أثارت تهديدات الولاياتالمتحدة خلال الفترة الماضية، حالة من القلق لدى الصين دفعتها للتفكير في تطوير ترسانتها النووية، وبالأخص ما يتعلق بالغواصات. لم يكن الشق الاقتصادي هو الأكثر قلقًا للصين في صراعها الذي تخوضه مع الولاياتالمتحدة، حيث أسهمت التهديدات المستمرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحداث حالة من القلق بشكل واضح داخل بكين، لا سيما أنه هدد على مدى الفترة الماضية خلال مسيرات انتخابية بإمكانية استخدام القوة العسكرية. تهديدات ترامب العسكرية والتي في الغالب ما تضع كلا من روسياوالصين في جملة مفيدة، شملت التفاخر بالإمكانيات النووية الأمريكية والتي -كما وصفها ترامب- بمقدورها حسم أي صراع عسكري مع موسكو أو بكين بشكل سريع، مؤكدًا أن أعداء الولاياتالمتحدة يعرفون تلك الحقائق. ووفقًا لصحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، فإن تقريرا جديدا من مركز "كارنيجي تسينجهوا" للسياسة العالمية أكد أن الصين قلقة من حجم ترسانتها الحالية، والتي بدت من وجهة نظرهم غير كافية للتعامل مع التهديدات من الدول الأخرى.الصين وراء انسحاب ترامب من معاهدة القوى النوويةوأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا التقرير ووفقًا لصحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، فإن تقريرا جديدا من مركز "كارنيجي تسينجهوا" للسياسة العالمية أكد أن الصين قلقة من حجم ترسانتها الحالية، والتي بدت من وجهة نظرهم غير كافية للتعامل مع التهديدات من الدول الأخرى. الصين وراء انسحاب ترامب من معاهدة القوى النووية وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا التقرير صدر في نفس اليوم الذي قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولاياتالمتحدة سوف تبني ترسانة نووية خاصة بها. وأكد تونج تشاو، وهو زميل في المركز السياسي العالمي، أن أحد الأسباب الرئيسية وراء رغبة الصين في الحصول على غواصات نووية هو إظهار قدراتها في الرد على أي هجوم عسكري، بالإضافة إلى الكشف عن "أسلحة نووية أكثر وأفضل من تلك التي تملكها في الوقت الحالي". وقال تشاو: "إن مخاوفهم ترجع بشكل أساسي إلى التحديات الجديدة الناشئة عن التقنيات غير النووية التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية، مثل أسلحة الدفاع الصاروخية وتطوير الضربات التقليدية للقاذفات بعيدة المدى". وأوضح الخبير العسكري أن الخبراء الصينيين قلقون من أن الأسلحة التقليدية للدول الأخرى أصبحت الآن متطورة بما فيه الكفاية لتعريض الأسلحة النووية الصينية لخطر حقيقي، إذا ما اتخذت تلك الدول قرارا بأن تكون البادئة في القتال". لماذا انسحب ترامب من معاهدة السلاح النووي مع روسيا؟ من جانبها، أرجعت الصحيفة البريطانية مخاوف بكين إلى إقرار باحثين أمريكيين أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تهزم الصين أو روسيا بسهولة إذا قررت ذلك، وذلك عن طريق التطور الواضح للقدرات النووية الأمريكية. وعلق تشاو على هذا الأمر، قائلًا: "في ضوء هذا البحث، فإن بكين تشعر بعدم الارتياح على نحو متزايد وتحرص على جعل قدراتها النووية أكثر قوة وتنوعًا وعلى مستوى عال من التطور التقني". ومن غير الواضح حاليًا عدد الغواصات النووية التي تسعى الصين لتصنيعها، لكن التقديرات الأولى تشير إلى أنها بحاجة لإنشاء أربع على أقل تقدير، وذلك حتى تستطيع الصين أن تحتفظ بجزء منها كاحتياطي استراتيجي في حالة الحرب. وخلال الوقت الحالي، تمتلك الصين نحو 186 رأسا نوويا أرضيا، غير أن إنشاء غواصة نووية يتطلب صواريخ جديدة، وهو الأمر الذي يمثل اختبارا عسكريا للقدرات الفنية التصنيعية للصين. وأوضح تشاو: "هذا لأن الصواريخ الأرضية لا تزال هي العنصر الأكثر أهمية في الرادع النووي الصيني". وأضاف: "حتى لو استخدمت الصين نفس النوع من الرؤوس الحربية لصواريخها التي تُطلق من الغواصات، فإنها لا تستطيع تحمل خطر تقويض رادعها البري عن طريق نقل الكثير من تلك الرؤوس الحربية إلى البحر". «بيحلم بعالم أحادي القطب».. موسكو ترد على ترامب وأوضح أن القدرات المالية لن تقف عائقًا أمام الصين في بناء ترسانتها النووية على نحو متطور، خاصة في ظل اشتباك دبلوماسي بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن انتهاك معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، وهو الأمر الذي يفرض مجموعة من الضوابط والضروريات على الصين خلال الفترة المقبلة.