل الأعمال "شريف الفضالي"، الذي كان يصغرها ب10 أعوام تقريبا، لكن مع زواج أبنائها قررت الانفصال عنه والتعهد بعدم الزواج مرة أخرى حتى تستمتع بحياتها، إلى أن توفيت في 3 نوفمبر 2014، عن عمر ناهز 81 عاما.