حذرت حملة «وعاشروهن بالمعروف»، من خطورة إهمال وتقصير الزوجين في تلبية الاحتياجات العاطفية لكل منهما، خاصة في ظل اعتقاد البعض الخاطئ بأن تلك الاحتياجات تنتهي عند مرحلة معينة من العمر، مشددة على أن ذلك يؤثر بالسلب على علاقة المودة والرحمة داخل الأسرة، ويجعل الطرفين عرضة للاستغلال العاطفي. وأكدت الحملة في فيديو جديد أصدره المركز الإعلامي للأزهر الشريف، اليوم الخميس، أن الزوج والزوجة إذا أهملا أو قصرا في حقّ من حقوق الزوجية؛ فإن عليهما أن يُصححا تقصيرهما، كما دعت الرسالة الجديدة للحملة الزوجين إلى التعامل باللين والعطف والتسامح فيما بينهما. وأوضحت الحملة، أن التسامح والعفو هو سر السعادة الزوجية، لأنه يقوي من أواصر الحب ويعد أساسا صلبا للبيت، وفي ذلك يقول المولى -عز وجل- «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، وإن كان هذا أمر ضروري في التعامل مع كافة الناس؛ فإنه أولى في تعامل الزوجين فيما بينهما. وتهدف حملة «وعاشروهن بالمعروف»، إلى تسليط الضوء على أهم أسباب الطلاق وطرق علاجها، بهدف الحد من ارتفاع معدلات الطلاق فى السنوات الأخيرة، في إطار الدور الدعوي والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر ويتضافر مع دوره التعليمي والديني. وتتضمن الحملة مجموعة من مقاطع الفيديو القصيرة، التي يتناول كل منها أحد أسباب الطلاق، مع توعية الزوجين بكيفية التعامل معه، ويتم نشر تلك الفيديوهات عبر صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. يذكر أن المركز الإعلامي للأزهر الشريف، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أطلق في وقت سابق، حملة بعنوان «وعاشروهن بالمعروف»، للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة. ويأتي إطلاق تلك الحملة في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لكل أبناء الأزهر، بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجعة وواقعية للمشكلات المجتمعية، خاصة القضايا الملحة، كما هو الحال بالنسبة لقضية ارتفاع معدلات الطلاق، خاصة بين حديثي الزواج. وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية قد دشن في شهر أبريل الماضي، وحدة معنية بمعالجة الخلافات الأسرية تحت اسم «وحدة لم الشمل»، ويقوم أعضاء الوحدة بعقد لقاءات مع الزوجين، سواء عبر الهاتف أو من خلال الزيارة الميدانية، للوقوف على أسباب الخلاف وسبل حلها، كما تسعى الوحدة، من خلال منصاتها الإلكترونية ورسائلها الإعلامية والتوعوية، إلى زيادة الوعى بقيم المودة والتماسك الأسري. وكانت مشيخة الأزهر قد كثفت في وقت سابق، دورات التأهيل للزواج والتوعية بخطورة الطلاق على الأسرة والمجتمع ككل، وشهدت «وحدة لم الشمل» نشاطًا ملحوظًا مؤخرا، والتى أنشأها مركز الأزهر العالمي للفتوى، لرصد أسباب الظاهرة والمساهمة فى حلها، انطلاقًا من الدور الدعوى والتوعوى للأزهر ومواجهة انتشار الطلاق، لحماية الأسرة والحفاظ عليها. اقرأ أيضًا: «وعاشروهن بالمعروف»: طاعة الوالدين في الطلاق ليست برا «وعاشروهن بالمعروف».. حملة أزهرية لمواجهة مخاطر الطلاق