"مش عاوز أموت".. كواليس "الجمعة الأخيرة" لعجوز في الحي الراقي

طوال الأشهر القليلة الماضية، حرص الشاب العشريني على مراقبة جاره العجوز لعدم رضاه عن تصرفاته وتناوله للعقاقير المخدرة وشكوك تدور في مخيلته بإقامته علاقات غيرة شرعية مع ساقطات بشقته، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، ووصل إلى جريمة قتل على مرآى ومسمع الجيران.
شقة بسيطة في الطابق الثاني بالعقار رقم (31) الواقع في المجاورة الثالثة بالحي السابع بمدينة 6 أكتوبر، يقطنها موظف بالمعاش، يقيم بمفرده، مفضلا عدم الاختلاط ببقية جيرانه.
"حرام عليك.. أنا عملت لك ايه.. مش عاوز أموت" صرخات تجمع على أثرها قاطنو العقار (31) والعمارات القريبة، أمس الجمعة؛ لاكتشاف مصدرها، فكانت الطامة الكبرى التي أصابت الحضور بصمت ممزوج بذهول من هول ما وقعت أعينهم عليه، إذ يمسك شاب عشريني بسلاح أبيض ينهال به مسددا الطعنات واحدة تلو الأخرى لجسد جاره الهزيل دون شفقة.
بخطوات حثيثة حاول بعض الجيران السيطرة على الشاب خاصة لعلمهم أنه يعاني من مرض نفسي وإصابته بنوبات تشنجية أحيانا- إلا أنه واصل تعديه على العجوز مرددا عبارات غير مفهومة تحمل بعضها تعدي على الذات الإلهية، فر بعدها هربا.
وهرع الجيران لنقل جارهم إلى مستشفى الشيخ زايد أملاً في إبقائه على قيد الحياة، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصوله لفترة وجيزة متأثرًا بتلقيه طعنات متفرقة بالجسم أفقدته كمية كبيرة من دمائه.
خلال دقائق قليلة، وصل العقيد عمرو حجازي، مفتش مباحث قطاع أكتوبر، إلى مسرح الجريمة، آثار الدماء على الأرض والحوائط لا تزال شاهدة على تفاصيل الجريمة المؤسفة، فضلا عن تلفيات بمحتويات شقة المدجني عليه.
ووجه العميد عاصم أبو الخير، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، بسرعة ضبط المتهم، وتمكن المقدم إسلام المهداوي، رئيس مباحث قسم أول أكتوبر، من ضبطه وبحوزته السلاح المستخدم والسيطرة عليه في ظل تهديده بإزاء القوات أثناء عملية الضبط، وتم اقتياده إلى القسم للتحقيق.
مصدر أمني مسؤول بقطاع أكتوبر، اكد أن المتهم مهتز نفسيا، ويعاني من أزمة نفسية يعالج منها منذ عدة سنوات، لافتا إلى أنه انهال على الضحية بطعنات عدة -لم يحدد عددها- بمختلف مناطق الجسم بدافع الانتقام من جاره بسبب الشكوك التي سيطرت عليه حول استقطابه للساقطات بالعقار سكنه، فضلا عن تناوله للعقاقير المخدرة.