تطبق العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني في 5 نوفمبر المقبل، وفي حين شددت الإدارة الأمريكية على أنه ستطبق العقوبات على الجميع تسعى بعض الدول إلى الحصول على إعفاءات. عندما يتعلق الأمر بشراء النفط الإيراني، وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة واضحة وهي يجب ألا تقوم أي دولة في العالم بذلك، فابتداء من الأسبوع المقبل، سيتعين على ترامب أن يقرر كيفية التعامل مع مخالفي العقوبات أحادية الجانب التي فرضها على مشتريات النفط الإيراني، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 5 نوفمبر المقبل، حيث أكد برايان هوك المبعوث الأميركي لإيران على موقف بلاده الحاسم من العقوبات قائلا "إما تتعامل مع إيران أو مع الولاياتالمتحدة"، لكن على الرغم من هذا النهج المتشدد، يبدو أن الكثير من الدول، إما ستنتهك العقوبات أو ستسعى للحصول على إعفاءات. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أنه في آخر مرة فرضت فيها الولاياتالمتحدة عقوبات مماثلة، أثناء إدارة أوباما، حصلت بعض الدول مثل الصين، وتركيا، والهند، على إعفاء من العقوبات.ويقول وزير الخارجية مايكل بومبيو، إن أمريكا تتوقع أن "تنخفض مشتريات النفط من إيران إلى الصفر"، ولكنه أضاف أن الإدارة سوف "تنظر في منح وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أنه في آخر مرة فرضت فيها الولاياتالمتحدة عقوبات مماثلة، أثناء إدارة أوباما، حصلت بعض الدول مثل الصين، وتركيا، والهند، على إعفاء من العقوبات. ويقول وزير الخارجية مايكل بومبيو، إن أمريكا تتوقع أن "تنخفض مشتريات النفط من إيران إلى الصفر"، ولكنه أضاف أن الإدارة سوف "تنظر في منح إعفاءات إذا اقتضت الحاجة". وفيما يلي بعض البلدان التي قد تتصادم مع العقوبات الأمريكية: الهند يبدو أن ثاني أكبر مستورد للنفط الإيراني تتراجع، إلا أن ذلك لا يعني أنها ستوقف صادراتها بالكامل، ولن تكتفي حكومة الهند بشراء النفط الخام من إيران فقط، لكنها تستعد أيضا لشراء نظام دفاع صاروخي من روسيا، وهو ما يعرضها لعقوبات أخرى من واشنطن. هل تستعد الهند لوقف وارداتها من النفط الإيراني؟ لكن الولاياتالمتحدة قدمت بوادر تعاون، حيث قال بومبيو خلال زيارة لنيودلهي في سبتمبر الماضي "إننا لا نسعى لمعاقبة شريك استراتيجي كبير". وترى الشبكة أن هذا يعكس الدور الذي تريد أمريكا منحه للهند في التنافس في منطقة المحيط الهندي الهادي، مع الصينوروسيا. كوريا الجنوبية واليابان قام أقرب حلفاء أميركا في آسيا بتقليص مشترياتهم من النفط الإيراني إلى الصفر مؤخرا، لكن ذلك قد لا يدوم طويلا، حيث طلبت سيول رسميا الحصول على إعفاء من العقوبات، وضغطت شركات التكرير اليابانية على حكومتها للقيام بالمثل. وتحتاج الولاياتالمتحدة إلى كلا البلدين للمساعدة في الحفاظ على العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، ولن يتم رفض أي طلب للحصول على إعفاء من سيول أو طوكيو بسهولة. الصين تستخدم ورقة إيران في الحرب التجارية تركيا مثل الهند، تصر تركيا على أنها لن تلتزم بالعقوبات على إيران طالما لم تصادق عليها الأممالمتحدة، ولن تتخلى عن شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400". وشهدت العلاقات بين البلدين توترا بسبب احتجاز أنقرة لقس أمريكي، لكن أفرج عنه في النهاية، كما كانت تركيا لاعبا مركزيا في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن لديه معلومات تثبت تورط السعودية في الحادث، وقد يمنحه هذا بعض النفوذ على ترامب، الذي يسعى لحماية حلفائه في السعودية. لكن العلاقات لا تزال متوترة بين البلدين، حيث تحتجز أمريكا مصرفي تركي بارز، بسبب خرقه لعقوبات سابقة على إيران، واشتبك أردوغان مع ترامب حول مجموعة من القضايا الأخرى، مما دفع واشنطن إلى فرض رسوما جمركية على صادرات البلاد. العراق لا يستورد العراق النفط الإيراني فهو من أكبر منتجي النفط، لكنه يعتمد عليها لتوليد الكهرباء، وكذلك الغاز الطبيعي لتغذية محطات الطاقة، حيث أعرب مسؤولون عراقيون اهتمامهم بالحصول على إعفاء من العقوبات. هل تنقذ الصينإيران من العقوبات الأمريكية؟ وخسرت أمريكا المعركة الأخيرة في النفوذ في بغداد أمام إيران، بعد أن خسر رئيس الوزراء المدعوم من الولاياتالمتحدة حيدر العبادي الانتخابا، وقد ترى واشنطن أن رفض منح العراق إعفاء من العقوبات قد يدفع الحكومة الجديدة إلى أحضان إيران. الصين ترى "بلومبرج" أن أكبر مستورد للنفط الإيراني، منافس لأمريكا، غير قابل للتأثر بالضغوط التي تفرضها أمريكا على حلفائها، وأكد مسؤولون صينيون أن بكين رفضت طلبا أمريكيا بالتوقف عن شراء النفط الإيراني، إلا أنها وافقت على عدم زيادة المشتريات. وقد يكون من الصعب قطع العلاقات التجارية المزدهرة بين الصينوإيران، فمع مغادرة الشركات الأوروبية لإيران، ترى الصين فرصة لها هناك.