ظهور جديد لجماعة الجهاد، عقب ثورة يناير، التى وقفت طوال العقدين الأخيرين من القرن الماضى (العشرين) فى مواجهة الدولة. القيادى فى الجماعة الشيخ نعيم عبد الفتاح، قال إن الوضع المصرى بات معقدا، ووصفه ب«الضبابية»، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى حاول إرضاء الجميع، لكنه فشل ووقع فى «حيص بيص»، وقال أيضا إنه أفضل من يقود البلاد فى تلك المرحلة. نعيم فى حوار ل«التحرير» قال إنه لا يوجد بين مرشحى الرئاسة المحتملين من لديه رؤية واضحة، وما لديهم عبارة عن وعود يصعب تحقيقها، قائلا «نحن كإسلاميين نقول للسلفيين: مرحبا بكم فى ساحة العمل السياسى، لكن لبعدكم عنها لفترة طويلة، فإن بعض حديثكم يسبب أحيانا مشكلات، فمرحبا بعودتكم لكن مع فهم أصول الشريعة الصحية». القيادى فى جماعة الجهاد واصل نقده للتيارات الإسلامية، فقال إن أخطاء الحركة الإسلامية، تتمثل فى أنها دائما ما تخلط بين الثوابت والمتغيرات فى الدين، مثل الجماعة الإسلامية، والدعوة السلفية الذين دائما ما كانت أفكارهم فى تغير دائم، وأخرجوا كتابات بها الكثير من صور التناقض مثل كتاب «القول السديد فى أن دخول مجلس الشعب مناف للتوحيد». نعيم «الجهاد» أوضح أن السلفية فى مصر فكر وهابى أكثر منه فهم سلفى حقيقى، بل إنهم أخذوا من الوهابية جزءا وتركوا الباقى، فمحمد عبد الوهاب شيخ الوهابية، كان يرى الخروج عن الحاكم، لكثرة البدع والظلم، أما فى مصر فيحرمونالخروج على الحاكم، فتركوا هذا الجزء فى دعوة عبد الوهاب واكتفوا بمحاربة الطواغيت من الأموات وتركوا الأحياء وحرموا الخروج عليهم. القيادى الجهادى أشار إلى أن الإسلام هو فى الأساس فكر ليبرالى وحفظ حقوق غيره، وأن الإسلام أقر الحرية والعدالة الاجتماعية، وحفظ حقوق المرأة والإنسان أكثر من أى كيان آخر، حتى أكثر ممن يدعى أنه ليبرالى، وأوضح أن الدولة العلمانية، دخيلة على العالم الإسلامى، وأن الإسلام هو الدين الوحيد فى العالم على مدار البشرية، الذى استوعب الديانات الأخرى، إذ إن المسلمين فتحوا بلدانا عديدة ولم يرتكبوا مذبحة ضد مخالفيهم فى الديانات، ونحن كإسلاميين نرفض الحديث المتكرر حول وجود الأقباط فى الدولة الإسلامية، لأن الإسلام أقر المواطنة. نعيم نفى أن تكون مصر فى مرحلة احتضار، بل قال إن الدولة تعيش حالة أزمة ناتجة عن عهد الرئيس المخلوع من أزمات فى الصحة والتعليم والاقتصاد، واصفا رئيس الوزراء عصام شرف بأنه «زى قلته» وغير قادر على إحداث التغيير المطلوب لنهضة مصر. وعن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة، قال إن أحداث 11 سبتمبر كانت نتيجة لحالة العداء الكبير ضد أمريكا، مضيفا «ما أستطيع أن أجزم به أنه لا توجد دولة فى العالم دعمت الديكتاتورية مثل أمريكا، وتاريخها يشهد على ذلك»، وقال إن الديمقراطية التى يدعو البعض إليها يتنازل عنها إذا تعارضت مع مصالحه، ومفهومها الحالى تجعل الذى يصل هو الذى يقدر على خداع الشعب، ويستطيع شراء الأصوات، لا الأفضل، والمنادون بها هم أصحاب الوعود الكاذبة.