على مدار السنوات الثماني عشر الماضية، عاش مواطنو أفغانستان وسط حرب دامية، بين التحالف الدولي ومقاتلي القاعدة وطالبان، واليوم أزمة جديدة تظهر على السطح تضيف لمأساتهم. في مخيم مؤقت للنازحين على مشارف مدينة "هراة" غربي أفغانستان، يعيش شادي محمد المواطن الأفغاني البالغ من العمر سبعين عامًا، هو وأسرته، بعد أن نزحوا من منزلهم بسبب الأزمة الإنسانية الناجمة عن الجفاف القاتل، الذي تسبب في موجة نزوح أكبر من التي تسببت فيها الحرب بين القوات الحكومية وحركة طالبان، محمد واحد من بين ما يقدر بنحو 260 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم في العديد من المناطق شمال وغرب أفغانستان بسبب الجفاف الشديد في المنطقة، لتزيد من معاناتهم بسبب الحرب. ونقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية قوله "نحن عطشى وجوعى، لقد أخذنا كل ما يمكن حمله قبل أن نغادر منزلنا، لكننا فقدنا معظمه على الطريق، والآن لا يوجد لدينا شيء، ثمانية منا يعيشون في هذه الخيمة الصغيرة".الجفاف الذي يضرب البلاد، يأتي وسط حالة البؤس التي يعيش فيها سكان أفغانستان، حيث تزايدت مستويات العنف منذ ونقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية قوله "نحن عطشى وجوعى، لقد أخذنا كل ما يمكن حمله قبل أن نغادر منزلنا، لكننا فقدنا معظمه على الطريق، والآن لا يوجد لدينا شيء، ثمانية منا يعيشون في هذه الخيمة الصغيرة". الجفاف الذي يضرب البلاد، يأتي وسط حالة البؤس التي يعيش فيها سكان أفغانستان، حيث تزايدت مستويات العنف منذ عام 2014 عندما أنهت القوات الدولية مهمتها القتالية رسميا. وأفادت تقارير أن حركة طالبان تسيطر الآن على مزيد من الأراضي في أفغانستان أكثر من أي وقت مضى منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. لكن الأممالمتحدة تقول إنه في هذا العام، أدى الجفاف إلى نزوح العديد من المواطنين الأفغان بأعداد أكبر مما تسبب فيه الصراع بين طالبان والحكومة. كيف تعاقب إيرانالولاياتالمتحدة في أفغانستان؟ وأشارت الشبكة البريطانية إلى أن "قادر عاصمي"، من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي يساعد في تنسيق جهود الإغاثة في "هراة"، بأن أعدادا كبيرة من الناس فروا من منازلهم، وقال ل"بي بي سي" "إنه تحد كبير بسبب حجم الكارثة". وخصصت الأممالمتحدة نحو 34.6 مليون دولار لمساعدة 2.2 مليون شخص من المتوقع أن يكونوا قد تأثروا بالجفاف، وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن هذا المبلغ خصص من صندوق الأممالمتحدة الإنساني في أفغانستان والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ. وسيساعد الصندوق سبع منظمات غير حكومية محلية، و15 منظمة دولية غير حكومية، وأربع وكالات تابعة للأمم المتحدة على توزيع الأغذية والبذور، والحفاظ على الخدمات الصحية الأولية، وتوفير المأوى في حالات الطوارئ، ومياه الشرب الآمنة، وتحسين النظافة الشخصية والصرف الصحي، ومعالجة سوء التغذية الحاد. وفي الوقت الحاضر، يقوم برنامج الأغذية العالمي بتوزيع الأموال على الناس لشراء الطعام، وتصف "بي بي سي" وضع المواطنين خارج مركز التسجيل ب"البائس"، حيث تقول إحدى السيدات الجالسة مع أربعة أطفال في انتظار دورها، إنها قد وصلت مؤخرًا من مقاطعة فارياب الشمالية، مضيفة "إذا كان لدينا أي أموال فلم نكن لنأت إلى هنا أبدًا، لقد أتى بنا حظنا السيئ". بعد 16 عاما.. كيف يمكن أن تنسحب أمريكا من أفغانستان؟ وأشارت إلى أنه "لم تتساقط الأمطار منذ أكثر من عام، لقد جف كل شيء، لم يكن لدينا حتى الماء لأطفالنا، علاوة على ذلك كان هناك قتال بين طالبان والجيش، لقد كنا نعيش في فوضى".
بينما قال آخرون إنهم مجبرون على بيع مواشيهم أو اقتراض المال لمجرد البقاء على قيد الحياة، حيث تُعد الزراعة هي واحدة من مصادر الدخل الرئيسية في البلاد. ويذكر أن البلاد تستعد حاليا لإجراء انتخابات برلمانية في 20 أكتوبر الجاري، إلا أن العديد من الأفغان أكدوا أن قادتهم السياسيين منفصلون عن القضايا التي تواجههم. وتأثرت نحو 20 من أقاليم البلاد البالغ عددها 34 مقاطعة بالجفاف، وتوقع المسؤولون الأفغان أن نحو 3 ملايين شخص سيحتاجون إلى المساعدة حتى نهاية هذا العام. محادثات موسكو تهدد الدور الأمريكي في أفغانستان حالة من القلق يعيشها عشرات الآلاف من النازحين في "هراة" بسبب اقتراب فصل الشتاء، حيث يقول عاصمي إن "الطقس سيكون قاسيًا جدا، لن يتمكن النازحون من العيش في الخيام". كما صرح توبي لانزر منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان، إن شيوخ القرى في المناطق الريفية يعتبرون أن هذه أسوأ موجة جفاف يشهدونها في حياتهم.