عادت الحياة بين الأردنوسوريا تنبض مجددًا بعد إغلاق دام 3 سنوات، أثر على البلدين من جانب مستوى التبادل التجاري، حيث تنتقل عبره البضائع والسلع بين سورياوالأردن، وكل من دول الخليج وتركيا ولبنان، وهو ما يمثل شريانا للحياة. اليوم، أعلنت وزارة النقل السورية افتتاح معبر نصيب الحدودي، وبدء حركة عبور الشاحنات والترانزيت عبر الحدود السورية الأردنية. "الوزارة" أكدت استكمالها كل الإجراءات اللازمة لإعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي، بعد أن قامت بعدد من التحضيرات الناظمة لتشغيله وعودة تنشيط حركة نقل البضائع وعبور الترانزيت والشحن والمواطنين بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، وفقا ل"روسيا اليوم". ويبدو أن فتح المعبر الحدودي صاحبه، العديد من الإجراءات التأمينية بدءًا من انتشار عناصر الجيش العربي السوري في المعبر جنوب مدينة درعا بنحو 15 كم لتثبيت حالة الأمن فيه، بعد تطهيره ودحر المجموعات الإرهابية منه. اقرأ أيضًا: «تجارة الحرب» تعيد التلاحم بين فرقاء سوريا.. وتمهد للمصالحة كما بدأ فرعا مؤسسة الإسكان العسكري والشركة السورية للاتصالات بدرعا في وقت سابق هذا الشهر لبدء أعمال إعادة تأهيل البنى التحتية تمهيدًا لإعادة الخدمات الأساسية إليه. كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أكد الخميس الماضي، أن بلاده تريد فتح الحدود مع سوريا، لكن بعد بحث جميع التفاصيل الفنية والاتفاق عليها. وأغلق الأردن معبر نصيب الحدودي في عام 2015 عندما سيطرت فصائل معارضة مسلحة على المعبر، وفي يوليو الماضي تمكن الجيش العربي السوري من إعادة سيطرته، في إطار عملية عسكرية شنها ضد معاقل المعارضة في الجنوب السوري. ويحقق فتح المعبر فائدة للطرفين السوري والأردني، فضلًا عن أن ذلك سيؤدي إلى عودة حركة البضائع بين لبنانوالأردن من جهة، وبين لبنان ودول الخليج والعراق من جهة أخرى، كون المعبر هو المنفذ البري الوحيد الذي يربط لبنان بالخليج. من جانبه، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "ترحيبه بفتح معبر الحدودي"، مؤكدًا انتظار النتائج بين الأردنوسوريا، بحسب "الدستور" الأردنية. اقرأ أيضًا: المصالحة تطرق أبواب الجنوب السوري.. وتدخل أردني لوقف إطلاق النار أما المحلل الاقتصادي الأردني مازن مرجي قال: إن معبر نصيب الحدودي هو الأكثر أهمية واستراتيجية وكفاءة، مشيرًا إلى أن إغلاق المعبر نتيجة الظروف السياسية والأمنية أدى إلى خسائر كبيرة، لا تقتصر على الطرفين الأردني والسوري فحسب، وإنما على أطراف أخرى كلبنان وتركيا والدول الأوروبية. "مرجي"، نوه إلى أن البضائع المتواجدة على الساحل السوري واللبناني لابد لها أن تمر أيضًا من معبر نصيب الحدودي، الأمر الذي تسبب إغلاقه بأضرار كبيرة لجميع الأطراف التي تمر عبره. وأضاف أن الجيش السوري أعلن أنه أعاد الأمن والاستقرار إلى المنطقة المحيطة به، لكن هذا قد لا يكون موثوقًا 100%، مشيرًا إلى وجود اتفاقيات وتفاهمات بين دول وأطراف عديدة، تتمثل في الأردنوروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى النظام السوري وما يعرف بفصائل وتنظيمات "الجيش الحر". يمكن القول، إن الاهتمام الكبير بإعادة افتتاح المعبر لم يأت من فراغ، خاصة أن الأردن كان يصدر عبر المعبر 18% من صادراته، أي ما يقارب 1.1 مليار دينار من مجمل الصادرات الأردنية، كما وصل عدد الشاحنات التي كانت تمر بالمعبر يوميًا في 2011 إلى 7000 شاحنة، بحسب "سانا". لكن في 2013، أوقف الأردن حركة عبور المسافرين القادمين، قبل أن تقرر السلطات، في عام 2015، إغلاق المعبر تمامًا أمام الشاحنات أيضًا، بسبب الأوضاع الأمنية السيئة، بعد فقدان النظام السوري سيطرته على المناطق التي يقع فيها المعبر. اقرأ أيضًا: الأسد يخوض معركة الجنوب.. واتفاق سري بين إسرائيل وإيران على الانسحاب في حين صرح رئيس الوفد الأردنى إلى معرض دمشق الدولى، غسان خرفان، بأن هنالك دافع اقتصادي وتجاري لفتح معبر نصيب الحدودي، وفقا ل"سبوتنيك". وأوضح خرفان أن الحدود الأردنية السورية من جهة "معبر نصيب"، عبارة عن أمتار وليس كيلومترات"، مبينًا أن المنازل تكاد تكون أخ وأخيه وبينهم شريط حدودي. السؤال الأبرز.. ما أهمية معبر نصيب للأرلادن؟ بالعودة إلى الوراء قليلًا، نجد أن خسائر الجانب الأردني وصلت إلى 550 مليون دينار أردني سنويًا، كانت تذهب إلى خزينة الحكومة الأردنية من الرسوم والضرائب والجمارك المفروضة على حركة المسافرين والشاحنات عبر المعبر، بحسب محللين. وأضافوا أن الجانب الأردني حريص على إعادة فتح المعبر، لأجل إعادة إنعاش حركة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى حركة المسافرين والأفراد في المنطقة، فهناك الآلاف من الأردنيين والسوريين يترقبون بشكل كبير إعادة فتح الحدود الأردنية - السورية، لأجل ممارسة نشاطهم التجاري والصناعي من جديد، بحسب الغد الأردنية. وأخيرًا يمكن الإشارة إلى أن وجود حراك اقتصادي وحجم استثمارات كبير، وعودة الاستقرار الكامل والشامل للدولة السورية وإعادة فتح الحدود والمعابر، له مصلحة متبادلة كبيرة لسورياوالأردن.