تسعى رئيسة الحكومة البريطانية لتمهيد الأرض السياسية للبرلمان من أجل التصويت على الاتفاق المزمع التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد العودة من العطلة السنوية. لم يعد التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن البريكست، هو كل ما يشغل بال رئيسة الحكومة تيريزا ماي، حيث تخطط في الوقت الحالي للاستعداد لمجموعة أخرى من العقبات، على رأسها إقناع البرلمان البريطاني بخططها الخاصة للخروج من الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من استمرار الراحة السنوية للبرلمان البريطاني، فإن رئيسة الحكومة لم تضيع مزيدا من الوقت، وعكفت على تمهيد الأرض السياسية للحصول على موافقة رسمية من الجهة التشريعية الأولى في بريطانيا بشأن خطط الخروج من الاتحاد الأوروبي، التي في الغالب قد لا تكون مصحوبة بحالة توافق كبيرة في البرلمان. ورأت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أنه في حال وجود اتفاق واضح بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن البريكست، فإنه لا يزال هناك تحذيرات غامضة حول ما إذا كان ذلك يمكن أن يمر عبر البرلمان بمجرد عودته للانعقاد بشكل رسمي.تحسبًا لاستقالتها.. هؤلاء الأبرز لخلافة ماي في رئاسة الحكومة البريطانيةويعتقد ستيف ورأت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أنه في حال وجود اتفاق واضح بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن البريكست، فإنه لا يزال هناك تحذيرات غامضة حول ما إذا كان ذلك يمكن أن يمر عبر البرلمان بمجرد عودته للانعقاد بشكل رسمي. تحسبًا لاستقالتها.. هؤلاء الأبرز لخلافة ماي في رئاسة الحكومة البريطانية ويعتقد ستيف بيكر، أحد أعضاء البرلمان البريطاني الموافقين على خروج بلادهم من اليورو، أن هناك ما لا يقل عن 40 من زملائه لديهم النية بالفعل للتصويت ضد اتفاق رئيسة الوزراء، حال كان ذلك جزءا من خطط ماي التي لا تحظى بتأييد كبير داخل البرلمان أو احتوت على بنود ضعيفة. ويقول المعارضون السابقون مثل مارك هاربر، الذي اعتاد أن يكون السوط الرئيسي لسياسات ماي، إن على رئيسة الوزراء التفكير مرة أخرى في أمر خطط البريكست أو المخاطرة بالهزيمة، لا سيما أن البريكست هو أسرع مشروع فقد التأييد خلال السنوات الثلاث الماضية. وأشارت بي بي سي خلال تقرير لها إلى أن العديد من أحزاب المعارضة تعهدت بشكل رسمي بالتصدي لخطط البريكست، وهو الأمر الذي من شأنه أن يصعب خطوات الحكومة في هذا الصدد. ومع اقتراب الموعد المحدد لإعلان الانفصال الرسمي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في مارس العام المقبل، تظل العديد من الملفات تضغط على رئيسة الحكومة تيريزا ماي خلال الوقت الحالي، لا سيما بعد الاستقالات المتتالية في الحكومة البريطانية، الأمر الذي فتح المجال أمام إمكانية التكهن برحيل حكومة ماي خلال وقت قريب، خاصة في حال فشلها بإيجاد صيغة توافقية مع الاتحاد الأوروبي بشأن شكل العلاقات فيما بعد البريكست، بالإضافة إلى الاستقرار على مصير التجارة الحرة بين الجانبين، وجميعها تراها بروكسل تكلفة منطقية للخروج من الاتحاد. وبخلاف المشكلات التي تواجهها ماي مع البرلمان، فإن هناك معارضة أيضًا من جانب الحكومة، حيث قال أحد كبار الوزراء إنه لا يمكن التنبؤ بأي وضع خاص بالمرحلة الحالية، كما أنه لا يمكن الاعتماد على الكتلة التصويتية التي اختارت الخروج منذ سنوات. أملًا في الخروج السريع.. بريطانيا تراهن على الاتحاد الأوروبي للضغط على فرنسا المسألة بالنسبة للحكومة هي كيفية جعل التصويت ذا أهمية قومية، وأن الأمر برمته يشكل مصير بريطانيا وأيديولوجيتها، طامعة في أن يكون الأمر اختيارا ما بين الفوضى والاستقرار. ولفتت الإذاعة البريطانية إلى أن تيريزا ماي اعتمدت على تلك الطريقة في مرات سابقة دون أن تُكلل مجهوداتها بنجاح كبير، وهو الأمر الذي يجعل رهانها على الاختيار بين الفوضى والاستقرار أمرا غير مضمون العواقب. تلك الطريقة التي اعتمدتها تيريزا ماي في التمهيد لتصويت البرلمان، هي في الأصول تستهدف أعضاء البرلمان من حزب العمال الوسطي، الذين قد يميلون إلى التصويت لصالح الاستقرار بدلاً من عدم اليقين في جميع الاتجاهات المختلفة. استفتاء شعبي في بريطانيا يكشف تغيرات واضحة في الآراء حول البريكست وبخلاف تلك الفئة تظل خطط تيريزا ماي محفوفة بالمخاطر، خاصة أن هناك حالة من عدم الثقة لدى بعض الوزراء في الحكومة بتلك الخطط، إضافة إلى أن بعضهم قد لا يرى مزايا واضحة في الاتفاق المتوقع مع بروكسل.