كبرى شركات التكنولوجيا حول العالم تقريبًا تتحكم في مصير مئات الملايين من مستخدميها، وذلك إما من خلال بياناتهم الشخصية، أو بإجبارهم على دفع أموال لتحديث أجهزتهم باستمرار. خلال الأيام الأخيرة أعلن عدد من المؤسسات القضائية في دول أوروبية مختلفة تطبيق غرامات على شركات صناعة التكنولوجيا حول العالم، وهم "فيسبوك، أبل، سامسونج، ياهو"، وذلك على خلفيات قضايا مختلفة. وتأتي أسباب الغرامات مختلفة، حيث اشتركت كل من فيسبوك وياهو في سبب تسريب بيانات العملاء، ما أدى إلى اختراق خصوصيتهم وتعريض بعضهم لأضرار مادية ومعنوية، بينما اشتركت سامسونج وأبل في أسباب الغرامة الأخرى، وهي ثبوت أن الشركتين قد تعمدتا إبطاء عمل هواتفهما دون علم المستخدمين، ما يدفعهم مضطرين للتحديث بأجهزة جديدة بأسعار مرتفعة. ياهو: غرامة 50 مليون دولاروافقت شركة ياهو على دفع تعويضات مادية إلى بعض أصحاب الحسابات، بعد الاختراقات الأمنية التي تعرضوا لها، في عامي 2013 و2014، خلال هجمات إلكترونية ضربت حسابات نحو مليار مستخدم.وتعتزم ياهو دفع 50 مليون دولار إلى أكثر من 200 مليون من مستخدمي خدماتها الذين تأثروا بالهجمات، كجزء من ياهو: غرامة 50 مليون دولار وافقت شركة ياهو على دفع تعويضات مادية إلى بعض أصحاب الحسابات، بعد الاختراقات الأمنية التي تعرضوا لها، في عامي 2013 و2014، خلال هجمات إلكترونية ضربت حسابات نحو مليار مستخدم. وتعتزم ياهو دفع 50 مليون دولار إلى أكثر من 200 مليون من مستخدمي خدماتها الذين تأثروا بالهجمات، كجزء من التسوية التي تم التوصل إليها في المحكمة في سان فرانسيسكو، كما ستوفر الشركة أيضًا خدمات رقابة ذاتية مجانية للمستخدمين المتضررين. كانت الشركة قد أعلنت، في بيان، أنه قد تمت سرقة بيانات أكثر من مليار حساب لمستخدميها من قاعدة بيانات الشركة، في هجوم إلكتروني يُرجح أنه وقع في 2013، لا علاقة له بالاختراق الذي حدث في سبتمبر 2014، والذي تمت فيه سرقة ما يقرب من 500 مليون حساب لمستخدميها. وقالت الشركة إن الهاكرز سرقوا الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني، وأرقام الهاتف، وكلمات السر الضعيفة، وكذلك تواريخ الميلاد وفي بعض الحالات توصلوا للسؤال السري وإجابته. فيسبوك: غرامة 500 ألف إسترليني أعلنت هيئة بريطانية عن تغريم "فيسبوك" أكبر موقع تواصل اجتماعي في العالم، مئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية لانتهاكه قانون حماية البيانات. وأعلنت الهيئة المسؤولة عن حماية البيانات في بريطانيا تغريم شركة فيسبوك 500 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل 645 ألف دولار لتورطها "في انتهاكات خطيرة لقانون حماية البيانات"، على صلة بفضيحة شركة "كامبريدج أناليتيكا". وأعلن "مكتب مفوض المعلومات" البريطاني أن قرار فرض الغرامة جاء بعد تحقيقات خلُصت إلى أن "فيسبوك قام بمعالجة بيانات المستخدمين بصورة غير عادلة من خلال السماح لمطوري التطبيقات بالوصول إلى بياناتهم دون موافقة واضحة وأكيدة بما فيه الكفاية". وأضاف المكتب أن "فيسبوك فشل أيضاً في الحفاظ على تأمين بيانات المستخدمين"، وهو ما سمح لأحد المطورين بالحصول على البيانات التي كان قد تم مشاركتها بصورة جزئية مع شركات، من بينها مجموعة "إس سي إل" – الشركة الأم لشركة "كامبريدج أناليتيكا"، المتورطة في الفضيحة. وأوضحت الهيئة الرقابية أنها قررت فرض أقصى غرامة بعد النظر في دفوع "فيسبوك". واعترفت شركة فيسبوك في سبتمبر الماضي بحدوث اختراق أمني أثر على نحو 50 مليون مستخدم في أسبوع. وقررت هيئة مكافحة الاحتكار في إيطاليا تغريم شركتي أبل وسامسونج بنحو 15 مليون يورو، بواقع 10 ملايين على الأولى و5 ملايين على الأخيرة. أبل: غرامة 10 ملايين يورو وتفرض أول غرامة قدرها 5 ملايين يورو من قبل الهيئة، على أبل، بعد أن تبين للهيئة أنها انتهكت حقوق المستخدمين، عندما أخفت عن أصحاب هواتف "iPhone 6" أن نظام "iOS 10" الذي طورته خصيصا لهواتف "iPhone 7" يستهلك قدرا كبيرا من طاقة البطارية في الهواتف، وبعدما أرادت إصلاح هذا الخطأ، وأصدرت نسخة "10.2.1"، أخفت أيضا أن هذه النسخة تبطئ عمل الأجهزة. أما الغرامة الأخرى، والتي بلغت 5 ملايين يورو، فقد فرضت أيضا على أبل بسبب إخفائها عن أصحاب هواتف أيفون معلومات تتعلق ببطاريات الهواتف، والعمر الوسطي لهذه البطاريات. سامسونج: غرامة 5 ملايين يورو كما قررت الهيئة تغريم سامسونج 5 ملايين يورو أيضا، بسبب إخفائها عن زبائنها أن نسخة "Android Marshmallow 6.0.1" كانت تتوافق مع الأجهزة الحديثة في وقتها، كهواتف "Galaxy Note 7"، وتحميلها على الهواتف الأقدم ك"Note 4" يؤدي إلى إبطاء عمل تلك الأجهزة أو توقفها عن العمل أحيانا، الأمر الذي دفع أصحاب تلك الهواتف لإنفاق الأموال سدى، ظنا منهم أن هواتفهم تعطلت.