الجاني اقتحم شقة جاره العجوز وسدد له عدة طعنات.. المتهم مهتز نفسيا ومصاب بنوبات تشنجية.. المجني عليه تلقى أكثر من 10 طعنات.. والشرطة ألقت القبض عليه خلال ساعة "أنا ماعملتش حاجة.. إنت عاوز مني إيه.. حرام عليك.. مش عاوز أموت"، كلمات جاءت على لسان موظف خمسيني بالمعاش بعدما فوجئ باقتحام شاب -يقطن في العقار سكنه- لشقته، مشهرا في وجهه سكينا. صرخات الاستغاثة قطعت صمت الحي الهادئ، أسرع الجيران لاكتشاف مصدرها، وفوجئوا بالمسن على الأرض تسيل منه الدماء وسط حالة أشبه بالجنون سيطرت على جارهم الشاب ممسكا بسكين مدممة. منذ أكثر من 10 سنوات، أصيب "أحمد" -اسم مستعار- بأزمة نفسية بدلت تصرفاته، خاصة نوبات تشنجية تصيبه على فترات متابعدة، إلا أن محاولة علاجه لم تكلل بالنجاح في ظل عدم استجابته للبرنامج المعد له. داخل شقة في الطابق الثاني بالعقار رقم (31) في الحي السابع بمدينة السادس من أكتوبر، يعيش موظف بالمعاش بمفرده، حظي بمتابعة دقيقة من قبل جاره الشاب "المريض النفسي" دون أن يدري أن الفصل الأخير من حياته سيكتب بلون الدم على يده.على مدار عدة أشهر، حرص الشاب على مراقبة تصرفات جاره، وأمعن النظر في هوية المترددين داخل شقة في الطابق الثاني بالعقار رقم (31) في الحي السابع بمدينة السادس من أكتوبر، يعيش موظف بالمعاش بمفرده، حظي بمتابعة دقيقة من قبل جاره الشاب "المريض النفسي" دون أن يدري أن الفصل الأخير من حياته سيكتب بلون الدم على يده. على مدار عدة أشهر، حرص الشاب على مراقبة تصرفات جاره، وأمعن النظر في هوية المترددين على شقته بسبب شكوك تدور في مخيلته بأنه يستقطب ساقطات يمارس معهن الرذيلة فضلا عن تناوله للمواد المخدرة. عصر أول من أمس الجمعة، الأجواء هادئة كعادتها في الحي الراقي، حالة من الصمت تقطعها أصوات السيارات على فترات، إلا أنه مع اقتراب غروب الشمس تنامى إلى مسامع السكان صرخات استغاثة من شقة العجوز فهرع الجميع لاكتشاف ما يدور داخل الشقة البسيطة. فور وصولهم، تسمر الأهالي موضع أقدامهم فاقدين القدرة على الحركة أو النطق -على حد سواء- احتاجوا لحظات لاستيعاب الأمر، إذ يقف الشاب ممسكا بسكين تسيل منها الدماء، ينهال بالطعنات على جاره العجوز دون رحمة، مرددا عدة عبارات أبرزها "أنا هخلص الدنيا منك.. العمارة هتنضف من الحاجات اللي بتعملها". حاول بعض الجيران إقناع الشاب بالتوقف عن ضرب جاره، لكنه لم يمتثل لطلبهم، مهددا من يحاول منعه بأن يلقى نفس مصيره، حتى فر هاربا. وأسرع الأهالي لنقل جارهم إلى مستشفى الشيخ زايد لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء إسعافه متأثرا بإصابته بطعنات متفرقة بالجسم. لم يجد الأهالي سبيلا إلا إبلاغ شرطة النجدة "الحقونا في جريمة قتل هنا.. والمتهم ممكن يعمل جناية تانية"، لينتقل على الفور رجال المباحث إلى محل البلاغ بقيادة العميد عاصم أبو الخير، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، والعقيد عمرو حجازي، مفتش مباحث قطاع أكتوبر (أول أكتوبر - الشيخ زايد). وعكف رجال المباحث على جمع المعلومات وسماع أقوال شهود العيان من الجيران الذين أشاروا إلى خط سير هروب المتهم، وفي أقل من ساعة أمكن ضبطه بواسطة مأمورية ترأسها المقدم إسلام المهداوي، رئيس مباحث قسم أول أكتوبر، وأرشد عن السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة. منذ الوهلة الأولة لضبطه، أيقن ضباط الشرطة أن المتهم مهتز نفسيا خاصة لترديده بعض العبارات التي تتعدى على الذات الإلهية ك"أنا المسيح الدجال.. أنا ربكم الأعلى"، وتمكنوا من السيطرة عليه، واقتياده وسط حراسة أمنية إلى ديوان القسم. بدوره، قال مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن الجية، إن المتهم يعاني من أزمة نفسية، ويعالج منذ عدة سنوات، موضحا أن الجاني سدد أكثر من 10 طعنات لجسد المجني عليه؛ بسبب شكه في أنه يستقطب ساقطات بشقته. وأمر اللواء الدكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وانتداب لجنة من المعمل الجنائي لمناظرة جثة الضحية بالتنسيق مع قطاع مكافحة جرائم النفس بمديرية أمن الجيزة. وبالعرض على المستشار مدحت مكي المحامي العام الأول لنيابات أكتوبر، أمر بتشريح الجثة بمصلحة الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة، وطلبت النيابة العامة تحريات المباحث حول الواقعة، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.