سعاد صالح: التاتو مباح.. وغير مقبول أي رسومات بالآيات القرآنية.. والأزهر: التاتو والوشم مباحان بشروط وضوابط.. الإفتاء: لا مانع شرعا من رسم "التاتو" المؤقت تعرضت الفنانة وفاء عامر، لموجة عارمة من الانتقادات على مستوى واسع، خلال الساعات الماضية، وذلك عقب ظهورها فى إحدى صور لها وعلى ذراعها "تاتو" مرسوم عليه كلمات اعتبرها البعض آيات قرآنية، الأمر الذى أثار حالة من الغضب الشديد من رواد مواقع السوشيال ميديا، واصفين الواقعة بالفعل المحرم. وأمام حالة الغضب العارم للشباب من الجنسين، نفت الفنانة، وجود آيات قرآنية على ذراعها، مؤكدة أنها ليست من محبى التاتو، وإنما لجأت له عقب إلحاح إحدى صديقاتها بخوض التجربة، مشددة على أن التاتو عبارة "قل كلمة حب" وليس أية قرآنية. "التحرير" تستعرض حكم الشرع فى التاتو بالآيات القرآنية، وهل هناك موقف للشرع مغاير فى حالة الوشم، وما حدود قبول الشرع للتاتو والوشم؟التاتو مباح شرعا.. والوشم محرم بشكل نهائي من جهتها قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، إن الشرع الحنيف لا يحرم كل فعل يؤدى إلى مزيد من أنوثة المرأة "التحرير" تستعرض حكم الشرع فى التاتو بالآيات القرآنية، وهل هناك موقف للشرع مغاير فى حالة الوشم، وما حدود قبول الشرع للتاتو والوشم؟ التاتو مباح شرعا.. والوشم محرم بشكل نهائي
من جهتها قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، إن الشرع الحنيف لا يحرم كل فعل يؤدى إلى مزيد من أنوثة المرأة لزوجها، شريطة ألا يكون الفعل يحرم حلالا أو يحل حراما، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية صاحبة موقف واضح من التاتو والوشم. وأضافت سعاد صالح ل"التحرير"، أن هناك فرقا بين التاتو الموقف الذى هو أشبه بالحنة، فهو مباح شرعا، أما الوشم فمحرم، مشددة على أن أى رسومات بالآيات القرآنية للذكر الحكيم على الجسم، فعل محرم تماما، وذلك لأن القرآن الكريم له مكانته العظيمة، ولا يجوز أن تستخدم آياته فى تاتو أو وشم، سواء كان مؤقتا أو دائما، فالأمر فى مجمله محرم. التاتو ليس من الإسلام
وقالت فتحية الحنفى، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، إن الدين الإسلامي يحث على الطهارة والنظافة، قال تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، أي التطهر والتطيب ولبس أفضل الملابس. وأضافت "الحنفى" ل"التحرير": ما يفعل من التاتو وغيره ليست هناك ضرورة لفعله إلا أنه للأسف تقليد أعمى لا يسمن ولا يغني من جوع، فالمواطن يتهافت وراء كل جديد تحت اسم التحضر والموضة فهو ليس من الإسلام في شيء، مؤكدة أن كتابة آيات قرآنية، حرام قطعا لأنه استهزاء بآيات الله، وفيه شيء من المجون، ولا يوضع تحت مسمى التحصن، لأن الذي في قلبه ذرة من إيمان لا يمكن أن يفعل ذلك تعظيما وتقديسا للقرآن الكريم. وتابعت: وفي يومنا هذا ظهر كثير من عمليات التجميل منها ما هو مباح شرعا، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ومنها ما اقتضت الضرورة فعله عملا بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات، ومنها ما هو محرم خاصة إذا كان تغييرا في خلق الله، لأن الله عز وجل خلق الإنسان وفضله وكرمه على سائر المخلوقات وجعله في أحسن صورة. التاتو والوشم مشروع شرعا بشروط
وأكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أنه إذا كان الوشم والتاتو عن طريق الرسم أو اللصق على سطح البشرة بالحناء أو غيرها من المواد الطاهرة، فهو جائز لا شيء فيه إذا كان من قبيل التزين للزوج ما دام لا يطلع على زينتها غيره، ولا يؤدي إلى كشف العورات، ولا يمنع من وصول الماء إلى البشرة عند الطهارة بوضوء أو غُسل. وأضاف مركز الأزهر فى فتوى له، أما الوشم والتاتو فإذا كان بالوخز بالإبر ونحوها وملء فراغات طبقة الجلد العميقة بمادة الوشم، فهو حرام شرعًا؛ لقوله، صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ الله الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ...» متفق عليه. شروط لمشروعية التاتو
وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى، ومدير البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من رسم "التاتو" المؤقت على الجسم، في مكان غير ظاهر، بغرض التزين والتجمل. وأضاف أمين الفتوى، في فيديو عبر خدمة البث الحي لدار الإفتاء، على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن الوشم الذي يتسبب في حبس الدم، بشكل دائم، فهو حرام.