أكد محمد أبو العينين رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، ورئيس الشعبة العامة للمستثمرين، أن مبادرة الحزام والطريق المعروفة بطريق الحرير الذي طرحته الصين عام 2013 هو مشروع القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أنه سيساهم في إعادة تشكيل الجغرافيا الاقتصادية للعالم وسيسهم في تحفيز النمو والمنافع المشتركة للدول التي سيمر بها. وأضاف خلال كلمته بمنتدى "تحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين" المنعقد اليوم الإثنين، بمقر الأكاديمية العربية بالإسكندرية، أن مصر بإمكانياتها الهائلة وموقعها الجغرافي الفريد وبقناة السويس التي تمثل نقطة العبور الرئيسية على طريق الحرير البحري ومشروعاتها الجارى تنفيذها ستكون مركز محوري ونقطة ارتكاز رئيسية على هذا الطريق مما سيسهم في زيادة التجارة والاستثمار بين مصر والصين وبين مصر وباقي الدول التي يمر بها الطريق. وأشار أبو العينين إلى أن مصر هي شريك حضاري وتاريخي للصين في تلك المبادرة التي تحيي طريق الحرير القديم، لافتًا أن البلدين كانوا شركاء في طريق الحرير القديم برًا وبحرًا؛ وساهم هذا الطريق في ازدهار اقتصادهما على مدى قرون، واليوم تزدهر العلاقات من جديد بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينج. اقرأ أيضًا: رئيس الأكاديمية العربية: طريق الحرير سيجعل مصر مركزًا اقتصاديًا وأكد أبو العينين، أن الصين هي الشريك التجاري الأول لمصر، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 11 مليار دولار عام 2017، مضيفًا أن مصر من أولى الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق، لأن رؤيته تتسق مع رؤية واستراتيجية الدولة لتنمية محور قناة السويس، وتعظيم الاستفادة من موقع مصر الجغرافي. وأوضح، أن لدينا الإمكانيات الهائلة التي تسعى الدولة لتعظيم الاستفادة منها وفي مقدمتها قناة السويس التي تمثل نقطة العبور الرئيسية على طريق الحرير البحري ومشروع التنمية بمنطقة القناة الذي يشمل إنشاء منطقة اقتصادية وصناعية ومركز لوجستي وتطوير 6 موانئ، فضلا عن مشروع تطوير الشبكة القومية للطرق. بالإضافة الى سواحلنا التي تمتد 2500 كم على البحرين المتوسط والأحمر وسلسلة اتفاقات تجارة حرة تربطها مع أكثر من 70 دولة عربية وأفريقية وأوروبية والولايات المتحدة. اقرأ أيضًا: وزير النقل: 7.5 مليار دولار حجم التجارة بين مصر والصين وتابع، أن هذه الإمكانيات والمشروعات الجارى تنفيذها تمكن مصر من أن تلعب دورا محوريا كبيرا في الاقتصاد العالمي، وتؤهلها لتصبح مركزا إقليميا للاستثمارات الأجنبية في أفريقيا والشرق الأوسط ومحور للتجارة الدولية والإقليمية، وأن تكون منطقة قناة السويس مركز صناعي ولوجيستي إقليمي وعالمي ومركز رئيسي للشركات الدولية تنتج فيها وتصدر بدون جمارك لأسواق أكثر من 70 دولة أفريقية وعربية وأوروبية والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. وعبر أبو العينين عن أمله في أن تؤدى مبادرة الطريق والحزام لخلق الفرص لأن تصبح الصين من أكبر الدول المستثمرة في مصر، موضحًا أن هذه المبادرة من الممكن أن تؤدى لمكاسب كبيرة من خلال زيادة حركة العبور في قناة السويس،، لافتا أن القناة بعد المشروع الاستراتيجي الذي أطلقه الرئيس السيسي بشق القناة الجديدة أصبحت قادرة على استيعاب هذه الزيادة واستطاعت تخفيض زمن العبور واستقبال الأجيال الجديدة من السفن العملاقة. وأوضح أيضًا، أن المكسب الثاني سيكون أن تصبح منطقة قناة السويس مركز لتصنيع وتجميع وتصدير المنتجات الصينية إلى الأسواق العربية والأفريقية والأوروبية، لاسيما في مجال السلع ذات تكلفة الشحن العالية أو تلك التي تتطلب مصاريف جمركية كبيرة، بما في ذلك صناعة السيارات وصناعة الملابس الجاهزة والصناعات الهندسية والمنتجات الإلكترونية، مشيرًا إلى أن الفرصة مهيأة لجذب مزيد من الاستثمارات الصينية والأجنبية في منطقة قناة السويس، في ضوء العديد من النماذج الناجحة للاستثمار في المنطقة منها المنطقة الصينية اجتذبت 68 شركة باستثمارات تتجاوز مليار دولار واليوم تقوم بالتوسع في مرحلة جديدة على مساحة 6 ملايين متر مربع وبها تجارب ناجحة لشركات صناعية صينية تنتج في مصر وتصدر 95% من إنتاجها إلى أوروبا وإفريقيا، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية في بورسعيد. ولفت رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، أن ما حققته زيارة الرئيس السيسي الأخيرة من نجاحات، حيث تم التوقيع على اتفاقيات وعقود مع عدد من الشركات الصينية لتنفيذ 7 مشروعات في مصر بقيمة استثمارية تبلغ نحو 18.3 مليار دولار، يؤكد الفرص الهائلة أمام الاستثمارات الصينية في مصر، سواء في منطقة قناة السويس أو منطقة المثلث الذهبي في صعيد مصر وفي الصناعات عالية التكنولوجيا مثل تصنيع السليكون والألواح الشمسية من الرمال في مصر، مشيرًا إلى أن مصر هي بوابة طريق الحرير إلى شمال وشرق ووسط أفريقيا، وهذا السوق الضخم الذى يزخر بوفرة من الموارد الطبيعية والبشرية بالإضافة إلى إمكانات سوق ضخمة، مضيفًا أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام القادم هى فرصة لتنفيذ أفكار ومبادرات تعزز التعاون الثلاثي المصري الصيني الإفريقي.