على مدار تاريخها، اعتمدت الولاياتالمتحدة بشكل أساسي على قواتها الجوية الضخمة، لتحقيق انتصارات في معظم الحروب التي خاضتها. حيث تُعد القوات الجوية الأمريكية هي الأقوى حول العالم، إلا أنها في الوقت الحالي تواجه تهديدًا متزايدًا، أمام تصاعد قوة أبرز أعدائها، الصين وروسيا. حيث نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن مسؤولين كبار في الجيش الأمريكي، قولهم إن القوات الجوية الأمريكية بحاجة إلى زيادة عدد القاذفات والمقاتلات والناقلات وغيرها من القطع الجوية بحلول عام 2030 لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصين وروسيا. وعلى وجه التحديد، دعا المسؤولون إلى زيادة عدد أسراب القوات الجوية بما يقرب من 25٪ من الأسراب الموجودة حاليًا، على مدى السنوات ال 12 المقبلة، وهوالأمر الذي سيجعل القوات الجوية تصل إلى حجم غير مسبوق منذ الحرب الباردة، عندما كانت تملك 401 سربًا. وقالت وزيرة سلاح الجو الأمريكية هيذر ويلسون، في كلمة ألقتها في مؤتمر جمعية سلاح الجو السنوي في ولاية ماريلاند، إن "أعداد القوات الجوية غير كافية لتنفيذ المهام المنوطة بها، فنحن لدينا 312 سربًا اليوم، ونحتاج 386 سربًا بحلول عام 2030". وأضافت "أن الأمر لا يتوقف عند زيادة عدد القوات فقط، ولكن الطريقة التي نقاتل بها ستكون مختلفة"، مشيرة إلى أن هذا التقييم يتماشى مع الأولويات المحددة في استراتيجية الدفاع الوطني التي وضعها وزير الدفاع جيمس ماتيس، والتي تصف الصين وروسيا ب"التحدي الرئيسي" الذي يواجه جيش الولاياتالمتحدة. اقرأ المزيد: الصين تراهن على المقاتلة الشبحية «J-20» لإيقاف التوسع العسكري الأمريكي وقال رئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد جولدفاين "اليوم، نحن نمتلك أفضل قوات جوية في العالم"، مضيفًا "أن خصومنا يعرفون ذلك، ويدرسون قدراتنا، ويسعون إلى سلبنا هذه الميزة، والآن الأمر يتعلق بكيفية حفاظنا على المقدمة". وفي الوقت الذي لم تُدرج هذه الزيادات المقترحة في ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" حتى الآن، شدد جولدفين على الفكرة القائلة بأن هذه التحديثات ضرورية لضمان حفاظ الولاياتالمتحدة على هيمنتها العسكرية في المستقبل. من جانبه، صرح ديفيد ديبتولا رئيس معهد ميتشل للدراسات الفضائية، أن "هذه الملاحظات ليست جديدة، حيث كان القادة العسكريون على علم بهذه الأمور منذ فترة طويلة، الأمر المختلف الآن هو رغبة ويلسون في تسليط الضوء على ما تحتاجه القوات الجوية، حتى يتمكن الكونجرس فهم هذه المخاطر". وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن هذه الزيادة، ستكون هي أكبر نسبة زيادة مقترحة في أعداد أسراب القاذفات التابعة للقوات الجوية، التي ستزيد من 9 أسراب إلى 14 سرب، وفقًا لويلسون، التي أشارت إلى أنه من المهم للغاية زيادة عدد قاذفات القنابل في منطقة المحيط الهادئ، حيث تجري أول حاملة طائرات صينية اختبارات الطيران، بعد أن أعلنت بكين أن الحاملة ستكون جاهزة للعمل هذا العام. وقالت وزيرة سلاح الجو الأمريكية، أن "بكين سلحت جزر بحر الصينالجنوبي، والآن أصبحت كل مناطق جنوب شرق آسيا تقع ضمن مدى قاذفاتها"، مضيفة أن "الرئيس الصيني شي جين بينج يخطط أن تصبح الصين قوة عسكرية كبرى بحلول عام 2050". وفي حديثه في منتدى الأمن بمدينة "أسبن" الأمريكية، في وقت سابق من هذا الصيف، قال مايكل كولينز نائب مساعد مدير مركز شرق آسيا بوكالة الاستخبارات المركزية، إن الرئيس الصيني ونظامه يشنون "حربًا باردة" ضد الولاياتالمتحدة. اقرأ المزيد: «MI 35 الروسية».. دبابة طائرة يمكنها غزو أوروبا وأضاف كولينز أنه بالنظر إلى فكر "شي"، الذي تم تضمينه مؤخرًا في الدستور الصيني، يوضح أن التهديد الذي تمثله الصين، هو أكبر تحد عالمي تواجهه الولاياتالمتحدة حاليًا. ووفقًا لديبتولا، الذي كان قائدًا في سلاح الجو الأمريكي، فإنه هناك نقص هائل في أعداد وقدرات قاذفات القنابل الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة. حيث يقول في تحليله لأسطول القاذفات التابع للقوات الجوية الأمريكية، أن "البيئة العدائية الحالية، تتطلب أن تبني القوات الجوية قاذفات ذات مدى واستجابة وحمولة وقدرة قتالية أكبر، وأن يكون لديها القدرة على التعامل مع الصراعات المستقبلية واسعة النطاق". وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن المقترح المقدم من قادة القوات الجوية، يدعو إلى زيادة نحو 74 سرب جديد، إلى الأسراب الموجودة الآن، بحلول عام 2030. وتتضمن الأسراب ال74 المطلوبة، سبعة أسراب فضائية، و14 سرب من الناقلات، وسبع أسراب عمليات خاصة، وتسعة أسراب بحث وإنقاذ قتالية، بالإضافة إلى 22 سرب للقيادة والتحكم والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وسبعة أسراب مقاتلة، وسربين من الطائرات بدون طيار، وسرب جسر جوي. وفي الوقت الذي لا تتضمن فيه الخطة زيادة في عدد أسراب الصواريخ، قالت ويلسون إن الولاياتالمتحدة "يجب أن تقوم بتحديث صواريخها النووية". اقرأ المزيد: أحدث المقاتلات الروسية.. «ميج-41» بين الواقع والقدرات الخيالية وأكدت أنها تتفهم أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتوفير الدعم والميزانية اللازمة لتنفيذ التغييرات المقترحة، لكنها شددت على أن هناك حاجة ملحة لمعالجة القضايا المطروحة.