تمكن مون جاي إن، أول زعيم كوري جنوبي يزور العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج منذ 11 سنة، من إقناع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، من تقديم عدد من التنازلات خلال اليوم الثاني من الاجتماعات التي جمعت بينهما. حيث وافق كيم على تفكيك موقع رئيسي لاختبارات الصواريخ تحت مراقبة المفتشين الدوليين، كما قال إنه سيغلق موقع "يونج بيون" للاختبارات النووية إذا قدمت الولاياتالمتحدة تنازلات كافية في المقابل. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أنه من الواضح أن كيم قد قدم ما يكفي، لإعادة المفاوضات النووية المتعثرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى المسار الصحيح، دون الاقتراب من التخلي عن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بشكل كامل. ومن جانبه أشاد ترامب بتلك التحركات، بالإضافة إلى خطة الكوريتان لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2032، ووصفها بأنها "مثيرة للغاية!" في تغريدة في وقت متأخر ليلة أمس. وكان الرئيس الأمريكي، ألغى الشهر الماضي، زيارة وزير خارجيته مايك بومبيو، إلى بيونج يانج، بسبب عدم إحراز تقدم كاف في المفاوضات بعد القمة تاريخية التي جمعته بكيم في يونيو الماضي بسنغافورة. اقرأ المزيد: كوريا الشمالية توافق على تفكيك منشآتها الصاروخية وغلق مجمع نووي وقالت الشبكة إن السؤال الآن هو ما إذا كانت هذه التنازلات كافية ليوافق ترامب على توقيع معاهدة السلام، الذي أعرب كيم عن رغبته في توقيعها، قبل اتخاذ خطوات ملموسة للتخلص من أسلحته النووية. وسعت إدارة ترامب إلى الحصول على مزيد من التنازلات من كيم، مثل تقديم بيونج يانج معلومات تفصيلية عن أسلحتها النووية، والسماح للمفتشين بدخول البلاد، قبل توقيع معاهدة السلام، والتي من المتوقع أن تعزز موقف الرئيس الكوري الشمالي، في الدعوة لتخفيف العقوبات وتقليص الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية. وصرح داريل كيمبال المدير التنفيذي لاتحاد مراقبة الأسلحة، أن "الكرة الآن في ملعب الرئيس ترامب، لتحديد ما إذا كان سيوافق على إعلان مشترك يُنهي الحرب الكورية، من أجل تحريك عملية نزع السلاح النووي المتوقفة". وأضاف كيمبال أن قمة مون وكيم تُشير إلى"أن كوريا الشمالية مستعدة لتقديم تنازلات إضافية إذا كان هناك تقدم". وفي بيونجيانج، وصف الزعيمان اتفاقهما الأخير بأنه الأول من نوعه، واتفقوا على مجموعة من الإجراءات لتعزيز العلاقات الكورية، بما في ذلك ربط خطوط السكك الحديدية، ولم شمل العائلات التي فرقت بينها الحرب، والتحضير لاستئناف المشاريع الاقتصادية وتخفيف حدة الوضع الأمني على الحدود بينهما. اقرأ المزيد: استقبال غير مسبوق وجدول أعمال شائك في القمة الكورية الثالثة وصرح كيم أنهم سيبذلون "جهودًا نشطة لتحويل شبه الجزيرة الكورية إلى أرض للسلام بدون أسلحة أو تهديدات نووية"، ومن جانبه أكد مون، الذي دعا كيم لزيارة سيول في وقت لاحق من هذا العام، أن "الرئيس كيم قدم خططًا واضحة لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية". إلا أن "بلومبرج" أشارت إلى أنه لا يزال هناك العديد من الأسئلة لا تزال مطروحة، فليس واضح حتى الآن ما إذا كانت كوريا الشمالية ستكشف النقاب عن منشآت نووية غير "يونج بيون"، أو ستكشف عن موقع منصات الإطلاق المتنقلة، والتي يمكنها إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية. وترى ألكسندرا بيل الباحثة في مركز الحد من الأسلحة وعدم الانتشار أن "إغلاق منصة إطلاق صواريخ أو منشأة نووية يختلف عن خطة شاملة شاملة للكشف عن والتحقق من برنامج للأسلحة النووية والتخلص منه في نهاية المطاف". وكانت كوريا الشمالية انتقدت الولاياتالمتحدة مرارًا وتكرارًا بسبب فشلها في الوفاء بوعودها في اتفاق سنغافورة، والذي انتقده العديد من المحللين بسبب فشله في تحديد إطار زمني لنزع الأسلحة النووية من كورية الشمالية. ومع وصول الرئيس الكوري الجنوبي إلى بيونج يانج، انتقدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية مطالب واشنطن، ووصفتها بأنها تشبه "عقلية العصابات"، وأن الولاياتالمتحدة فشلت في بناء الثقة مع كوريا الشمالية باتخاذ إجراءات مثل إعلان السلام. اقرأ المزيد: انقسام في إدارة ترامب حول تعامله مع ملف كوريا الشمالية وأكدت ميليسا هانهام كبيرة الباحثين في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية أنه على الرغم من الخطوات الإيجابية التي اتخذت اليوم الأربعاء، إلا أنه ما زال هناك طريق طويل أمام الجانبين لتحقيق هدف ترامب للتوصل إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه. وأضافت هانهام أن "كوريا الشمالية كانت واضحة بأنها لن تتخلى عن أسلحتها النووية"، مشيرة إلى أن "هذا البيان المشترك لم يغير أي شيء".