تحل غدا الاثنين الأول من أكتوبر، الذكرى ال"18" لهبة القدس والأقصى، التي سقط خلالها 13 شهيدًا برصاص شرطة الاحتلال، عقب مواجهات دامية نتيجة اقتحام الرئيس الإسرائيلي رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أيريل شارون باحات المسجد الأقصى المبارك بالقدسالمحتلة. ويحيي الفلسطينيون تلك الذكرى بإضراب عام، بدعوة من لجنة المتابعة وممثلي القوى الفلسطينية، والذي يشمل كل مناحي الحياة، كرد مُوحد أمام العالم على رفض "قانون القومية". رسالة إلى العالم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أشادت بوحدة الموقف الوطنى الفلسطيني في مواجهة قانون القومية العنصري، الذي يستهدف حقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه في مناطق وجوده كافة، في داخل الكيان الإسرائيلي، والمناطق المحتلة في الضفة والقطاع، والشتات ومخيمات اللجوء. وأشارت الجبهة الديمقراطية في بيان لها اليوم إلى أن القرار الوطني بإعلان الإضراب الشامل، غدًا رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى العالم أجمع أن الشعب الفلسطيني، وإن فرقت بين تجمعاته الحواجز والحدود والجغرافيا السياسية، إلا أنه يبقى شعبًا واحدًا في مقاومته للمشروع الإسرائيلي، ولكل الصفقات الهادفة إلى تصفية حقوقه في مقدمها صفقة العصر، التي تعمل إدارة ترامب على تنفيذها خطوة خطوة، ومشروع حكومة نتنياهو لقطع الطريق على المشروع والبرنامج الوطني الفلسطيني في العودة وتقرير المصير ودولة الاستقلال. اقرأ أيضًا: إعادة «باراجواي» سفارتها إلى تل أبيب انتصار لفلسطين وصفعة للاحتلال "الجبهة" دعت إلى إنجاح الإضراب الوطني العام ليكون رسالة إلى إسرائيل والولايات المتحدة والعالم أبلغ الأثر، وللتأكيد أن المعركة مع قانون القومية العنصري، جزء لا يتجزأ مع معركة الخلاص من الاحتلال والاستيطان. كما دعت القوى الوطنية في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة المحاصر، كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتزام بالإضراب العام والشامل الذي يشمل كل الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده، بموجب ما تقرر في الاجتماع بين لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل في أراضي ال48 وممثلي القوى الفلسطينية. فيما شددت القوى الوطنية على أهمية الالتزام بالفعاليات الجماهيرية والشعبية رفضًا ل"قانون القومية" العنصري، الذي يأتي في سياق "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وفقًا ل"عرب 48". التعليم يتراجع أما وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، فقد أعلنت التزامها بالإضراب الشامل الذي دعت له القوى الوطنية، مشيرة إلى أنه بعد اتصالات مطولة أجرتها الوزارة مع تلك القوى، فإن الوزارة وانسجامًا منها مع قرار الإضراب الشامل وتجنيبًا لطلبتها ومعلميها الإرباك جراء تعطيل الخدمات العامة وحفاظًا على سلامتهم، تعلن الالتزام بالإضراب الشامل، كما أعلنت عنه القوى الوطنية في بيانها وبما يشمل المدارس والجامعات. اقرأ أيضًا: «الجنائية الدولية».. كلمة السر في غلق واشنطن لمنظمة التحرير الفلسطينية كانت الوزارة قد أصدرت بيانًا، أمس السبت، نفت فيه وجود إضراب للجامعات والمدارس يوم الاثنين القادم، قبل أن تتراجع وتلتزم بالإضراب الشامل، حسب "فلسطين اليوم". وقبل صدور بيان القوى الوطنية بإعلان الإضراب الشامل، ليشمل جميع مناحي الحياة، كان الإضراب سيشمل القطاع التجاري فقط. من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التزام كل المؤسسات الحكومية في قطاع غزة بقرار لجنة القوى الوطنية والإسلامية بالإضراب غدًا الاثنين نصرةً للفلسطينيين في الداخل المحتل، وفقًا لوكالة "سما". وينص قانون "القومية" على أن دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي، وأن حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط، والقدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل، واللغة العبرية هي لغة الدولة الرسمية، أما اللغة العربية تفقد مكانتها كلغة رسمية، كما تعمل الدولة على تشجيع الاستيطان اليهودي. أحداث الهبة وتعود أحداث هبة القدس والأقصى لأكتوبر عام 2000، حيث انطلقت سلسلة مظاهرات واسعة قام بها فلسطينيو الداخل، استنفارًا لدخول أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى، الأمر الذي سبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، كما خرج الفلسطينيون في أراضي ال48 احتجاجًا على أوضاعهم وانتهاكات الاحتلال بحقهم. اقرأ أيضًا: «توطين اللاجئين».. خطة ترامب القادمة لتصفية القضية الفلسطينية وتعتبر "هبة أكتوبر" من أهم الأحداث في تاريخ فلسطينيي الداخل الإسرائيلي، بحيث أثرت بشكل كبير على علاقتهم مع إسرائيل والإسرائيليين في أراضيهم. وأسفرت المظاهرات عن سقوط 13 شهيدًا فلسطينيًا برصاص شرطة الاحتلال التي أطلقت الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين، وتخلد الجماهير ذكرى الشهداء سنويًا. وانطلقت شرارتها عندما اقتحم شارون المسجد الأقصى أعقبها مظاهرات في القدس والضفة الغربية، سرعان ما امتدت للبلدات العربية في الجليل والمثلث والنقب والساحل، قمعتها شرطة الاحتلال وأجهزته الأمنية بالرصاص الحي. ويبدو أن فصول "هبة الأقصى" لم تصل إلى نهاياتها، وبدت احتمالات انتفاضة ثالثة ومختلفة أمرا واردا، فما يحدث على الأرض لا يحول دون وقوع انتفاضة جديدة. اقرأ أيضًا: «كامب ديفيد».. معركة ذكاء تعيد حقوق الفلسطينيين وتجلب السلام للمنطقة